أكد رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، طارق متري إن "ليبيا دولة مستقلة وذات سيادة تقرر مصيرها ومستقبلها من دون أي تدخل خارجي في شؤونها"، مشيرًا إلى "سوء الفهم واللغط في تفسير القرارات الدولية على أن ليبيا تحت الوصاية الدولية". وأضاف في لقاءٍ جمعه الإثنين مع رؤساء تحرير عددٍ من وسائل الإعلام المحلية، أن "مهمة البعثة في ليبيا تنحصر في مساعدة ليبيا للانتقال إلى دولة المؤسسات والديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، ودعمها فنيًا في ملفات وضع الدستور، وبناء المؤسستين العسكرية والأمنية، والمصالحة الوطنية، وحقوق الإنسان". وتخلل اللقاء حوارٌ دار بشأن مهمة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا والدور الذي تقوم به على الصعد كافة، وفقًا للقرارات الدولية لمساعدة ليبيا على تجاوز المرحلة الحالية من خلال تقديم المشورة والدعم الفني. وأشار متري إلى أنه "لمس تعاطفًا دوليًا مع الثورة الليبية، والرغبة في مساعدة الشعب الليبي في بناء دولة ديمقراطية تحترم الحقوق والحريات وتحقق العدالة الاجتماعية لكل الليبيين، وأن هناك إجماعًا عالميًا بوجوب دعم ليبيا حتى تكون نموذجًا ناجحًا لثورات الربيع العربي". وفي سياقٍ متصل أصدرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بيانًا الأحد أكدت فيه "حرصها على الاحترام الشديد للسيادة الوطنية الليبية ووقوفها إلى جانب الشعب الليبي بكل أطيافه". وجاء هذا البيان في وقتٍ أثار فيه قرار مجلس الأمن رقم 2095 بشأن تمديد عمل البعثة في ليبيا لمدة سنة كاملة، جدلاً واسعًا في أوساط المجتمع الليبي، وصل بالبعض إلى اتهام الحكومة برئاسة علي زيدان بالسعي لجلب الوصاية الخارجية على البلاد.  وأوضح البيان أن "القرار رقم 2095 يحدد مهمة البعثة بتقديم المشورة التقنية للحكومة الليبية، حسب الاقتضاء، ودعم جهودها لاسيما في مجالات بناء المؤسسات السياسية الدستورية، وتعزيز سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان، وتوفير الأمن الوطني وأمن المواطنين، وتنسيق المساعدات الدولية". وشدد البيان على أن "الأنشطة التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا معروفة، ويجري الإعلان عنها، وأن البعثة لا تخفي أنشطتها على أي من المتابعين والراغبين بالاطلاع عليها، وهي مستعدة للحوار مع سائر المهتمين وأصحاب الرأي، توخياً للأمانة وسعياً للتطوير والتصحيح عند الحاجة". من جهة أخرى، أكد رئيس الحكومة الليبية، علي زيدان في جلسة استماع أمام المؤتمر الوطني أن "ليبيا التي رفضت وجود القوات الأجنبية على الأرض أثناء أحداث الثورة، لا يمكنها أن تقبل بوجود هذه القوات بعد انتصار الشعب الآن". وقال زيدان "أنا أول من ذهب إلى الناتو خلال حرب التحرير، ولم أقبل بتدخل الناتو إلا بشرط أن لا تكون هناك قوات على الأرض، وهذا الأمر موثَّق وموجود، لأننا في ذلك الوقت، كنا مضطرين لهذه المسألة، وقبلنا أن تستمر المعركة، وأن تكون فيها الخسائر، ولكن لم نقبل بوجود قوات أجنبية على الأرض". مشيراً إلى أن "العبارة التي وردت على لسانه -في حديث سابق - بإحضار أناس من الخارج لم يقصد بها هذا المعنى، ولكنها جاءت من باب الضيق بعملية الرفض المستمر لبعض المدن عند تعيين مسؤولين من المدينة نفسها، فيقول أهلها "أحضروا لنا شخصًا من الخارج".