حمَّام سيدي طرَّاد

تتوفّر منطقة الطارف الجزائرية على أكبر حمام تقليدي في شرق الجزائر هو حمام سيدي طراد، والذي يتعانق في شموخ مع أعالي جبال وغابات الزيتونة، حيث تحيط به أشجار السنديان وغابات الدفلة الوافرة الظلال، والتي تعطي للزوار فرصة لاكتشاف المنابع الحموية المتراصة داخل الكهوف، هذا الحمام الشعبي يتميز بموقعه السياحي الفريد من نوعه، خاصة أن مياهه الساخنة التي تتدفق من الينابيع والصخور صنعت منه شفاء للناس من مختلف الأمراض المزمنة، والتي طالما ألهبت جيوب المرضى الباحثين عن علاج لآلامهم.
وبالنسبة إلى موقع سيدي طراد في الطارف الجزائرية فهو عبارة عن قطعة من الطبيعة الساحرة صنعت لمسة سحرية لدى الشعراء والفنانين الذين يلتحقون بهذا المنتجع السياحي عند نهاية كل أسبوع، من أجل الراحة وصفاء الذهن، بالإضافة إلى إطلاق العنان لريشتهم لرسم المناظر الخلابة ونقلها للسياح والأجانب، عبر الألواح الزيتية أو ما تجود به قريحتهم لتنظيم أبيات شعرية.
هذا هو سيدي طراد، الذي اكتشفنا سحره العلاجي والطبيعي خلال زيارتنا لهذه المنابع الحموية والتي تشفي المرضي من الروماتيزم والشلل، وكذلك الأمراض الجلدية، والتهاب اللوزتين وأمراض أخرى منها الحساسية وكذلك الحروق والالتهاب الرئوي المزمن، إلى جانب تصلب الشرايين، وهي مياه حقيقية صالحة لعلاج مثل هذه الأمراض، حسب بعض الأطباء المختصين، خاصة في فصلي الشتاء إلى غاية نهاية فصل الربيع، وهي الفترة الأكثر ملاءمة للمصابين بالحساسية والطفح الجلدي.
ويتوفر الحمام على درجة الحرارة التي تعادل ضغطهم الدموي وحتى طبيعة الأمراض التي يعانون منها، حيث إن المسؤول على المركب يعتمد على سجل من الحجم الكبير لتسجيل مواعيد الزيارات وحتى نوع المرض الذي يعاني منه.
وفي سياق متصل اقترح بعض ممثلي السياحة الجزائرية تحويل مركب سيدي طراد إلي مشروع استثماري سياحي بامتياز، وذلك من خلال ما يكتنزه من موارد مهمة، والتي ترشحه بأن يدخل ضمن أحسن المناطق الحموية في العالم، وذلك بإنجاز مجمع كبير يحتوي على مطاعم فاخرة وقاعات للعلاج وفنادق وحتى شاليهات، لأن المبني الحالي عبارة عن حمام تقليدي بجناحين واحد للرجال وآخر للنساء، وقاعتين للتسخين مجهزتين بوسائل جد متطورة، ومركز تجاري، وكذلك مسبحين، وتجهيزه بمجمع طبي حديث له لواحق عدة تليق بمستواه السياحي والعلاجي، مثل إنجاز قاعتين للعلاج بالمياه المعدنية ذات الطابع الحموي، وقاعتين لإعادة تأهيل الأعضاء والجسم، وكذلك حمامات بخارية ووحدة للبحث العلمي، وحتى فنادق لإيواء المرضى الحاضرين من الولايات البعيدة.
من جهته، يتوفر حمام سيدي طراد على مقام الولي سيدي طرد والذي أطلق على اسمه هذا الحمام الشعبي، والذي يتوافد عليه سكان الجزائر من أجل التبرك بمقامه، من خلال إقامة الوعدات وتوزيع الصدقات على الفقراء والمساكين.