وصف رئيس حركة "مجتمع السلم" الجزائري أبو جرة سلطاني سياسة السلطة الجزائرية بـ"الفاشلة"، بعد فشل الإصلاحات والتوزيع غبر العادل لثروات البلاد، متهمًا السلطة الجزائرية بمحاولة "عزل الحراك الاجتماعي عن الحراك السياسي"، مؤكدًا أن هذا المسعى فاشل وعير ممكن، مشيرًا إلى أن الحراك الاجتماعي القائم في منطقة الجنوب، والإحباط الاجتماعي الذي يعيشه شباب المنطقة، هو نتيجة طبيعية للإفلاس السياسي، وصرّح سلطاني أنه "يخشى أن يتحوّل سارق سوناطراك إلى رئيس للجمهورية". ووصف سلطاني سياسة الإصلاح التي انتهجها الرئيس بوتفليقة لتهدئة غليان الشارع مع مطلع العام 2011 بـ "العرجاء والهوجاء"، وانتقد سلطاني فشل سياسات الإصلاح التي انتهجها الرئيس. وقال في ندوة سياسية تمهيدية لمؤتمر الحركة "إذا كانت السياسة عرجاء وهوجاء فلا يجب أن نطمع في إصلاح اقتصادي أو اجتماعي". وتطرق سلطاني إلى تفشي ظاهرة الفساد، مؤكدًا أنه "أصبح مهيكلاً بشكل يسمح لشبكات الفساد بحماية عناصرها، وتحول الفساد من التقسيط إلى فساد بالجملة، ومن اختلاس الأموال العامة إلى السطو عليها، في غياب رادع شديد"، محذّرًا من أن ظاهرة الفساد صارت تؤثر في التوازنات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد. وحذّر رئيس "مجتمع السلم" من أن "الجزائر تعيش رفاهًا اقتصاديًا واجتماعيًا مزيّفًا، قائمًا على مقايضة النفط والغاز بالسلع والمواد الغذائية والدواء"، واعتبر سلطاني أن "توجيه 18 مليار دولار سنويًا لكتلة الأجور، من دون أي إنتاج اقتصادي خارج النفط، يعطي مؤشرًا أن الجزائر تتجه نحو الإفلاس، في حال نزول النفط إلى أقل من 70 دولارًا للبرميل الواحد". تواصل حركة "مجتمع السلم" استعداداتها لعقد مؤتمرها الخامس في الأول من آيار/ مايو المقبل، في ظل تقارب كبير لمساعي الوحدة التي تسعى قيادات من "لجنة صلح" إلى إنجازها قبل المؤتمر، وإعادة استقطاب القيادات التي جنحت إلى التغيير في 2008، ودعا سلطاني إطارات "حمس" إلى إنجاح المؤتمر الخامس المقبل، وقال إن "الحركة تطمح إلى أن تعقد مؤتمر دولة، وليس مؤتمر دعوة". لكن مصادر من الحركة قالت "إن (حمس) لا تسعى إلى إنجاز استعدادات المؤتمر فقط، لكنها تسعى أيضًا إلى إنجاز الوحدة مع مجموعة كبيرة من إطاراتها، التي انشقت العام 2008، وانتمت إلى (جبهة التغيير) بقيادة عبد المجيد مناصرة". وأضافت المصادر أن اللقاءات الأخيرة بين الطرفين تتواصل لضبط الترتيبات المتعلقة بإعادة إدماج المنشقين في هياكل الحركة، حيث تم القبول بعودة ومشاركة عدد من الإطارات المنشقة في المؤتمرات البلدية والولائية لـ "حمس"، تمهيدًا للإعلان الرسمي، في افتتاح المؤتمر الوطني، عن عودة قيادات الصف الأول كعبد المجيد مناصرة. وأشار أبو جرة سلطاني إلى أن الحركة ستستقرئ لأجل ذلك مواقف وآراء الخبراء والأكاديميين والإعلاميين المتابعين للشأن السياسي، بشأن تجربتها السياسية ومسارها ومواقفها، خلال ندوة مفتوحة تنظم السبت المقبل، تكون ختامًا لسلسلة الندوات المتخصصة.