القاهرة ـ شيماء مكاوي
حذر استشاري السمنة وأخصائي التغذية، الدكتور بهاء ناجي لـ"العرب اليوم"، من خطورة ارتفاع الكوليسترول في الدم، مؤكدًا أن ارتفاع نسبة الكوليسترول تؤدي إلى أزمات عدة مثل فقدان التركيز والذاكرة والشعور بالخمول. وأضاف د.ناجي أن "ارتفاع الكوليسترول يؤدي إلى عدم سريان الدم إلى المخ، وبالتالي يؤدي إلى مثل هذه الأشياء، وللأسف الشديد من الممكن أن يكون ارتفاع الكوليسترول سببًا في حوادث عدة تحدث في هذه الأيام ، لأن قيادة السيارة تحتاج إلى تركيز كبير، وللأسف قائد تلك السيارة إذا فقد تركيزه ربما تحدث الحوادث الكثيرة على الطرق، ومن هنا جاءت خطورة ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وبعد العديد من الحوادث التي تحدث مثل حوادث القطار التي تكررت أخيرًا لابد أن يكون هناك اهتمام طبي بسائقين النقل العام، حتى إذا اكتشفنا أن هذا السائق لديه ارتفاع كبير في نسبة الكوليسترول فعلينا أن نعالجه قبل أن يقود أي مركبة، لأنه يكون مسؤولاً عن أرواح آخرين يركبون معه مما يشكل خطورة عليهم". وأضاف استشاري السمنة وأخصائي التغذية، أنه "من المشاكل الأخرى التي تنجم عن ارتفاع نسبة الكوليسترول هي الوفاة المبكرة، لأن الكوليسترول يؤثر على أجزاء الجسم كافة بداية من العقل ومرورًا بالقلب، وإذا تحدثت عن التغذية الخاصة بمريض الكوليسترول، فبالطبع ينصح أولاً بتوجه المريض إلى طبيب قلب حتى يقرر له العلاج المناسب لحالته حسب نسبة تكدس الدهون الثلاثية على القلب، لكن عليه أن يتوجه إلى أخصائي تغذية حتى ينظم معه غذاؤه لأن له نظام خاص يختلف عن الإنسان الطبيعي، فلا يمكن لهذا المريض أن يعتمد على الدواء مع ممارسة العادات الغذائية الخاطئة نفسها، وبالتالي الدواء لا يؤدي وظيفته، فإذا اتبع هذا المريض نظامًا غذائيًا سليمًا فيمكنه بعد فترة الاستغناء عن الدواء نهائيا وممارسة حياته الطبيعية ". وأوضح د.بهاء ناجي أن "الكوليسترول نوعان هما hdl و ldl ، النوع الأول هو الدهون المفيدة للجسم ، و النوع الثاني ldl هو الدهون الضارة بالجسم، فهذه الدهون هي التي تترسب في الشرايين وتتصلب فيها، وهناك الدهون الثلاثية وهي من أخطر أنواع الدهون على القلب بخاصة، ومن أعراض وجود الكوليسترول في الدم وجود برودة في الأطراف لأنه يمنع وصول الدم إليها، ومن أعراضه أيضًا الشعور بالصداع لأنه يمنع وصول الدم إلى المخ، والشعور بعدم التركيز والنسيان والعصبية والنهجان عند بذل أقل مجهود، كل هذه هي أعراض لوجود الكوليسترول، وأيضًا هناك عرض يكون دليل على ارتفاع نسبة الكوليسترول وهو تساقط الشعر، لأن الدم الذي يغذي بصيلة الشعر يكون غير واصل لها، وبالتالي يؤدي إلى تساقطه، ومن الممكن أن يؤدي ارتفاع الكوليسترول إلى مشاكل جنسية عند الرجال، مثل عدم القدرة على الانتصاب والضعف الجنسي وغيرها من المشاكل المتعلقة بالنواحي الجنسية، ومن الممكن أيضًا يؤدي إلى مشاكل عند المرأة في الإنجاب فمن الممكن أن يكون عائقًا للإنجاب، وكذلك يؤدي إلى كثير من المشاكل لها أثناء فترة حملها". وتابع استشاري السمنة والتغذية قوله "الكوليسترول ليس له سن، فقد يعتقد كثيرون أن كبار السن فقط من يصابون به، بل على العكس تمامًا فمن الممكن أن يصاب طفلاً بارتفاع الكوليسترول، وإذا اكتشف الشخص أنه مصاب بالمرض وبارتفاع الدهون الثلاثية فعليه أن ينظم غذاءه كالتالي : أولاً: لابد من المحافظة على الهرم الغذائي بمعنى توافر العناصر الغذائية كافة في النظام الغذائي مثل البروتين والخضار والفاكهه والنشويات وغيرها، وإذا تحدثنا عن البروتين فأي بروتين يمكن أن يتناوله هذا المريض فمن افضل البروتينات التي تتناسب معه هي الأسماك الدهنية مثل التونة والبوري والسلمون وغيرها من الأسماك حتى البلطي، لأن هذه الاسماك تحتوي على الدهون المفيدة للجسم، وتناول الأسماك لمدة معينة يؤدي إلى خفض دهون الكوليسترول الضارة، ولابد من تناول السمك مشوي أو صينية فرن أو فيليه مشوي أو مسلوق، مع تجنب تناول هذه الأسماك عن طريق القلي، وغذا شعر المريض بالملل من تناول الأسماك فيمكنه استبدالها بالأرانب أو بالفراخ، على أن تكون صغيرة، وتكون إما مسلوقة أو مشوية، أما بالنسبة للحوم الحمراء فعلى مريض الكوليسترول تجنب تناولها طيلة فترة العلاج أو يمكنه تناوله بكمية صغيرة مرة واحدة في الشهر، وتكون لحم بتلو وتطبخ مسلوقة أو مشوية ولا تحمر في السمن نهائيًا، وإذا قمنا بشويها فعلينا أن نسلقها في البداية حتى نتخلص من أكبر نسبة من الدهون الضارة بها، اما بالنسبة للنشويات فمن أفضل أنواعها لمرضى الكوليسترول هي البطاطس والبطاطا، مع تقليل الأرز والمكرونة والعيش قدر الإمكان، وإذا تناول المريض البقوليات مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع مثل الفول والعدس والفصوليا البيضا واللوبيا، ستُخفض كثيرًا من نسبة الكوليسترول، بمعنى أنها بمثابة علاج لهؤلاء المرضى". وأشار د.بهاء إلى أنه "من المأكولات التي تخفض الكوليسترول هي البروكلي والكرنب، وأيضًا هناك المشروم (عيش الغراب) فهو من المأكولات المهمة لخفض الكوليسترول، وينصح بإدخاله في جميع مأكولاتنا لفوائده العديدة، فهو يرفع المناعة ومقوي للذاكرة ويقاوم الأورام السرطانية وغيرها من الفوائد التي لا تحصى، وأيضًا اللوز غير المحمص يخفض الكوليسترول الضار جدًا، والسوداني وبخاصة السوداني الأسواني، مع الحرص على عدم تناوله بكمية كبيرة لأنه يزيد الوزن، وبالنسبة للزيوت والسمن التي نقوم بطهي الطعام بها، فهناك نوعين من الزيوت وهي الزيوت المشبعة وغير المشبعة، والزيوت المشبعة مثل السمنة والزبدة والقشطة والزيوت المهدرجة مثل السمن النباتي وجلد الفراخ ودهون الفراخ ودهن اللحم وهذه الزيوت تندرج تحت الدهون المشبعة والتي تؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول، لكن في المقابل هناك الزيوت النباتية غير المشبعة التي تساعد على خفض الكوليسترول، وأفيد تلك الزيوت غير المشبعة هو الزيت الحار (زيت بذر الكتان) ويمكن إضافته على السلطة وعلى البقوليات أو على الجبن القريش، يليه زيت الزيتون فهو مفيد لخفض الكوليسترول، ولكن لابد من عدم تناول تلك الزيوت بكثرة حتى لا يزيد الوزن، ومن عيوب تلك الزيوت أنها لا تصلح للقلي أو التسخين فقط يتم إضافتها على المأكولات كما ذكرت، وبالنسبة للفواكه فهناك الكيوي فهو يساعد على خفض الكوليسترول وهناك أيضًا الجريب فروت والبرتقال واليوسفي والجوافة، ففيتامين ج الذي تحتوي عليه تلك الفواكهه يساعد على خفض الكوليسترول، وبالنسبة لمنتجات الألبان فالجبن القريش والزبادي القليل الدسم واللبن منزوع الدسم يساعد كل هذا على خفض الكوليسترول، أما بالنسبة للبيض فيمكن تناوله مرتين في الأسبوع، في كل مرة بيضة واحدة، ويفضل أن تكون مسلوقة، وأنصح لمريض الكوليسترول عدم اتباع رياضة عنيفة مرة واحدة، لانها قد تؤدي إلى الموت المفاجئ، فيجب أن ابدأ برياضة المشي وليكن 10 دقائق في البداية ثم أزود المدة إلى 15 دقيقة في الأسبوع الذي يليه وهكذا، ويجب الانتباه كثيرًا لهذه المشكلة التي قد يقع فيها كثيرون للأسف".