كشفت مصادر مطلعة لـ"العرب اليوم" من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، عن أن سلطات الرباط تراجعت عن نيتها في طرد السفير الفلسطيني أحمد صبح، لسبب مواقفه الأخيرة من دور "لجنة القدس" التي يترأسها العاهل المغربي محمد السادس، وقررت الإبقاء عليه حتى نهاية ولايته في تموز/يوليو المقبل. وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والسفير الفلسطيني أحمد صبح، تدهورًا خلال الأسبوع الماضي، بعد الانتقادات الكبيرة التي وجهها لـ"لجنة القدس"، أصدرت بعدها وزارة الخارجية المغربية بيانًا ضد تصريحات صبح وبعض الشخصيات المصرية التي تنتقص من دور اللجنة، وطلبت على الفور باستبدال السفير المذكور بسفير آخر. وأضافت المصادر نفسها، أن "أزمة الرباط مع السفير أحمد صبح تم احتوائها بعدما أرسلت  السلطة الفلسطينية مسؤولاً دبلوماسيًا رفيع المستوى، لإقناع الرباط بالاحتفاظ بالسفير نفسه حتى نهاية ولايته، وهو ما استجابت له الخارجية المغربية، حيث قررت الإبقاء عليه إلى حتى تموز/يوليو المقبل، ومنحه وسامًا ملكيًا تقديرًا للجهود التي بذلها في السفارة الفلسطينية لدى الرباط. واتصل "العرب اليوم" بالسفير الفلسطيني أحمد صبح، إلا أنه رفض التعليق على موقف المغرب، التي عبر عن عدم رغبته في خدماته على رأس السفارة الفلسطينية لدى الرباط، واكتفى بالقول "إنه لايزال يباشر مهامه بشكل عادي في منصبه حتى نهاية ولايته". وصدرت عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في أكثر من مرة، مواقف إيجابية تؤكد التعاطي الإيجابي للمغرب مع القضية الفلسطينية، وبخاصة إيلائه اهتمامًا كبيرًا بـ"لجنة القدس" وذراعها وكالة "بيت مال القدس الشريف" التي يترأسها المغرب منذ عهد الراحل الملك الحسن الثاني. وسبق للخارجية المغربية أن أصدرت خلال الأسبوع الماضي، بيان "حقيقة" للرد على تصريحاته وتصريحات بعض الشخصيات المصرية التي تنتقص من دور "لجنة القدس"، عبرت من خلاله عن استغرابها لتلك التصريحات "التي تشكل إنكارًا غير مسؤول لما تقوم به اللجنة وذراعها وكالة (بيت مال القدس الشريف)، من خلال مبادرات ومشاريع حيوية لحماية المدينة المقدسة، والحفاظ على موروثها الديني والحضاري، ودعم صمود أهلها أمام كل محاولات التهويد". وأضاف البيان ذاته، أن "لجنة القدس" برئاسة محمد السادس، تقوم بالمتابعة المستمرة لتطورات الوضع في المدينة المقدسة، وتوالي المبادرات السياسية لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية ضدها، ومن ذلك المراسلات والاتصالات المتتالية لرؤساء الدول دائمي العضوية في مجلس الأمن والمنظمات الدولية ذات الصلة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاته، وأن الجهود التي يقوم بها المغرب كرئيس لـ"لجنة القدس" أشادت بها بانتظام مختلف مؤتمرات القمة العربية والإسلامية، وأن وكالة "بيت مال القدس" تقوم بعمل ميداني متواصل، وبمشاريع حيوية لحماية القدس والحفاظ على موروثها الديني والحضاري، ودعم صمود المقدسيين أمام محاولات التهويد، وقد أنجز المغرب مجموعة من المشاريع في القدس تشمل مجالات التنمية الاجتماعية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة والإسكان والصحة وترميم المآثر التاريخية وغيرها، مشيرًا إلى أن "المملكة المغربية تسهم بـ 80 في المائة من موازنة الوكالة".