أعلن رئيس الحكومة التونسية المعين علي العريض الليلة الماضية عن "التوصل إلى اتفاق بشأن تركيبة وبرنامج الحكومة الجديدة"، مشيرًا إلى أنه "سيعرضها على رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي، صباح  الجمعة"، معربًا عن "أمله في أن تكون حكومة التونسيين كلهم، ووفية لأهداف ثورة الحرية والكرامة". وكشف علي العريض، في كلمة مقتضبة القاها في قصر قرطاج، أنّه "توصّل بعد مفاوضات مطولة، إلى الاتفاق بشأن تحديد تركيبة الحكومة وبرنامجها السياسي"، لافتًا إلى أنّه "التقى برئيس الجمهوريّة محمد المنصف المرزوقي، وأحاطه علمًا بالنتائج التي حققهًا"، متعهدًا بـ "عرض الملف الكامل للتشكيلة الحكوميّة الجديدة وبرنامجها السياسي، على الرئيس التونسي صباح الجمعة". وعبر العريض عن "أمله في أن يكون قد وُفّق في المهمة التي أوكلت إليه"، مشددًا على أن "الحكومة الجديدة ستكون حكومة التونسيّين كلهم، وستلتزم بأهداف ثورة الحريّة والكرامة". وقد تواصلت المشاورات السياسية من أجل تشكيل الحكومة الجديدة التي سيقودها القيادي في حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، علي العريض خلفًا لحكومة، حمادي الجبالي المستقيل، إلى ساعة متأخرة من مساء الخميس، وذلك بعد انسحاب جميع الأطراف السياسية الخارجة عن الائتلاف الثلاثي الحاكم، والمتمثلة في حركة وفاء وحزب التحالف الديمقراطي وكتلة الحرية والكرامة في المجلس التأسيسي.  وقد حضر  جلسة المشاورات الحكومية، عن حزب المؤتمر من اجل الجمهوريــة "حزب الرئيس المرزوقي"كل من عزيز كريشان وطارق الكحلاوي وعماد الدايمي، بينما مثل حزب التكتل من أجل العمل والحريات، كل من خليل الزاويــة وزير الشؤون الاجتماعيــة في حكومــة تصريف الأعمال والقيادي المولدي الرياحي، فيما ناب حركــة النهضــة وزير العدل نور الدين البحيري، ووزير الفلاحــة محمدّ بن سالـــم. وشدد  القيادي في التكتل، خليل الزاويــة على أن "المشاورات في وضع دقيق وصعب"، في حين عبر المولدي الرياحي عن "موقف حزب التكتل المتمسك بتحييد وزارات السيادة، وتعيين شخصيات مُستقلة تكون محل توافق بين الأحزاب لاسيما فيما يتعلق بوزارتي العدل والداخليــة". وأكد رئيس كتلة حزب التكتل في المجلس التأسيسي المولدي الرياحي، أن "انسحاب التكتل من الأئتلاف ومن الحكومة "غير وارد ". وقال المولدي الرياحي إن "التكتل سيواصل ويشارك في حكومة علي العريض ليس من أجل التكتل، أو أشخاصه، لكن من أجل المسار الديمقراطي والثورة والشعب".   وكان مُمثل كُتلة الحرية والكرامة عبد الرزاق الخلولي، قد أعلن عن "انسحابهم من المشاركة في الحكومة المرتقبة على أثر الاجتماع المُطول الذي جمع ممثلي الأحزاب السياسية مع رئيس الحكومة المكلف علي العريض، متهمًا الأئتلاف الثلاثي  بالانغلاق ورفض قبول أطراف سياسية خارجية ومواصلة نهج المحاصصة الحزبية". كما أعلن حزب التحالف الديمقراطي عن "انسحابه بصفة نهائية من المفاوضات الحكومية الرامية إلى التباحث بشأن التشكيلة الوزارية الجديدة التي ستقود البلاد فيما  تبقى من الفترة الانتقالية، بقيادة علي العريض". وأكدت مصادر مطلعة لـ"العرب اليوم" أن "انسحاب التحالف الديمقراطي يرجع إلى الخلاف بشأن حقيبتي العدل والداخلية".