أغادير جوهرة نُزِعت من تاج الطبيعة

شَكَّلَت السياحة الركيزة الأساسية والعمود الفِقرِي الذي يستقيم عليه اقتصاد المدينة، وذلك راجع إلى مؤهلاتها الطبيعية والسوسيو اقتصادية والثقافية، وبفضل هذه المؤهلات أضحت أغادير محطة سياحية مهمة، أو النموذج المثالي للسياحة في المغرب، وعلى اعتبار المقاربة ومقارنة الأرقام التي صرَّحت بها مندوبية وزارة السياحة، فتعرف المدينة عددًا كبيرًا من الوافدين، مما يعطيها إقلاعًا سياحيًا يُضاهي المدن السياحية الكبرى دوليًا.


وجاء في الأرقام أن السوق الروسي سجَّل أكبر نسبة في عدد الوافدين (+73.90 في المائة) وليالي المبيت (79.04 في المائة)، متبوعًا ببولونيا (+28.77 و +42.25 في المائة على التوالي)، ثم إيطاليا (11.87 و 10.54 في المائة)، وبريطانيا (17.69 و15.22 في المائة)، وهولندا (11.15 و 9.55 في المائة)، وبلجيكا (7.87 و 11.96 في المائة)، والعربية السعودية (5.59 و 2.30 في المائة)، والسوق الوطني (5.12 و 3.50 في المائة)، علمًا بأن السوق الفرنسي كان هو الوحيد الذي سَجَّل تراجعًا بنسبة -3.18 في المائة في عدد الوافدين و 1.23 في عدد ليالي المبيت.
فالمحطة السياحية في أغادير تهيمن عليها الفنادق الكبيرة من فئة 4-5 نجوم بمعدل 41 % بينما يظلّ المجال ضيق بالنسبة إلى الفنادق 1-2 نجوم، إذ لا تمثل سوى 36 % يشار إلى أن الفنادق المصنَّفة في أغادير، التي تصل طاقتها الاستيعابية إلى 26 ألف و 890 سريرًا، سَجَّلت خلال سنة 2013 نموا بنسبة 9.48 في عدد الوافدين (887 ألف و 407)، في مقابل 10.29 في المائة في عدد ليالي المبيت "4 مليون و 504 و 717" وبينما عرف معدل إقامة السياح الأجانب تحسنا في السنة الماضية، حيث بلغ 5.08 في مقابل 5.04 خلال سنة 2012، سجلت نسبة الملء في الفنادق المصنَّفة في المدينة ارتفاعًا بنسبة 12.73 في المائة، إذ بلغت 54.74 في المائة في مقابل 48.56 في المائة في سنة 2012.
وتمتد أغادير على ساحل يزيد على 40 كلم بدءًا بشاطئ اغروض امي ودار، مرورًا بتاغازوت وامسوان، وصولاً إلى شاطئ المدينة، حتى تفنيت جنوبًا، وتزخر المدينة بدورها بمناخ معتدل وشمس مشرقة "30 يوم في السنة"، وجدير بالذكر أن أغادير تتمتع بمؤهلات ثقافية لا تقل أهمية، إذ شكلت اللولب الرئيسي الذي تدور عليه عجلة التنمية السياحية في المدينة، الى جانب الثراث العمراني واللامادي الذي يظلّ حاضرًا بامتياز، ويتعلق الأمر بالمهرجانات التي تنظمها المدينة كل سنة، والتي لها وزن على الساحة الوطنية والدولية كمهرجان "تميتار" منذ سنة 2004.