"فسيفساء الرُّكام" ابتكار مصري

أكَّد الفنان التشكيلي، عبدالمعطي سيد في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، أنه "بدأ تصميم مجموعة من اللوحات باستخدام فن فسيفساء، الركام"، موضحًا أنه "عبارة عن "زلط" صغير جدًّا بألوانه الطبيعية، يتم تجميعه ويصنع منه مجموعة من اللوحات الفنية، وهذا الفن لم يستغله أحد من قبل، لذا فهو فن نادر جدًّا".

ويتابع: "فكرة تصميم اللوحات من "الزلط"، أخذت مني حوالي 4 سنوات حتى أُنفِّذها، حيث إنني كنت في بادئ الأمر أجمع هذا الزلط من الشارع بالواحدة، وقمتُ بتصميم أول لوحاتي باستخدام هذا "الزلط" الصغير، ولكنني عندما انتهيت من أول قطعة، وجدت صعوبة في تنفيذ مجموعة مكتملة من اللوحات بتلك الطريقة حيث إنني سأحتاج مجموعة كبيرة، وأعداد هائلة من هذا الزلط، لذا بحثتُ عن مصدر يريحني من جمعه من الشارع، فوجدت أن اسم هذا الزلط "زلط مرشحات"، ويستخدمونه في مشاريع مهمة جدًّا، وكنت أظن أنني سأصنع منه الكثير، ولكنني وجدت أن حوالي 15% فقط يصلح منه لتصميم اللوحات، والباقي لا يصلح".

وأضاف، "وبعد أن استخرجت الصالح منه، قسَّمته مقاسات، وفصَّلت ألوانه، ودرجاته، وبلغت حوالي 200 لون وأكثر بكثير، وبالنسبة للوحات التي صمَّمتها باستخدام "الزلط" كثيرة، منها؛ صور مباني قديمة، وتراث إسلامي، وعندما تطورت، رسمت حيوانات، مثل: حصان، وصقر، وأسد، وتطورت أكثر، فرسمت رسومات فرعونية، مثل: "توت عنخ آمون"، و"نفرتيتي"، وسأواصل التطوير حتى أصل بذلك الفن إلى العالمية".

وأشار إلى أنه "استخدم في تصميم اللوحات قطع خشبية صغيرة محروقة، لكي تعطيه التصميم المطلوب، كما استخدم رمال في الخلفية، لكي لا يُجبر على تدخل ألوان صناعية على اللوحة"، مضيفًا أن "ذلك الفن لم يصنع من قبل، فهو ابتكار مصري خالص، وأطلقت عليه "فن فسيفساء الركام"، نظرًا إلى أن الركام، هو الزلط والرمال بطبيعته التي خلقها الله عليها".