الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

حذر الأمين العام للأمم المتحدة الاثنين من أن الإرهاب والتطرف العنيف يواصلان «النمو» رغم الجهود المبذولة عالمياً لمكافحة هذه الظاهرة، داعياً إلى معالجة «أسبابهما الجذرية» مثل الفقر وانتهاكات حقوق الإنسان.
وكان غوتيريش يتحدث في المؤتمر الثالث الرفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب الذي انعقد الاثنين والثلاثاء في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، فقال إن «الإرهاب يؤثر على كل منطقة في العالم، ويتغذى على مواطن الضعف وعدم استقرار الأنظمة السياسية والأمنية والاقتصادية»، معتبراً أيضاً أن «الإرهاب يستفحل وسط الأزمات المعقدة التي يعيشها العالم، بما فيها أزمات الغذاء والطاقة والتغير المناخي».

ورأى أن «الإرهاب ما زال يتجذر وينمو رغم بعض المكاسب المهمة التي تحققت على مر السنين». وزاد أنه «عندما يتعلق الأمر بمحاربة الإرهاب، ينبغي علينا أن نقف يداً واحدة ضد هذا التهديد العالمي».

ولاحظ أن جماعات تابعة لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» في أفريقيا «تتقدم بسرعة في مناطق مثل الساحل وتتجه جنوباً نحو خليج غينيا»، مشيراً أيضا إلى «الإرث الوحشي» لـ«داعش». ونبه إلى أنه «في عدد من البلدان، أصبحت حركات النازيين الجدد وحركات تفوق البيض تشكل بسرعة التهديدات الرئيسية للأمن الداخلي»، محذراً تكراراً من أن «الإرهاب يتغذى على الأزمات المتعددة التي تواجه العالم مثل أزمتي الغذاء والطاقة»، بالإضافة إلى ما سماه «الجحيم المتّقد» لتغيّر المناخ وانتشار الكراهية عبر الإنترنت.

وكذلك شدد كبير الموظفين الدوليين على ضرورة اعتبار «أسبوع مكافحة الإرهاب» في الأمم المتحدة «فرصة للبناء على التقدم الذي أحرز حتى الآن»، داعياً إلى التركيز على أربعة مجالات، أولها «تدعيم الأداة الرئيسية في جهود مكافحة الإرهاب، وهي استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب»، آملاً في أن تتبنى الجمعية العامة للمنظمة الدولية المؤلفة من 193 دولة «مشروع قرار المراجعة للاستراتيجية» خلال الأسبوع الحالي. وأضاف أن المجال الثاني هو «الوقاية»، موضحاً أن «الوقاية لا تعني فقط إحباط هجمات أو مخططات. بل تعني أيضاً التعامل مع الظروف التي تؤدي إلى الإرهاب في المقام الأول بما فيها الفقر والتمييز والسخط وضعف البنى التحتية والمنظمات الهشة وانتهاكات حقوق الإنسان». وأكد أن «الوقاية تعني الشمول»، مركزاً على «أهمية أن تعكس استراتيجيات وإجراءات مكافحة الإرهاب كل المجتمعات والأصوات وخصوصاً الأقليات والنساء والشباب، وألا تعرقل تلك الاستراتيجيات عمل المجتمع المدني».

أما المجال الثالث، وفقاً لغوتيريش، فهو حقوق الإنسان. وقال إن «حقوق الإنسان يمكن أن تكون أعظم سلاح في محاربة الإرهاب».

ولفت إلى أن «التركيز على حقوق الإنسان يتضمن جهود الإعادة إلى الوطن». وتحدث عن مخيم الهول والمخيمات الأخرى في سوريا التي يوجد فيها أكثر من 50 ألف شخص يعيشون في ظل ظروف أمنية وإنسانية صعبة. وأشاد بالعراق وغيره من البلدان، التي تعمل على إعادة مواطنيها من هذه المخيمات. وجدد دعوته لكل الدول الأعضاء بالأمم المتحدة للمساعدة في إسراع وتيرة عمليات العودة باعتبارها أولوية ملحة. أما النقطة الرابعة فهي التمويل، داعياً الدول الأعضاء إلى الوفاء بالتزاماتها وتأمين الموارد اللازمة للتعامل مع هذا التحدي المشترك.

ويستمر الأسبوع الثالث لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة حتى الجمعة 23 يونيو (حزيران)، وهو يشهد إقامة العديد من النشاطات الجانبية التي تركز على مبادرات خاصة بالركائز الأربع لاستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، هذا علاوة على الموضوع الرئيسي للمؤتمر الثالث رفيع المستوى لرؤساء الوكالات والهيئات المسؤولة عن مكافحة الإرهاب للدول الأعضاء وهو «التعامل مع الإرهاب عبر تعددية نشطة وتعاون مؤسساتي».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

غوتيريش يؤكد أن السودان يغرق في الدمار بسرعة غير مسبوقة

 

غوتيريشي يؤكد أن الأونروا على وشك الانهيار المالي