انطلقت فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان، في العاصمة التونسية، والتي تستمر من السادس وحتى التاسع من كانون الأول/ديسمبر 2012، وذلك بمشاركة عدد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية الوطنية والدولية، من بينها جمعية " Actif" الثقافية، الراعي الأساسي للدورة، إلى جانب "منظمة العفو الدولية، و"الجمعية الدولية لمناهضة التعذيب" و"الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان"، و"الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات".   وأكّد مدير المهرجان المخرج إلياس بكار، والذي كان صاحب المبادرة التي تم تنظيم المهرجان على أساسها، أن الفكرة تولدت لديه عقب الجولة العالمية التي قام بها لعرض فيلمه "كلمة حمراء"، مشيرًا إلى أن ثورة 14 يناير هي صاحبة الفضل في تحرير العقل والإبداع التونسي من قيود الرقابة، ذلك أن إقامة هذا النوع من المهرجانات كان محظورًا في زمن الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. و يقول منظمو المهرجان أنه سيكون "ﺷﺎﺷﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ"، وأنه ﺳﻴﻜﺮﺱ ﻟﻸﻓﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ تهدف إلى ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃية ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، حيث سيتم عرض روايات وانتاجات مختلفة، ﻣﻊ تسليط ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺑﺼﻔﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗصور الانتهاكات الحقوقية في الدول ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ. هذا، و تتوزع العروض السينمائية بين تونس العاصمة ومدينة سبيطلة الأثرية التابعة لمحافظة القصرين وسط البلاد، وهي من أشد المناطق تهميشًا وفقرًا، لكنها لعبت دورًا نضاليًا كبيرًا في إسقاط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. و من المنتظر أن يعرض المهرجان 32 فيلمًا طويلاً، و16 فيلمًا قصيرًا، حيث ستتنافس ستة أفلام من تونس، وهولندا، وكندا، وسويسرا، وبلجيكا وبريطانيا للفوز في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة. ومن بين الأعمال السينمائية المشاركة في المهرجان، فيلم "مرحبا" لفيليب ليوري، و"يلعن أبو فسفاط" لسامي التليلي و"تونس تنتخب" لهشام بن عمار، بالإضافة إلى "Die Welt" لألكس بتستار من هولندا، و" The employment" لسنتياغو بوكراسو من الأرجنتين، و"نسخة محلية" للمصري إسلام كمال. كما سيشارك مكتب تونس لمعهد صحافة الحرب والسّلام  في المهرجان بعرض فيلم "شو صار" للمخرج اللّبناني دي قول عيد، الحاصل على عدّة جوائز عالميّة، والذي يروي قصّة عيد، الّذي يعود إلى وطنه بعد سنوات من مجزرة كانت عائلته إحدى ضحاياها. يذكر أن فعاليات مهرجان حقوق الإنسان تقام بالتعاون مع المهرجانات المشابهة له في العالم، وخاصة مهرجان نورمبرغ في ألمانيا، ومهرجان براغ لأفلام حقوق الإنسان، ومهرجان كرامة في الأردن. وسيركز المهرجان سلسلة من الحلقات الخاصة بالتعريف  بثقافة حقوق الانسان، كما ستحتضن التظاهرة ورشات لكتابة السيناريو، يكون محورها هو حقوق الإنسان ،على أن يقع تصويرها لاحقًا، إضافة إلى إقامة معرض للتصوير الفوتوغرافي في نفس الإطار.