تجددت الاشتباكات بين عناصر الأمن المغربي، وقوات تابعة لجبهة "البوليساريو" في مدينة السمارة في الجنوب، مما أسفر عن إصابة 48 عنصرًا من الأمن .وأكد مسؤول أمني، لـ"العرب اليوم"، أن "48 عنصرًا من قوات الأمن في السمارة أُصيبوا بجروح بعضها خطرة، نقلوا على إثرها إلى المركز الاستشفائي الإقليمي في السمارة، والمستشفى العسكري في العيون لتقلي العلاجات اللازمة، فيما نُقل 7 مصابين آخرين إلى مستشفيات في شمال المملكة نظرًا لخطورة إصابتهم. وأضاف المسؤول ذاته، أن الانشقاقات التي يشهدها الائتلاف الحاكم في المغرب، والصراع الدبلوماسي بين الزعيمين السياسيين عبدالإله بنكيران وحميد شباط، بعد قرار حزب "الاستقلال" الانسحاب من الحكومة قبل 15 يومًا، بالإضافة إلى مرض الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والجدل المثار بشأن صحته وتأثير ذلك على مستقبل الجزائر، قد غطت إعلاميًا على الأحداث التي تشهدها الصحراء. وأفاد بيان صادر عن مسؤولي إقليم السمارة، تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أن "مجموعة من الأشخاص الجانحين وذوي السوابق، أقدموا منذ ليلة الخميس الماضي في حي مولاي رشيد على التجمهر بشكل غير قانوني، مدججين بالعصي والأسلحة البيضاء، وحاولوا احتلال الشارع العام، وعرقلة حركة السير، مع رشق السيارات العابرة للشارع بالحجارة، وأن قوات الأمن قامت إثر ذلك بالتدخل لتفريق المتجمهرين، وفقًا للضوابط القانونية الجاري بها العمل، وهو ما واجهته هذه المجموعة من مثيري الشغب، بوضع متارس أسمنتية و إضرام النار في الإطارات المطاطية وأسطوانات الغاز، على مستوى أزقة الحي المذكور، وذلك لقصد عرقلة تحركات سيارات الأمن، وإحداث حالة من الفوضى والهلع بين سكان المدينة، كما قاموا برشق القوات العمومية بالحجارة، وقد خلّفت أعمال الشغب هذه استياءً لدى عموم سكان السمارة، الذين طالبوا السلطات العمومية باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعمال القانون في حق مثيري الشغب". وتتزامن هذه الأحداث مع احتفالات جبهة "البوليساريو" في الجنوب الجزائري، بالذكرى الأربعين لإعلان "ثورة الانفصال"، والتي تجري فعالياتها في قرية "تفاريتي" وراء الحزام الأمني بالقرب من مدينة السمارة، داخل المنطقة المراقبة من طرف عناصر "المينورسو" والتي تعتبرها "البوليساريو" منطقة محررة، كما أنها تأتي غداة الزيارة التي سيقوم بها الوسيط الأممي دينيس روس إلى مدينة السمارة، والتي ستشمل أيضًا مدينة بوجدور في جنوب الصحراء.