لندن ـ ماريا طبراني   تمكنت امرأة تعاني من إعاقة في العنق من تناول الطعام بنفسها، وإطعام خمسة من الأطباء، وذلك بمساعدة ، تم تطويره حديثًا، يتحكم فيه المعاق عبر قطب إليكتروني مثبت في المخ، يمكنه من خلال الاعتماد عليه وتوجيهه بإشارات المخ أن يقوم بالأمور التي كانت الإعاقة تمنعه من القيام بها، مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام.
كان تشخيص حالة جان شويرمان (52عامًا) قد أشار منذ 13 عامًا إلى إصابتها باضطرابات في المخ، أدت إلى إعاقة في العنق، و مع تأكد إصابتها بإعاقة دائمة، تمكن الأطباء في جامعة "بتسبرغ" من زرع أقطاب إليكترونية في مخ المريضة، لتستطيع من خلالها التحكم في روبوت بذراع إليكتروني، يساعدها على القيام بما عجزت عنه طوال فترة إعاقتها.



وكان من أهم العوامل التي أسهمت في نجاح التجربة الجديدة تلك الروح المعنوية المرتفعة التي تتمتع بها المريضة، التي كانت تخبر الأطباء المعالجين والمسئولين عن تجارب الروبوت الجديد منذ سنة مضت أنها سوف تتمكن قريبًا من تناول الشيكولاتة دون مساعدة من أحد، وأنها سوف تبدأ في العيش بشكل طبيعي للغاية. ومن جانبه، أكد أحد الخبراء أن هذا الاختراع سوف يمثل طوق نجاة لغير القادرين على إعالة أنفسهم، للقيام بالأنشطة الشخصية البسيطة، حيث يساعدهم على استعادة استقلاليتهم، واعتمادهم على أنفسهم، بعد أن فقدوا ذلك لفترات طويلة.
من جهةٍ أخرى، أكد الخبير أن الاختراع يمثل نقلة نوعية في تكنولوجيا الروبوت، الذي يتحكم فيه الإنسان عبر المخ البشري، مؤكدًا أن تلك التقنية التي تترجم إشارات المخ إلى أوامر تُرسل إلى الروبوت للتنفيذ أمامها طريق مفتوح، ومستقبل غير محدود، حيث من المقرر أن تستفيد منها جميع المجالات، عوضًا عن المجال الطبي.
تجدر الإشارة إلى أن تجربة مشابهة قد قام بها باحث في سويسرا، عندما قام بزرع أقطاب إليكترونية في شبكية العين لأحد المكفوفين، حتى يتمكن من القراءة، وهو ما يؤكد على أن تطوير تكنولوجيا "واجهات الميكنة التي يتم التحكم فيها عبر المخ" يسير على وتيرة سريعة، حيث أن هناك مساع جاهدة لاستخدام تلك التقنية في تفادي تلف الأعصاب، وإعادة العضلات المصابة بالشلل إلى العمل مرة أخرى.