كشف رئيس الحكومة اللبنانية لتصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، عن أنه تقدم بمبادرة تقضي بأن يقوم الرئيس ميشال سليمان بلقاء حواري، يحضره جميع الفرقاء السياسيين من دون أي أحكام مسبقة، وأن يكون الجميع مستعدين لتقديم التنازلات. وقال ميقاتي، "إننا نختار المبادرة من دون أي تردد، لأنه بين الاستسلام واليأس وبين الإصرار فإننا نختار الإصرار اليوم، الخلاف واضح والاختلاف مشروع، والصراع القاتل ممنوع"، محذرًا من "لعبة الاصطفاف خارج الثوابت الوطنية التي تؤدي إلى دخول البلاد في صراع مدمر"، مشددًا على ضرورة الاستمرار في التواصل، وبخاصة في ظل ما يجري في الساعات الأخيرة، مضيفًا "ما أحوجنا اليوم لإحياء الميثاق الوطني بين اللبنانيين من أجل الوطن، لا أحد منا يمتلك الحق والصواب وحده، وحق تقرير مصير أبناءه وحده، فمسؤولية البلد هي من مسؤوليتنا جميعًا، وممنوع الانتظار والفشل، وإننا نختار الإقدام والإصرار بدلاً من اليأس، وأي تنازل من أي فريق لمصلحة الوطن يكون فيه الكثير من الكبر ومصلحة المواطن". واعتبر رئيس الحكومة المستقيل، أنه "لا يمكن مواجهة العدو إلا بوحدتنا، ولا يمكن تعزيز اقتصادنا وثقافتنا إلا في جو من السلم الأهلي، فمنذ عامين حذرنا، ورفعنا الصوت من دخول لبنان في عين العاصفة، وعززنا سياسة (النأي النفس)، وإننا عملنا بكل قوتنا على ترسيخ هذه السياسة، على الرغم من كل الحملات، فاليوم نشعر جميعًا أن الاستقرار مهتز إلى حد كبير، والخطر يداهمنا وقد تغلل إلى مناطقنا من دون استثناء، والحدود لا تزال قابلة للاحتواء والمعالجة من خلال الحوار، والأهم ألا نكون مرهونين لأي طرف خارجي"، مشددًا على "ضرورة إعادة بناء الجسور وتحصين سياسة (النأي بالنفس)، والإسراع في تشكيل حكومة لمعالجة مشاكلنا، لأن الجمود قاتل، والزمن مصيري مهما اختلفنا في الرؤية، ولا أولوية تعلو على أولوية وحدتنا".