قال المستشار الصحافي للرئيس السوداني عماد سيد أحمد إن عمر البشير سيزور جوبا، الجمعة المقبل، تلبية لدعوة تلقاها في وقت سابق من نظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت، حيث سيقود البشير وفداً رفيعاً يضم مساعديه، وعدداً كبيراً من وزراء حكومته وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وكشف سيد أحمد، في تصريحات لـ"العرب اليوم" الأربعاء، أن الترتيبات والاتصالات الخاصة بالزيارة اكتملت، وأن لجنة مُكلَّفة سَتَعقد اجتماعاً الساعات المقبلة لوضع اللمسات النهائية لبرنامج وجدول الزيارة التي وصفها بالمُهِمَّة، وأنها تأتي في وقت تشهد فيه علاقات البلدين تقدماً ملحوظاً.    وأوضح سيد أحمد أن البشير سيلتقي سلفاكير ميارديت لبحث عدد من القضايا أبرزها تنفيذ اتفاق التعاون المشترك الموقع بين البلدين، وقضية أبيي المتنازع عليها بين البلدين، بعد أن أحيل ملف القضية إلى الرئيسين للنظر والاتفاق على حلول بشأنه، وكان نائب الرئيس الحاج آدم قال إن البشير سيزور جوبا رغم أنف من وصفهم بـ"المرجفين".     من ناحية أخرى رحّب وزير الدولة البريطاني لشؤون أفريقيا مارك سيموندز، بالتقدّم الملحوظ الذي حدث بين السودان وجنوبه بشأن أمن النفط، وقال في بيان "أرحّب بنبأ بداية تدفّق النفط بين السودان وجنوب السودان والتقدّم بشأن الترتيبات المتعلقة بأمن الحدود، وهو ما يتماشى مع التصريحات الإيجابية الصادرة عن حكومتي البلدين في الأسابيع الأخيرة".    وأضاف "من شأن التطبيق الكامل للاتفاقيات المتعلقة بالنفط والأمن والشفافية في العائدات والرسوم أن تعم بالفائدة على شعبي البلدين"، وأعرب الوزير عن أمله أن "تواصل الحكومتان في السعي لحل المسائل العالقة بينهما عبر الحوار.   وفي الخرطوم أعلن سفير دولة الجنوب في السودان ميان دوت أن البشير وسلفاكير سيبحثان الملفات العالقة من اتفاق "المصفوفة" الخاص بجداول تنفيذ اتفاق التعاون الشامل المُبرم بينهما في أيلول/سبتمبر الماضي، مؤكداً أن القضايا التي سيتم طرحها على طاولة اجتماعات الرئيسين ستزيل الشكوك كلها والتوتر بين الدولتين.    وتوقع السفير ميان دوت أن تؤدي زيارة البشير إلى جوبا على رأس وفد رفيع إلى الإسراع في تطبيع العلاقات بين الخرطوم وجوبا، مضيفاً أن الإرادة السياسية متوفرة للتطبيع الكامل.    وفي  الخرطوم أيضا، قال الحزب الحاكم في السودان (المؤتمر الوطني) أنه لا توجد مخاوف أمنية من زيارة الرئيس إلى جوبا، وأكد الناطق الرسمي باسم الحزب ياسر يوسف في تصريحات له أن الهدف من الزيارة إكمال مشروع السلام بين البلدين.    وتُعد زيارة الرئيس البشير إلى جوبا هي الأولى بعد مشاركته في الاحتفال بميلاد الدولة الجديدة العام قبل الماضي وكان من المقرر أن يقوم بزيارة إلى هناك في وقت سابق إلا أن توتر العلاقات بين البلدين تسبَّب في تأجيلها.    ويقول المراقبون إن التطورات الإيجابية في علاقات البلدين يمكنها أن تضع تلك العلاقات في إطارها الصحيح بعد أن ظل التوتر الأمني والسياسي عنواناً لها منذ انفصال الجنوب عن الشمال العام قبل الماضي.