قال وزير الدفاع السوداني الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين إن تنفيذ الترتيبات الأمنية مع جنوب السودان يسير في صورة إيجابية في مطلوبات الترتيبات الأمنية كلها، كاشفاً أن اجتماعاً سيُعقَدُ في 15 نيسان/أبريل المقبل لإنشاء آلية خاصة تقوم بمعالجة ما جاء في مذكرة التفاهم والتعاون وعدم الاعتداء المُوَقَّعَة بين الدولتين في العاشر من شباط/فبراير الماضي. جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمته الآلية السياسية الأمنية المشتركة الخميس في وزارة الدفاع السودانية حضره ولاة الولايات الحدودية مع جنوب السودان ولجان أمن الولايات الحدودية مع دولة جنوب السودان لغرض التعريف بعملية تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية وإنزالها على أرض الواقع والتي شملت عملية الانسحاب وإعادة انتشار قوات الدولتين على طول الحدود وتفعيل آليات أمن الحدود، خاصة المنطقة الآمنة منزوعة السلاح. وتناول اللقاء متطلبات تنفيذ الترتيبات الأمنية لولاة الولايات الحدودية والتي شملت الدعوة لقيام اللجان الفنية للآلية السياسية الأمنية المشتركة بزيارة هذه الولايات. وأكد وزير المال السوداني علي محمود أن الاتفاق الذي تم توقيعه مع جنوب السودان سيؤدي إلى تحقيق المنافع الاقتصادية والمكاسب بين البلدين باستخدام الجنوب لمنشآت بلاده النفطية، وكذا جاهزية السودان واستعدادها لتنفيذ الاتفاق مع الجنوب والذي بدأ تنفيذه فعلاً على أرض الواقع. ودعا الوزير السوداني صندوق النقد الدولى لتقديم المساعدات الفنية للبلدين لإنفاذ الاتفاق وتجاوز نقاط الخلاف والعبور بالقضايا إلى الأمام. فيما وصف نائب رئيس قسم إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولى ورئيس البعثة إدوار الجميل الاتفاق الذي تم توقيعه بين حكومة السودان وحكومة الجنوب بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح، موضحاً أن البعثة تهدف من زيارتها تقييم الأداء الاقتصادي السوداني في إطار تقييم السياسات الاقتصادية في دول العالم كافة، والاستماع للقطاعات الاقتصادية كلها في الدولة المعنية لإعداد تقرير ورفعه للإدارة الاقتصادية في الصندوق للتداول بشأنه وللوقوف على الآثار الاقتصادية من تطبيق الاتفاق.. وطالب السودان بعثة الصندوق بدعوة المجتمع الدولي للإيفاء بالتزاماته تجاه السودان في تقليص الفجوة النقدية، إلى جانب تسريع إعفاء السودان من ديونها عبر مبادرة الهبيك للدول المثقلة بالديون. وقال وكيل المال يوسف الحسين "تم الاتفاق مع بعثة صندوق النقد الدولي على زيارة السودان في حزيران/يونيو المقبل للاطلاع على أثر تطبيق الاتفاق على المؤشرات الاقتصادية الكلية والوقوف على أداء الموازنة في النصف الأول للعام 2013 من خلال برنامج صندوق النقد الدولي، مشيرا إلى أن السودان احتفظ بسجل قوي خلال الـ  14 عاما السابقة إلى جانب استمراره في التعاون مع صندوق النقد الدولي،وستلتقي البعثة البنك المركزي وزارات النفط المعادن والصناعة والتجارة، وكان رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان السوداني الدكتور بابكر محمد توم وصف علاقات بلاده بالصندوق بأنها ظلت متأرجحة لسبب هيمنة الدول الغربية ومن بينها الولايات المتحدة الأميركية على المؤسسات المالية الدولية،  وتوقع في تصريحات سابقة لـ "العرب اليوم" أن تشهد علاقات بلاده مع هذه المؤسسات بعض التحسن.