كشف اخصائي الطب النفسي الاردني الدكتور محمد الحباشنة عن ان ازدياد اقبال المرضى على عيادات  الطب النفسي في الاردن حاليا  يعود  الى التخلص من وصمة المرض النفسي التي كانت موجودة سابقا بفضل الاعلام  والدراما والتوعية الصحية. واوضح  الحباشنة "للعرب اليوم" ان الاقبال على عيادات الطب النفسي في الاردن  كان يقتصر على طبقة محددة من الناس تتمتع بالوعي، الا ان الفترة الحالية تشهد تنوعاً من اطياف المجتمع كافة . وعزا الحباشنة مراجعة المرضى لعيادة الطبيب النفسي في الاردن بسبب المرحلة الضاغطة التي يمر بها الاردن وتأثيرتها الاجتماعية والنفسية ,مشيرا الى "ان المرحلة الاقتصادية السيئة والكساد والفقر والبطالة كلها مصطلحات تؤثر بالضرورة بشكل مباشر على دماغ الانسان"، قائلا:" ضنك الحياة يعني ضنك الدماغ". وشدد الحباشنة على ضرورة تقديم العلاج النفسي للاجئين في الاردن و  الذين وصفهم ب"المأزومين"، لأن هؤلاء هم طبقة فقيرة وبالعادة  يتلقون العلاج من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية العاملة في الميدان. وقال الحباشنة ان "الرجال يزورون العيادات النفسية اكثر من النساء بالعادة بسبب عدم خوفهم من وصمة المرض النفسي وقدرتهم على الحركة والتنقل دون قيود، بالرغم من ان الاناث  يحتجن الى علاج نفسي  بحسب الدراسات بسبب والقلق والاضطرابات المختلفة". ولفت الحباشنة الى قلة الدراسات الموجودة في الاردن حول واقع الطب النفسي واكثر الامراض النفسية انتشارا  بالرغم من اهمية هذه الدراسات، قائلا "ان نسبة الموت من الاضطرابات النفسية اعلى من نسبة الموت من الامراض العضوية ". وعن طبيعة الامراض التي تراجع العيادات الخاصة في الاردن قال الحباشنة "ان اغلب الامراض هي اضطرابات الشدة من الازمات والضغط الحياتي الزائد ,واضطرابات القلق بأنواعه والاكتئاب وطيف " لافتا الى ان معظم الامراض النفسية تبدأ منذ بداية الشباب بسبب التغيرات التي تطرأ عليهم بيولوجيا واجتماعيا مما قد يصيبهم بالفصام او الاضطراب او القلق". وفي ما يتعلق بالادمان قال الحباشنة ان "الادمان على المخدرات موجود والملفت الادمان على الحبوب المهدئة، الا ان مديرية الدواء والغذاء في الاردن اتخذت خطوة مهمة بعدم صرف الادوية المهدئة من الصيدليات الا بوصفة طبية". ونوه الحباشنة الى ان "الدولة الاردنية تعتقد ان العلاج النفسي رفاهية"، موضحا انها" شملت العلاج النفسي والعلاج التجميلي بعدم وضعه ضمن بوليصة التأمين"، معتبرا ان "هذا الامر من اكثر الصعوبات التي تواجه الطب النفسي في الاردن". وأوضح ان "من الصعوبات الاخرى هو عدم وجود تأمين صحي للقطاع الخاص وعدم وجود بحوث علمية ودراسات معمقة حول واقع الامراض النفسية في الاردن ,اضافة الى تقليل من الدور الذي يقوم به الطبيب النفسي مما دفع اكثر من 50% من الاطباء النفسيين الاردنيين للعمل خارج الاردن" .