الانفجارات التي هزت العاصمة اللبنانية


قال خبير المتفجرات الإيطالي دانيلو كوبي، في حوار أجرته معه صحيفة الكورييري ديلا سيرا الإيطالية حول الانفجارات التي هزت العاصمة اللبنانية مساء الثلاثاء “أعتقد بوجود أسلحة وذخائر حربية لحظة وقوع الانفجار في المرفأ اللبناني، وإن ما يؤكد على ذلك هو السحابة البرتقالية، والانفجارات المتتالية”.

وأضاف كوبي، الذي يعتبر أشهر خبير متفجرات في إيطاليا وتلجأ له حكومات وشركات عالمية للاستفادة من خبراته وخدماته “لم تقنعني فرضية نترات الأمونيوم. وأنا لا أعتقد بوجود كمية ضخمة من تلك المادة في مرفأ بيروت. كما لا يوجد هناك أي مستودع للألعاب النارية. ومن خلال معاينة مقاطع الفيديو ،يبدو أن الأمر أشبه بانفجار مستودع أسلحة”.

وأوضح كوبي الذي يُطلق عليه عالميا بلقب “ميستير ديناميتي” ولجأت إليه الحكومة الإيطالية قبيل عامين لتفجير ما تبقى من جسر موراندي الذي انهار في عام 2018، مستخدما نحو 500 كلغم من الدينامينت مرة واحدة: “عند انفجار نترات الأمونيوم تتولد سحابة صفراء لا لُبس في لونها. لكن وعلى العكس من ذلك فإن ما ظهر في مقاطع الفيديو الموثقة للانفجار، لم يكن فقط كرة بيضاء اللون آخذة في الاتساع بل أيضا عمود دخان برتقالي يميل إلى اللون الأحمر الفاتح. وإن هذا اللون يدلّ تقليديا على معدن الليثيوم الذي يعتبر عنصرا أساسيا في صناعة الصواريخ”.

وخلص كوبي القول: برأيي إن ما حدث كان يتعلق بتخزين مؤقت للسلاح في مرفأ بيروت. وأعتقد أنه كان هناك انفجار أول بحجم متوسط تسبب في نشوب حريق في مخزن كان يحتوي على كمية من الذخيرة للانتشار بعد ذلك بقليل إلى مخزن تتواجد فيه قاذفات وصواريخ تحتوي على مواد شديدة الانفجار”.

وفي السياق ذاته، وتأكيداً لما أفاد به الخبير الإيطالي قال خبير عسكري لم يكشف عن اسمه لموقع إيران إنسايدر، إن “مادة نترات الأمونيوم شرهة جدا للماء من الهواء، وتخزين كمية 2700 طن من هذه المادة لمدة ستة أعوام على بعد أمتار من البحر سيجعلها غير صالحة للانفجار، ما يدحض رواية انفجار العنبر رقم 12 نتيجة انفجار الشحنة الخام المخزنة من نترات الأمونيوم”.

ونوه الخبير إلى أن فصائل المعارضة السورية كانت تصنع حشوات الصواريخ من نترات الأمونيوم، وبمجرد تعرض الحشوات لمدة ساعتين أو ثلاث للرطوبة تفسد الحشوة وتصبح غير صالحة للاستعمال، متسائلا “كيف الحال بتخزين هذه الكمية لمدة 6 سنوات في جو رطب جدا قرب البحر سيجعلها تالفة بالكامل في ظل ظروف التخزين المعمول بها في الموانئ”.

وأشار إلى أن السبب الحقيقي هو أن حزب الله يستخدم نترات الأمونيوم في مستودع داخل المرفأ لتصنيع حشوات دافعة للصواريخ، وتخزينها في هذا المكان، وجاءت الضربة والحريق ما أدى لانفجار هذه الحشوات الدافعة للصواريخ بالكامل.

ويسيطر “حـزب الله” اللبناني على أحد أحواض مرفأ بيروت، وهو خارج أي رقابة أو جمركة، ويستخدمه لتهريب الأسلحة والبضائع والسلع التي يعمل على إغراق الأسواق اللبنانية بها.

ويستغل الحزب المرفأ لتجارة السلاح وتهريب حبوب الكبتاغون (المخدرات) بالإضافة إلى تهريب بضائع عبر الخط الخاص به في مرفأ

 

قد يهمك ايضًا:

وثائق تكشف علم الحكومة بالتخزين طويل الأمد لشحنة نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت

 

وصول أولى رحلات الإغاثة الجوية العُمانية إلى بيروت