صدر عن منشورات دار نوفل في بيروت، رواية «فرس العائلة» للكاتب الفلسطيني محمود شقير. يسرد محمود شقير في روايته تاريخا لعشيرة من البدو في فلسطين، ويسترجع حكاياهم الشعبية وتأثيرها في أرواح الناس وجوانب حياتهم ونفوسهم وجوانية ارواحهم. وأجاد شقير في تصوير وتخيل أمكنة وتواريخ أوضحت للقارىء سيرة فلسطين على مر العصور. استهل الكاتب روايته بـ: «للبرّيّة أعرافها التي ابتدعها أبناء بسطاء. منّان هو أحد هؤلاء الأبناء. والريّة لم تعد كما كانت من قبل، او هذا ما يعتقده منان، فالريح التي تقبض على الغيوم من أذيالهاالى شتى البقاع جالبة معها المطر، لا تحضر إلا تحضر إلا لتعيث خرابًا في مضارب العشيرة، والمطر منقطع أو هو شحيح في أحسن الأحوال. والأغنام جفّت ضروعها، وسبل العيش أصبحت أكثر صعوبة، وعسكر الانكليز لا يغيبون عن العشيرة حتى يظهروا في أفقها من جديد. والنساء صرن يكثرن من الدعاء لرب العالمين بأن يبعد الشرور». وكتب الشاعر والروائي ابراهيم نصر الله على غلاف الرواية الأخير: «في هذه الرواية يفاجئنا محمود شقير بتأمّله الرهيف للتاريخ الروحي لعشيرة من البدو في تلك المنطقة من فلسطين، وبقدرته الفائقة على الإفادة من الميثولوجيا الشعبيّة وما تشكّله من قوّة فاعلة في صياغة أرواح الناس، هواجسهم، مخاوفهم، أفراحهم وأحزانهم.  وأشار نصر الله: «ثمة أربعة عناصر تعبر العشيرة وتزلزل حياتها: الاختراعات الصغيرة التي يجلبها أحد أبنائها إليها، وصول الإنكليز إلى مضاربها بعد هزيمة الأتراك؛ مدينة القدس التي يزورها الرجال والنساء في البداية ثم يستقرّون في ضواحيها؛ وأخيرًا الاصطدام بنُذر المصير الذي يتربّص بوطنهم، وقد اكتشفوا أنّهم جزء من شعب له مدنه وقراه وأحلامه وتوقه للحرية». وأضاف: «إنّها رواية قادرة على بناء العالم، بما يعنيه عالم الرواية المفتوح على التجديد بكلّ تشابكاته كبناء فني وعوالم واسعة عامرة بالحياة». يذكر ان الاديب محمود شقير من مواليد القدس المحتلة /جبل المكبر عام 1941، كتب القصة للكبار والرواية للفتيات والفتيان، اصدر حتى الآن 35 كتاباً، وكتب 6 مسلسلات تلفزيونية طويلة، و4 مسرحيات، ترجم العديد من قصصه الى اللغات الانجليزية والفرنسية والالمانية والاسبانية والصينية والكورية. شغل مواقع قيادية في رابطة الكتاب الاردنيين وفي الاتخاد العام للكتاب العرب والصحفيين الفلسطينيين، عاش في بيروت وعمان وبراغ ويقيم حاليا في مدينة القدس.