القاهرة - العرب اليوم
أكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير أحمد بن حلى، أن الغياب العربى عن جهود الأزمة السورية لا يستقيم، مشيرًا إلى أن هذه الأزمة بدأت سياسية، ويجب أن تحل سياسيًا. وقال السفير بن حلى - فى تصريحات للصحفيين المعتمدين لدى الأمانة العامة للجامعة العربية- مساء اليوم الخميس- "إن القضايا العربية غابت عن الحسم العربى أو الموقف العربى، ويتم الآن إعادة النظر فى كل هذه الأمور".
وأضاف أن عقد اجتماع فى الأستانة لقضية عربية ودولة محورية مثل سوريا وفى غياب عربى لا يستقيم، مؤكدًا أن دخول الدول العربية بجدية وقوة فى هذه الأمور سيساعد على حلها، بينما الإتكال فى حل مشاكل المنطقة على الأطراف الخارجية ليس بتقدير سليم.
وتابع بن حلى، "إن التقدير السليم هو أن تكون زمام الأمور بأيدينا كدول عربية، وأن نحاول بلورة مواقف حتى لو كانت هناك خلافات، حيث لابد دائما أن يكون هناك قاسما مشتركا وحد أدنى للتعامل مع هذه القضايا التى تهم أمننا وحياتنا وكياناتنا"، محذرًا من أن انهيار سوريا أو بقائها على هذا الحال يؤثر بشكل كبير على كل الدول العربية وعلى الجامعة العربية.
وأوضح أن تلك الأزمات فى سوريا وليبيا واليمن كلها تؤثر سلبا على مسيرة العمل العربى المشترك وعلى الموقف العربى وصورتنا أمام العالم، داعيا فى الإطار ذاته إلى ضرورة أن تكون زمام القضايا العربية من قبل الدول العربية.
وشدد بن حلى، على أن الجامعة العربية لازالت هى البيت الذى من الممكن فى إطاره أن نصل إلى شيء حتى لو كان بسيطا وذلك بالنسبة للتوافق وللتحرك المشترك وبالنسبة لصيانة أمن الدول العربية، موضحًا "أن أمن أى دولة عربية على المستوى الوطنى لاينفصل عن الأمن الجماعى والجميع يدرك هذا".
ودعا إلى ضرورة إعادة الحركة والتفاعل والجدية والحسم للعمل العربى المشترك وذلك للمساعدة فى معالجة هذه الأزمات التى أصبحت عبئا ثقيلا على المنطقة كونها خلفت ورائها أزمات كثيرة مثل المهاجرين والنازحين السوريين ومعاناة كل من الاْردن ولبنان جراء هذه الأمور.. لافتا إلى أنه على الرغم من أن بعض الدول العربية تقدم مساعدات لدعم اللاجئين السوريين إلا أن هذا لايكفى بينما الأهم هو السعى لحل تلك الأزمات حلا سياسيا.
وأكد بن حلى، مجددًا، أن الحل السياسى لهذه الأزمات هو الأنسب، مشددا على أنه لن تحسم أى أزمة فى العالم العربى عسكريا فالأزمات بدأت سياسيا ولابد أن تنتهى سياسيا.. وقال إن الحل السياسى لهذه الأزمات سيساعد أيضا على تجفيف البؤر التى يحاول الإرهاب أن يتغذى عليها ويستفيد منها.
وحول إمكانية عودة مقعد سوريا الشاغر بالجامعة العربية، أكد بن حلى أن خلو المعقد جاء بقرار وزارى من مجلس الجامعة العربية وأى تعديل أو تغيير فى ذلك بحاجة لقرار وزارى أو مستوى أعلى من ذلك، موضحا أن الجامعة العربية ستظل ملتزمة بالقرار. وبشأن ملف القوة العربية المشتركة، أكد بن حلى أن هذا الملف مازال محل دراسة وتشاور لأنه كبير وواسع وله أبعاد كثيرة.
وبالنسبة لملف الخلافات العربية - العربية قبيل انعقاد القمة المقبلة فى الأردن، أوضح بن حلى أن مابين الدول العربية هى اختلافات فى الرؤى وليست خلافات والأهم أن يكون هناك تعاون عربى مشترك، كاشفا أن هناك جهودا تبذل فى هذا المف ولكنها بعيدا عن الإعلام وذلك من قبل مسؤولين وقادة عرب يحاولون دائما العمل من أجل تقريب وجهات النظر وإزالة تلك الشوائب لأنها تؤثر فى بعض الأحيان على صفاء العلاقات العربية - العربية.
وقال بن حلى إن "الجميع يدرك أن الاختلافات يكون فى التقييم ولا ينبغى أن تتحول إلى خلافات أو خصومات ،لأننا جميعا فى قارب واحد ومنطقة واحدة وأمننا وسلامتها واستقرارنا واحد".
أرسل تعليقك