السوق السعودية

توقعت مجلة " الاقتصاد " الصادرة عن غرفة الشرقية أن تشهد المملكة في السنوات القليلة المقبلة نموا في حركة التجارة الإلكترونية بناءً على ما تشهده الأسواق المحلية من زيادة عدد المنصات والمواقع الداعمة لهذا النوع من النشاط ، في ظل بنية تحتية قوية تتعامل بها مؤسسات الدولة كافة، مبينة أن أبرز معالمها زيادة عدد المتعاملين مع الإنترنت الذين تجاوزوا أكثر من نصف مواطني المملكة، فضلاً عما تتبنّاه الرؤية العامة للمملكة لتطوير هذا النوع من النشاط التجاري.

وأشارت المجلة في عددها لشهر سبتمبر الجاري إلى نمو عمليات الدفع إلكترونيا في الأسواق العربية بنسبة 23 % خلال عام 2015 ، وذلك بسبب النمو الذي حققته السوق السعودية بنسبة 40% وسوق دولة الأمارات العربية المتحدة بنسبة 24% ، متوقعةً تزايد هذه العمليات في المنطقة لتصل في العام 2020 إلى 69 مليار دولار ، أي نحو 3 أضعاف المستويات الحالية تقريباً وفقاً لبعض التقارير العالمية.

ونسبت المجلة إلى الرئيس التنفيذي لشركة "بيفورت" عمري سدودي قوله : إن السوق السعودية تصدّرت أسواق المنطقة العربية على مستوى القطاعات التجارية من حيث عدد عمليات الدفع الإلكتروني ، ومعدل النمو السنوي بنسبة 58% ، وذلك بسبب حدة المنافسة بين شركات التجارة الإلكترونية وتزايد خبرات المتسوقين السعوديين إلكترونياً ، وتفضيلهم الشراء عبر الإنترنت بدلاً من تحمل مشقات السفر والانتقال من مكان لآخر بحثا عما يريدون اقتناءه ، إذ أن 17% من المتسوقين يقوم بإتمام عملية الشراء بالكامل إلكترونيا، بينما 67% يستخدم الإنترنت فقط للبحث عن المنتجات والخدمات التي يريد شراءها .

وأفادت أن بيانات الشبكة السعودية للمدفوعات "مدى" تبين أن عام 2015م شهد تسجيل أكثر من 1.1 مليار عملية مالية بقيمة إجمالية فاقت 626.3 مليار ريال بمتوسط عمليات شهري يفوق 52 مليار ريال، وذلك من خلال أكثر من 17 ألف صراف آلي ، وما يزيد على 225 ألف جهاز نقاط بيع تنتشر في مختلف أنحاء المملكة ، فقد شهد العام الماضي نموا مطردا في عدد أجهزة نقاط البيع لدى منافذ الدفع بنسبة 62% مقارنة بالعام الذي قبله.

وترتب على هذا الوضع ارتفاع جاذبية الاستثمار في خدمات التجارة والمدفوعات الإلكترونية وظهور كيانات جديدة بدأت في تقديم حزمة من الخدمات الداعمة التي من شأنها المساهمة في تطوير السوق والتسريع بنضوج الصناعة المالية المهمة ، حيث يشهد السوق السعودي ضخ استثمارات جديدة ، من قبل تلك المنصات الالكترونية لتوسيع نطاق عملياتها في المملكة ومنطقة الخليج في الفترة الأخيرة عبر إدخال المزيد من المنتجات ونقاط البيع وتصميم برامج تحفيز مشتريات للعملاء، الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع حجم المبيعات الالكترونية في السوق بصفة عامة.

وأشارت مجلة الاقتصاد إلى سعي العديد من الشركات والبنوك السعودية إلى الوصول إلى المعدل العالمي لتغطية الخدمات المالية مقارنة بعدد السكان، وهو المعدل الذي يصل إلى 50% في المتوسط على مستوى دول العالم، إذ تستند هذه الشركات في تحقيق هذا الطموح إلى بنية تحتية متطورة في مجال تكنولوجيا المعلومات في المملكة حيث يصل عدد مستخدمي الانترنت في المملكة حاليا إلى 21.6 مليون مستخدم نهاية العام الماضي يشكلون نسبة 66% من عدد السكان.

واستعرضت المجلة قائمة بأبرز الشركات والمنصات الالكترونية التي تنطلق في فضاء المملكة الرقمي وتصنع علامات تجارية بارزة محليًا وإقليميا في هذا القطاع، لافتةً النظر إلى أن المستقبل يبشر بالخير للاستثمارات الناشئة في هذا القطاع في ظل ما تقوم به الحكومة الرشيدة - أيدها الله - من جهد دؤوب لتحقيق رؤية 2030.