فرض جنوب السودان حظرًا على الأجانب من ركوب الدراجات النارية، والمعروفة شعبيًا باسم "بودا بودا"، في محاولة لخفض الجريمة. وقال مصدر جنوبيّ إن مئات من الأوغنديين يفرون إلى بلادهم للهروب من حملة القمع بعد أن دعا أمر حكومي إلى وضع حدّ لاستخدام وترخيص الدرجات المملوكة من قبل الأجانب. وأضاف أن الأجانب لم يعد مسموحًا لهم تقديم خدمة سيارة الأجرة التجارية باستخدام الدراجات النارية، وذلك للحدّ من هذه الوسيلة الشعبية في النقل العام في جنوب السودان. وأكد أنه سيتم محاكمة أي شخص يخالف هذا النظام، وستتم مصادرة دراجته النارية. وجاء الاعلان بعد سلسلة من حوادث السير والجرائم التي تنطوي على استخدام الدراجات النارية أو "البودا بودا"، لكنّ محلِّلين يقولون إن هذا القرار ربما يهدف إلى منع الأجانب من أخذ الوظائف من السكان المحليين. وقال رئيس "رابطة راكبي الدراجات النارية في جنوب السودان" إبراهيم جوك: "الناس الذين يستخدمون الدراجات بغرض السرقة لا يمكنهم استخدام "البودا بودا" على وجه التحديد". ومن دون استخدامها كوسيلة لكسب لقمة العيش والخوف من العنف، كثير من الأوغنديين الذين يمتلكون "البودا بودا" يحاولون الفرار من البلاد. وقال الأمين العام للمجتمع الأوغندي في جنوب السودان جون نسوموغا: إن مكتبه تلقى مئات الشكاوى من الأوغنديين الذي يمتلكون الدراجات النارية "بودا بودا"، وقال البعض إن دراجاتهم صودرت في حين أن آخرين تعرضوا للضرب. وأضاف أن بعض المجرمين يستخدمون الآن بيان الحكومة كذريعة لسرقة دراجات الأجانب. وأكد جون أن مكتبه والسفارة الأوغندية يتفاوضون مع سلطات جنوب السودان لإعطاء ملاك الدراجات الأجانب، ولا سيما من أوغندا، إنذارًا قبل ثلاثة أشهر على الأقل من تنفيذ الحظر، بحجة أن بعضهم اقترض المال لشراء الدراجات. لكن قائد الشرطة أندرو كول قال إن هناك أوامر صدرت لجميع ملاك الدراجات  النارية من الجنسيات الأجنبية بوقف عملهم لخفض مستوى الجريمة. وأضاف: "الوزير لم يحدد أوغندا فقط، ولكن كل الجنسيات الأجنبية، فنحن في حاجة إلى كبح جماح ظاهرة انعدام الأمن والجرائم المستمرة في البلاد، والتي يقع معظمها في الليل"، وحذر مواطني جنوب السودان من مضايقة الأجانب. وقال تابان إسحاق، وهو أوغندي يمتلك دراجة نارية يستخدمها للعمل كوسيلة نقل لكسب الرزق، إنه يوفر مصروفات عائلته في كمبالا من قيادة هذه الدراجات". وأضاف "أنا حقًا لا أعرف كيف ستعيش عائلتي بعد توقفي الآن عن العمل في جنوب السودان". وقالت "منظمة الدراجات النارية" إن لديها معلومات تفصيلية بشأن عدد الدراجات النارية الذي وصل إلى 5 آلاف، منها 2100 من الأجانب، ومعظمهم من الأوغنديين، ثم الإريتريين والإثيوبيين.