صدرت مؤخراً مجموعة “ارتباك الشمس” الشعرية لزينب عامر “خنساء الإمارات” عن دار العالم العربي ،2012 وهي تتضمن مجموعة نصوص هي: ارتقاء، لولا الضباب، هلامية الرؤى، قل لي برب الهم، فجاءة حب، لا انتماء، كلما انتفض الفراق، عدم انفصام، تداعيات من حنين الرمل، لاترجع اللحظات، نيسان عاد مع الرحيل، موطن لطيور مائي، إغماضة وغيرها على امتداد120 صفحة من القطع الصغير جداً، وهي في الغالب نصوص موزعة بين العمود والتفعيلة، تنوس موضوعاتها بين ما هو ذاتي وما هو عام، حيث التقاء الوجداني والوطني والإنساني، بين دفتي المجموعة، في آن، تقول في نص نيسان عاد مع الرحيل: “مازال صوتك في دموعي غارقاً كيف اقترفنا في الهوى أحلامنا كيف احترقنا بالندى؟ نبيان . . عاد مع الرحيل محملاً بالدمع، والأيدي الحزينة . . . . . والزهور البكر لم تجد المكان بذورها لا صوت أغنيتي ولا عصفورة الأنهار تشدو شاب نيساني ومات العطر في قوسي وفي قزحي” ويبدو أن عزف الشاعرة عامر، على وتر الألم يظل يرافق نصوصها، على اختلاف أشكالها، ومضامينها، مادامت أنها تصف ديوانها-هذا-بديوان خنساء الإمارات- إذ لاتفتأ الدمعة ترافق لحظتها، وإن كانت الثقة العالية بالذات لديها تظهر جلية، في أكثر نصوص المجموعة، ولعل مرد مثل هذه الثقة يعود إلى إدراكها لمدى علاقتها بأدواتها الشعرية، حيث نحن أمام لغة سليمة، تكتبها شاعرة مختصة باللغة “فهي تحمل ليسانس اللغة العربية كما في ثبت سيرتها الشخصية” ولها تجربتها الإبداعية منذ مرحلة مبكرة من عمرها، إذأنها كما جاء التعريف بها، وقد شاركت في مسابقة “أمير الشعراء” في العام ،2007 وحصلت على درع “شاعرة الإنسانية” كما يبين التعريف بها على الغلاف الداخلي الأول للمجموعة. على ضوء ماسبق، فإن الشاعرة عامر “وهي من مواليد 1982” تقدم أوراق اعتمادها إلى عالم الشعر، كأحدالأصوات الجديدة، ممتلكة نواة رؤيتها تجاه محيطها، إضافة إلى مقدرتها الواضحة على تطويع مفردتها في سياق يكاد يشق مساره الخاص، شأن الموهبة الحقيقية التي تريد ترك أثر صوتها، في زحمة الأصوات الكثيرة، وهي من هنا تستحق أن ننتظر حصيدها المقبل، كاسم شعري واعد بحق .