شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط، الإثنين، مؤتمرًا صحافيًا للرئيس النيجيري محمدو يوسوفو، ونظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في القصر الرئاسي، وقد أكد فيه الرئيسان تطابق وجهات نظر البلدين بخصوص الوضع في مالي. فيما شدد الرئيس ولد عبد العزيز أنه لا يوجد تناقض بين موقف موريتانيا والنيجر بخصوص الوضع في مالي، رغم أن موقف النيجر كان منذ بداية الأزمة في شمال مالي داعمًا للتدخل العسكري ضد الجماعات الإسلامية المسلحة التي سيطرت على إقليم أزواد في شمال مالي، منذ أكثر من عشرة أشهر، فيما ظلت موريتانيا متحفظة على أي تدخل عسكري من دون أن تبدي معارضة صريحة على غرار الجزائر. وأكد الرئيس ولد عبد العزيز أنه لن يتدخل في حرب مالي، وأنه سيكتفي بحماية حدود بلده المحاذية للحدود المالي، فيما اتفقا على تعزيز الأمن والتعاون بغية منع الجريمة المنظمة العابرة للحدود بأشكالها كافة، ومكافحتها بصرامة، وخاصة الإرهاب والتهريب غير المشروع للسلاح والبشر، وخطف الرهائن وتبييض الأموال، مشيدين بالتدخل الشجاع والحاسم للقوات الأفريقية من أجل استعادة السيادة والحوزة الترابية لدولة مالي الشقيقة، والقضاء نهائيًا على تواجد العصابات الإرهابية المسلحة، التي اتخذت من هذه المنطقة ملاذًا لها منذ سنوات عدة. وقد  أصدر الرئيسان تعليماتهما إلى وزيري الشؤون الخارجية في البلدين لاستدعاء اجتماع اللجنة المشتركة الكبرى النيجرية الموريتانية للتعاون في أقرب الآجال، منوهين إلى أن الاجتماع يفضل أن يكون قبل نهاية منتصف السنة الجارية 2013. وفي السياق نفسه، أعرب محمدو يوسوفو عن إرادة بلاده فتح ممثلية دبلوماسية في نواكشوط في أفق 2014. وقد وقعت موريتانيا والنيجر، صباح الإثنين، في القصر الرئاسي في نواكشوط على بروتوكول اتفاق بشأن المشاورات المنتظمة في المجال الثنائي، ويرمي الاتفاق إلى تعزيز التعاون الثنائي، وتكثيف الاتصالات والمشاورات بين البلدين خدمة للمصلحة المتبادلة لشعبيهما كما يترجم الاتفاق، حسب بيان للرئيسين، إلى إرادة البلدين في الارتقاء بالعلاقات الثنائية، وتفعيل آليات تعزيز التعاون الثنائي. وبعد نهاية المؤتمر غادر رئيس جمهورية النيجر محمدو يوسوفو نواكشوط، الإثنين، متوجهًا إلى باريس، بعد أداء زيارة عمل وصداقة إلى موريتانيا دامت يومين، أجرى خلالها مباحثات مع نظيره الموريتاني، كما زار الضيف النيجري العاصمة الاقتصادية نواذيبو وبعض معالم مدينة نواكشوط.