مقر الكونغرس الأميركي

 

قبيل ساعات من الموعد الرسمي للإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، تمكن مجلس النواب من التوصل إلى صيغة، لتمرير الميزانية بتمويل قصير المدى.
ويضمن القانون الجديد الذي مرره مجلس النواب استمرار عمل المؤسسات الحكومية، الفيدرالية، ويوفر التمويل لها لمدة شهر ونصف الشهر تقريبا، لكن الميزانية لا تتضمن التمويل المقرر لأوكرانيا، والذي تمت الموافقة عليه في تصويت سابق.

ويجب أن تمرر الغرفة الأعلى في الكونغرس، مجلس الشيوخ، المشروع ليصبح ساريا، وهو الأمر الذي لا يشكل أزمة كبيرة.
الإغلاق كان من شأنه لو حدث أن يضف عشرات الآلاف من الموظفين الفيدراليين في عطلة لعدم توفر رواتبهم، وكان سيؤدي لتعليق العديد من الخدمات الفيدرالية في جميع الولايات، وكان من المقرر أن يبدأ فعليا بعد منتصف مساء الأحد فورا لو لم يمرر مجلس النواب الميزانية.

وفي تراجع درامي، مساء السبت، غيّر الأعضاء في الحزب الديمقراطي المعارض، في مجلس النواب رأيهم، ومرروا مشروع قانون الميزانية، وحصل المشروع على دعم نواب ديمقراطيين أكثر من الجمهوريين.

واعتُبر تمرير الميزانية، ضربة موجعة لمجموعة من النواب المتشددين، في مجلس النواب، والذين كانوا يجرون مناقشات لإدخال استقطاعات على الميزانية ليدعموها خلال التصويت.
ويحدث الإغلاق الفيدرالي في الولايات المتحدة بشكل عام، عندما تختلف غرفتا الكونغرس، ولا تتمكنا من تمرير الميزانية بأغلبية الأصوات.
ومع وجود غالبية بسيطة للجمهوريين في مجلس النواب، وغالبية بعضو واحد للديمقراطيين في مجلس الشيوخ، وهو ما يجعل التفاهم بين الحزب لتمرير أي قانون، أمرا ضروريا.

وطالما فشلت عدة جهود في الأسابيع الماضية، لتمرير الميزانية وتجنب الإغلاق الحكومي، بواسطة مجموعة النواب المتشددين.
وعارضت هذه المجموعة، بند الإنفاق قصير المدى، وحاولت تعويضه بإنفاق طويل المدى، لكن بعد تخفيضه.
وكان رئيس المجلس كيفين مكارثي، متراخيا في الاعتماد على الديمقراطيين، لتمرير الميزانية، حتى اللحظات الأخيرة، على اعتبار أن هذا الاتفاق سيغضب النواب الجمهوريين المتشددين.

ولم يحصل الديمقراطيون على كل ما أرادوه في الميزانية الجديدة، ورغم ذلك صوتوا لها، لضمان توفير ميزانية إضافية للحرب في أوكرانيا.
ولعب هذا الملف دورا كبيرا في الضغط على الطرفين للتوصل لصيغة سريعة بهدف تجنب الإغلاق الحكومي، وقد حذرت حكومة الرئيس بايدن، من تأثير سريع على التمويل للحرب في أوكرانيا، في حال عدم تمرير الميزانية العامة.

وقال مسؤول في البيت الأبيض، لسي بي أس الشريك الإقليمي لبي بي سي، "نتوقع السيد مكارثي، رئيس مجلس النواب، الذي أعلن دعمه التام للحرب في أوكرانيا ضد روسيا، واعتبرها غير قانونية، وغير مبررة، وتمثل عدوانا على الشعب والسيادة الأوكرانية، أن يقدم مشروعا جديدا في أقرب وقت".

وقبيل موعد التصويت سادت الفوضى، في مجلس النواب، وقال نواب الحزب الديمقراطي إنه ليس لديهم وقتا كافيا، لقراءة آخر التعديلات التي أدخلها الجمهوريون على الميزانية، قبل التصويت.
ويبدو أن جمال باومان، عضو المجلس عن نيويورك، قام بإطلاق إنذار الحريق في أحد أجنحة المبنى لتوفير بعض الوقت لزملائه، لقراءة التعديلات.
وبما أن هذا الفعل يشكل جريمة في القانون الأمريكي، فقد نفت متحدثة باسم باومان قيامه بذلك، قائلة "كيف يقوم بإطلاق إنذار الحريق في مبنى الكونغرس، بينما هو يسارع الزمن للوصول إلى قاعة التصويت والإدلاء بصوته".

وقال حكيم جيفريز، نائب المجلس عن الحزب الجمهوري إن الجمهوريين قدموا تناولات للديمقراطيين لتمرير القانون، بعدما حاولت مجموعة من النواب المتشددين، اختطاف الكونغرس طوال العام الماضي.
ومن المتوقع أن يتكرر المشهد مرة أخرى بعد نحو 45 يوما، مع انتهاء الميزانية المؤقتة، ليعود السجال مرة أخرى بين الجمهوريين والديمقراطيين، في غرفتي الكونغرس.

لكن مات غيتس، عضو المجلس المتشدد، قال إن قرار رئيس المجلس، كيفين مكارثي التعاون مع الديمقراطيين، لتمرير الميزانية، من المفترض أن يكون خطا أحمرا، ولو تخطاه، سيؤدي إلى تمرد من جانب النواب المتشددين.
لكن مكارثي تحدى معارضيه في مؤتمره الصحفي السبت، قائلا "لو أراد أحد أن يمرر قانونا ضدي أنا شخصيا، فليحضره، يجب أن يكون هناك شخص بالغ في المكان".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الحكومة الأميركية على شفير إغلاق مؤسسات فيدرالية وتحذيرات من اضطرابات وشيكة

الحكومة الأميركية تتجه نحو الإغلاق وسط انقسام جمهوري حاد بشأن الإنفاق وغولدمان ساكس يخفض النمو بـ0.2 %