انتقد رئيس "تحالف أحزاب المعارضة السودانية"، فاروق أبوعيسى، في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، "النظام الحاكم في بلاده"، مضيفًا أنه "لا مجال للتقارب بين التحالف، والحزب الحاكم "المؤتمر الوطني". وأضاف أبوعيسى، أن "تجربة ربع قرن من الزمان جعلت التحالف لا يثق في وعود النظام"، مؤكدًا أن "النظام الحاكم يتحمل مسؤولية عزل السودان عربيًّا وأفريقيًّا ودوليًّا، كما يتحمل معاناة الملايين من الذين نزحوا من دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق؛ بسبب الحروب والقتل والصراع المسلح". وأوضح رئيس "تحالف أحزاب المعارضة السودانية"، أن "تجربة هؤلاء في الحكم كانت تجربة مريرة وشريرة"، مضيفًا أن "تجربة الإسلام السياسي التي طبقها "المؤتمر الوطني" عزلت باقي المكونات السياسية الوطنية، وانفردت بالسلطة، وأفرزت حالة من الفساد غير مسبوقة في تاريخ السودان". وعن موقفه من دعوة الرئيس السوداني، عمر البشير، التي أطلقها في الأيام القليلة الماضية، بشأن مشاركة القيادات السياسية المتحالفة معه والمعارضة لحكمه، لمواجهة التحديات التي تواجه بلاده، أوضح أبوعيسى أن "دعوة الحزب الحاكم تأتي ضمن سياسة المراوغة التي أجادها طيلة سنوات حكمه"، مشيرًا إلى أن "الحزب انتقى بعض مكونات التحالف لحضور الخطاب". وأشار أبوعيسى، إلى أن "الحزب فضل أن يستمع إلى الخطاب من المنزل، لأن الدعوة التي وجهت للبعض، كانت للاستماع فقط، وليس لشيء آخر، وبكل أسف لم يحمل خطاب البشير أي جديد، ولم يُقدِّم رؤية واضحة لحل مشكلات بلاده السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية"، معتبرًا أن "النظام لا يمكن أن يتم التقارب معه". وتابع، أن "تحالف المعارضة دخل في حوارات لسنوات مع النظام الحاكم، ووقَّع معه اتفاقات وعهود إلا أنه لم يلتزم بأي من الاتفاقات الموقعة، وتنصل منها واحدًا تلو الأخرى". وبشأن خطة المعارضة في المرحلة المقبلة، أكَّد أبوعيسى، أن "المعارضة أعدت نفسها، واستعدت لمتطلبات المرحلة المقبلة، وستشارك معها تيارات المجتمع الحية، ومنظمات المجتمع المدني، والنقابات، وكل القطاعات ذات المصلحة في رحيل النظام، فليس أمامنا من خيار غير انتفاضة شعبية، تطيح بأركان النظام، وتنقذ شعب السودان". وأضاف رئيس تحالف أحزاب المعارضة، أن "المصالحة مع النظام الحاكم يمكن أن تحدث شريطة أن يقبلوا الخروج الآمن من السلطة"، مشيرًا إلى أن "النظام يعيش حالة من الانقسام الداخلي، حيث خرجت من صفوفه عدد من الشخصيات، مثل: مستشار الرئيس السابق، غازي صلاح الدين، وقبله حسن الترابي، ولا أحد ينكر أن "المؤتمر الوطني" يعيش أسوأ سنوات عمره السياسية على الإطلاق، وهذا لا يعنينا في شيء، والذي يعنينا أن يرحل النظام، ليترك لنا ما تبقى من السودان، حتى يمكن أن نعيد وجه السودان المشرق عربيًّا وأفريقيًّا ودوليًّا.