نشرت "إنترناشونال هيرالد تربيون" تقريراً عن المحادثات الأميركية الروسية بشأن الملف السوري، نقلت فيه عن محلل روسي قوله إن واشنطن "تمزح" إذا كانت تظن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يقود جهوداً نحو خروج سريع وسهل للرئيس السوري بشار الأسد. ووصف المحلل سيرغي ستروكان التكهنات التي تدور بشأن إمكانية لعب روسيا دوراً في تنحي بشار بأنها "أحاديث أماني ونوع من التفكير الرغبوي"، معتبراً أن موسكو لديها "تأثير محدود جداً على النظام السوري". ورأت الصحيفة أن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لموسكو أظهرت كما هو الثمن الذي سددته واشنطن جراء عدم تسليح المعارضة، حيث اتضح للإدارة الأميركية كم استفاد بوتين ووزير خارجيته لافروف من الأزمة السورية في تعزيز مكانتهما، في غياب موقف أميركي واضح. وتؤكد الكاتبة في مجلة "فورين بوليسي" سوزان غلاسر أن لافروف حجز وبشكل لافت مكاناً بارزاً له على الساحة العالمية خلال السنتين السابقتين"، أي منذ اندلاع الثورة السورية. وتضيف: قام لافروف بذلك بمبادرة فردية تقريباً، في تحد لمحاولات الغرب لفرض بعض الإجراءات، لوقف الحرب الأهلية القاتلة في سورية. واستخدم لافروف وبوتين أيضاً سورية لتعزيز مكانتهم داخل روسيا نفسها، فقد تزامنت زيارة كيري التي غطيت بشكل واسع إعلامياً مع الذكرى السنوية الأولى لانتخابات متنازع عليها في روسيا، أدت في النهاية إلى إيصال بوتين لولاية ثالثة في منصب الرئاسة. ويمضي التقرير في تعداد مصاعب روسيا الاقتصادية، وما تعانيه من فساد عريض يستنزف 300 مليار دولار سنوياً، وأدى غلى تصنيف روسيا كـ"أسوأ دولة في العالم فيما يخص الرشاوى"، وفقا لمنظمة الشفافية العالمية. وفضلاً عن المصاعب الاقتصادية هناك مشاكل سياسية تتمثل في التضييق على المعارضين لنظام بوتين، وسن عدة قوانين قاسية تحد من حرية التعبير ونشاطات المنظمات الأهلية. ويتساءل كاتب التقرير ديفيد رود: إذن، لماذا تتجه إدارة أوباما إلى بوتين للمساعدة؟ الجواب بسيط: رغبة البيت الأبيض العميق بعدم التورط في سوريا، فالمسؤولون الأميركيون يفضلون صفقة مع روسيا، باعتبارها حلاً بلا تكلفة. ويخلص رود إلى القول "من المرجح أن الولايات المتحدة فقدت السيطرة على الثوار، ولا سيما الجهاديين. كما فقدت روسيا السيطرة على بشار الذي يحتفظ بدعم طهران، وقتل أعداداً كبيرة من الناس لا يمكن المساومة عليها.. سوف تستمر دوامة سورية".