تشكل الطفولة بذرة أي مجتمع تثمر بما تتطعم به من ثقافات متنوعة، وهي ابنة بيئتها وعاداتها ومبادئها الاجتماعية وحتى من تراثها وحكاياتها الشعبية. ومن هنا انطلق المخرج اللبناني ميلاد أبو موسى ليقدم أول فيلم لبناني للأطفال عن قصة عربية تتمحور حول شخصية "أبو كيس" التي دبت الرعب في نفوس أجيال متلاحقة، على أمل أن يكون في فيلمه الفائدة والمتعة للطفل العربي. وتدور أحداث الفيلم حول شخصية "أبو كيس" الشعبية اللبنانية الخرافية التي تناقلتها الأجيال، وتستعمل لتخويف الأطفال كي يلتزموا بما يطلبه منهم الكبار. ويقول أبو موسى أنه اختار هذه الشخصية "لنزع فكرة الخوف من هذه الشخصية الجميلة أولا وللفت نظر كل من هو معني في مجتمعنا العربي بالشأن التربوي البدء باعتماد الطرق الحديثة لتربية الأطفال"، ويضيف أبو كيس "ذكرياتي المتعلقة بـ"أبو كيس" تعود إلى المرحلة الدراسية وأحمد الله بانني ترعرعت في اسرة مثقفة لم تكن تعتمد هذه الأساليب في التربية". ويوضح أبو موسى أن فكرة صناعة فيلم لبناني عربي خاص بالأطفال واتته منذ 5سنوات "كنتيجة لانعدام هذه الصناعة المتخصصة في عالمنا العربي. وكل ما يشاهده اطفالنا  ما هي الا افلام مترجمة ومدبلجة لا تمت لمجتمعنا بصلة،  ناهيك عن مشاهدتهم للمسلسلات العربية والتركية التي ليست لأعمارهم  . وعند اختيار الموضوع فكان لابد من اختيار قصة محلية نابعة من واقعنا ومجتمعنا لها ابعاد تربوية تثقفية  لتكون البداية فكانت قصة "أبو كيس".