الطفلة "رويدا" التي عرفت بـ"طفلة الماء"

   كشفت منظمة حقوقية، تفاصيل استهداف الطفلة "رويدا" التي عرفت بـ"طفلة الماء"، برصاص قناص حوثي في مدينة تعز، جنوبي غرب اليمن، في جريمة بشعة حظيت بتفاعل وتنديد واسع مع انتشار صور موجعة لشقيقها الأصغر وهو يحاول إنقاذها.ووثقت منظمة "سام" للحقوق والحريات، ومقرها جنيف، الحادثة بالتواصل مع أقرباء "الطفلة" ومنهم (بشير الذرة) الذي كان في مقربة منها، وعمل على نقلها إلى المستشفى. وبحسب تقرير المنظمة الذي نشرته، اليوم الخميس، فإن الطفلة رويدا صالح بن صالح القهري، لم تتجاوز الثامنة من عمرها، نظراً لفقر أسرتها ولظروف الحرب الدائرة منذ خمس سنوات وأشهر تجلب الماء بشكل يومي.

 وقالت "سقطت الطفلة مضرجةً بدمها على الإسفلت، هكذا بدا المشهد، الذي تناقله الكثيرون على منصات الإعلام، والتواصل الاجتماعي، نتيجةً لإصابتها برصاصة قناص، يتمركز في إحدى التباب القريبة، ويتبع جماعة الحوثي المسلحة". ونقل التقرير عن بشير، وهو ابن عم رويدا، قوله، إنه كان في خروجه المعتاد بعد عصر الاثنين (17 أغسطس 2020)، وفي الطريق الذي أمام منزله، والذي يقع في حي "الروضة" بموازاة فندق "سبأ ستار" بالقرب من محطة الجهيم وبمقابل منزل الطفلة رويدا، تفاجأ بسماع الطلقات النارية والتي أتت من اتجاه مقابل للشارع ولم يستطع التحرك فظل مكانه.

 وأضاف "بعد لحظات شاهد الطفلة تقع أرضاً بينما طفلة أخرى تتمكن من الفرار، ويقول إنه حاول التقدم نحوها إلا أن الرصاص لم يتوقف، وصادف أن خرج أخوها الأصغر ويدعى "عمري" فحثه على المخاطرة ليسحبها رغم بكائه وخوفه الشديد". ويقول سحبها الطفل إلى المكان الذي يظهر في الصورة التي تم تداولها، ووصلت إليها بسرعة لأحملها وهي بين الحياة والموت على دراجة نارية، كانت بالقرب مني. وكانت وجهة بشير إلى أقرب مستشفى وهو "الروضة" في محاولته لإنقاذها، وقد فقدت دماء كثيرة، ووصل المستشفى الذي قام بعمل الإسعافات الأولية ليتم نقلها بعد ذلك إلى مستشفى الصفوة، ويتم إدخالها العناية المركزة.

 ويضيف أن الطفلة أصيبت أثناء عودتها إلى المنزل ولم تكن لوحدها بل كان هناك أطفال آخرون يلعبون في ذلك المكان، في دليل على تعمد استهدافهم بالطلقات النارية، مشيراً إلى أن الرعب هو الذي بعثرهم وجعلهم يركضون بلا هدى، وكان الشارع شبه خالٍ من المارة "الكبار". ويتحدث بشير عن أسرة الطفلة بأنها متأثرة من الحرب، وكانت رويدا تنقل الماء من "السبيل" أي من خزانات للمياه، يتبرع بها محسنون، أو جمعيات خيرية وإغاثية. ويوضح أن أباها مصاب بحالة نفسية، بينما هي يتيمة الأم، فقد توفت منذ أعوام، وأن استهدافها أضاف لأسرتها ولها ألماً جديداً.

 قد يهمك أيضا:

"ندى الأهدل" الطفلة اليمنية الهاربة من عائلتها عام 2013 تجذب أنظار روّدا التواصل

محققون بريطانيون يكشفون أدلة جديدة قد تفك لغز اختفاء الطفلة مادلين قبل 13 سنة