مسعف من الهلال الأحمر الفلسطيني يستقبل طفلة في مستشفى القدس بعد قصف إسرائيلي على غزة

قالت وزارة الداخلية في قطاع غزة إن 19 شخصاً على الأقل قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل قرب مستشفى في مخيم جباليا للاجئين بشمال قطاع غزة، الأربعاء، بينما فرّ آلاف المدنيين باتجاه الجنوب لتجنب القتال البري العنيف بين إسرائيل و«حماس».

ولم يصدر تعليق إسرائيلي فوري أو تفاصيل من موقع الهجوم، الذي إذا تأكد سيكون الثالث على أكبر مخيم للاجئين في غزة خلال أسبوع مع دخول الحرب بين حركة «حماس» وإسرائيل شهرها الثاني.

ودمرت الغارات الجوية الإسرائيلية أجزاء من جباليا يومي 31 أكتوبر (تشرين الأول) و1 نوفمبر (تشرين الثاني)، ما أدى إلى تسوية منازل متعددة الطوابق بالأرض في منطقة مكتظة بالسكان في قلب قطاع غزة الذي تسيطر عليه «حماس». وقالت السلطات الفلسطينية إن 195 مدنياً على الأقل قُتلوا.

وقالت إسرائيل إن هجماتها الجوية على جباليا، الأسبوع الماضي، أسفرت عن مقتل اثنين من قادة «حماس» وعدد من المسلحين أثناء استهداف أنفاق محفورة تحت مناطق مدنية.

وأثارت الغارات الجوية على جباليا، داخل مدينة غزة التي تطوقها قوات المدرعات الإسرائيلية، قلقاً دولياً إزاء ارتفاع الخسائر الإنسانية الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي على القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

واتهمت إسرائيل «حماس» بالمسؤولية عن مقتل مدنيين في غزة، قائلة إنها تستخدم سكان القطاع دروعاً بشرية وتخفي مراكز الأسلحة والعمليات في المناطق السكنية.

وفي وقت سابق من الأربعاء، سار آلاف المدنيين الفلسطينيين في موكب نزوح جماعي بائس من الشمال خلال المهلة التي حدّدتها إسرائيل وقدرها 4 ساعات.

وطلبت إسرائيل من السكان مراراً إخلاء المنطقة وإلا تعرضوا لمخاطر الوقوع وسط أعمال العنف.

لكن الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع الفلسطيني الصغير المحاصر تعرضت أيضاً لإطلاق النار.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن غارة جوية أصابت منازل في مخيم النصيرات للاجئين أسفرت عن مقتل 18 شخصاً، صباح الأربعاء. وفي خان يونس، قُتل ستة أشخاص، بينهم فتاة صغيرة، في غارة جوية.

وقال شاهد يدعى محمد أبو دقة إن ضربة جوية بطائرة «إف-16» أصابت فجأة منزلاً ونسفته بأكمله وثلاثة منازل متجاورة حين كانوا يجلسون في سلام. وأضاف أن السكان كلهم مدنيون ومن بينهم امرأة ورجل طاعنان في السن، وأن هناك آخرين ما زالوا تحت الأنقاض.

وقصفت إسرائيل غزة رداً على هجوم لمسلحي «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، قتلوا فيه 1400 شخص معظمهم من المدنيين واحتجزوا نحو 240 رهينة، وفقاً لإحصاء إسرائيلي.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن 10569 شخصاً قُتلوا حتى الآن، 40 في المائة منهم أطفال. وقال كريستيان ليندميير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في جنيف، إن مستوى الوفيات والمعاناة «يصعب استيعابه».

شبكة أنفاق

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري إن جنوداً من سلاح المهندسين يستخدمون عبوات ناسفة لتدمير شبكة أنفاق بنتها حركة «حماس» وتمتد لمئات الكيلومترات تحت القطاع.

وقال الجيش، في بيان، الأربعاء، إنه دمّر 130 فتحة نفق حتى الآن. وأضاف أن «أفراد سلاح المهندسين الذين يقاتلون في غزة يدمرون أسلحة العدو ويحددون مواقع منافذ الأنفاق ويكشفونها وينسفونها».

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن الضربات الجوية قتلت أيضاً محسن أبو زينة، المسؤول عن صنع الأسلحة في «حماس»، وعدداً آخر من المقاتلين.

وتقول مصادر في «حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي» إن الدبابات الإسرائيلية تواجه مقاومة شرسة من مقاتلي «حماس» الذين يستخدمون الأنفاق لنصب كمائن وشن هجمات. وقالت إسرائيل إن 33 من جنودها قُتلوا.

وكثّف مسؤولو الأمم المتحدة ودول مجموعة السبع الدعوات المطالبة بهدنة إنسانية للمساعدة في تخفيف معاناة المدنيين في غزة التي دكت الضربات الجوية مبانيها وتنفد منها الإمدادات الأساسية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر «رويترز نكست»، الأربعاء: «من المهم أيضاً أن نجعل إسرائيل تدرك أنه ليس من مصلحتها ظهور صورة يومية رهيبة عن الاحتياجات الإنسانية المأساوية للشعب الفلسطيني... هذا لا يدعم إسرائيل أمام الرأي العام العالمي».

وقال مصدر مطلع لـ«رويترز»، الأربعاء، إن هناك مفاوضات تتوسط فيها قطر لتأمين إطلاق سراح 10 إلى 15 شخصاً تحتجزهم «حماس» مقابل هدنة إنسانية لمدة يوم أو يومين في غزة.

فرار من القنابل

قال شهود إن آلاف الفلسطينيين الفارين من الشمال شقوا طريقهم بقلق في موكب طويل عابرين بمبانٍ تظهر عليها آثار تركتها القنابل.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أخبرهم أن عليهم التحرك جنوبي مستنقعات وادي غزة على طول طريق صلاح الدين الرئيسي. ولم يتضح أين سينتهي بهم المطاف تحديداً، نظراً لأن الأعداد الهائلة من النازحين من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تكتظ بهم بالفعل المدارس والمستشفيات ومواقع أخرى في الجنوب.

وما زال آلاف آخرون داخل المنطقة الشمالية المحاصرة، منها مستشفى الشفاء الرئيسي في مدينة غزة، حيث كانت أم هيثم حجيلة تعيش مع أطفالها الصغار في خيمة بدائية.

وقالت أم هيثم: «الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم... لا يوجد طعام ولا ماء. وعندما يذهب ابني لإحضار الماء، يقف في الطابور لمدة 3 أو 4 ساعات. ضربوا المخابز، ولم يعد لدينا خبز».

وأعلنت إسرائيل أنها تريد القضاء على «حماس»، وهاجمت غزة جواً وبراً وبحراً واستخدمت قوات برية لتقسيم القطاع الساحلي الضيق لجزأين في قتال ضار وسط أنقاض المباني في مناطق حضرية.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وزير الخارجية العماني ونظيره الأميركي يتبادلان وجهات النظر بشأن الوضع المأساوي في قطاع غزة

صحافي فلسطيني يخلع درعه وخوذته وينهار على الهواء عقب مقتل زميله محمد أبو حطب وأسرته