ترك الأطفال يكتشفون الأشياء لوحدهم يساعدهم في الاعتماد على النفس
آخر تحديث GMT23:47:43
 عمان اليوم -

ترك الأطفال يكتشفون الأشياء لوحدهم يساعدهم في الاعتماد على النفس

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - ترك الأطفال يكتشفون الأشياء لوحدهم يساعدهم في الاعتماد على النفس

المصدر: لندن - رانيا سجعان
عندما كان طفلي الأول لا يزال رضيعا ، اعطتني السيدة المسئولة عن كيفية تربية وتنشئة الأطفال بعد الولادة ، مقالا حول ما يسمى بالإهمال الحميد. وتقول هذه المقالة "إن الأطفال ،يحتاجون إلى تركهم مع أشيائهم الخاصة بهم لإكتشاف هذه الأشياء . فتدخُّل الوالدين في كل صغيرة يثبط قدرة الأطفال على التكيف والمرونة". وكان هذا يبدو منطقيا، ولذلك حاولت تطبيق ذلك على الأقل حتى عندما ظننت أن الطفل أصبح في حاجة لي. ثم قمت بالاهتمام بطفلي على عكس ما كان الوضع عليه سابقا. وبينما كبر أولادي في السن ، قرأت كتبا كثيرة مثل كتاب مايكل طومسون " Homesick and Happy: How Time Away From Parents Can Help a Child Grow" . والمؤلفون مثل السيد طومسون يجادلون حول ما قد يدعونه الأباء اليوم بالإهمال. ويوضح السيد طومسون أن وجودنا الكلي مع الأطفال لا يضمن السعادة لأطفالنا . إن الأمر يعود بالنسبة الينا، وليس لهم. ويدافع عن ذلك قائلا أن عدم راحتك تكمن في اللحظة الأولى التي تعتقد فيها أن طفلك حقا يحتاجك اليك. إنني أوافق تماما أن الأطفال يتعلمون الدرس الصعب عندما لم أكن بجانبهم . وبوضوح لم يكن أولادي كذلك ، وهو ما يعني أن أطفالي الصغار أصبحوا الآن مراهقين ، وهم يعانون أكثر مما ينبغي من خيبات الأمل التي ترافق المراهقين في سن المراهقة، حيث يحصلون على درجات سيئة، ويتعاملون بغرور، ولا يتم اختيارهم في الفريق أو يتم قبولهم من ضمن اختيارات مدرستهم. لأنني لم أكن أتحمل آلامهم، وبالتالي لم يتحمل أو يمارس أطفالي أيّاً من هذه الأشياء . وقد ذكرتني صديقةٌ زارتني مع ابنتها البالغة من العمر 13 شهرا بإبنتي الصغيرة، و بالأم التي كانت تخاف أن تخيب أمال أطفالها، وكانت تكافح لوضع حدود لذلك، أو كانت تعتقد أنهم يمكن أن يتعلموا أن يحترموا هذه الحدود . وبينما ترنحت الطفلة في الطريق وهي ترتدي حذاءها الأحمر الجديد، قامت صديقتي بالركض وراءها. كانت ابنتها في سن تعرف أنها تلتقط شيئا ما لا ينبغي أن تأكله، ولكن انتظرت حتى رفعت الطفلة هذا الشئ محاولة وضعه في فمها. وقد سمعت الطفلة والدتها وهي تقول في حماسة وصياح " لا " . وقبل أن تقوم الطفلة بهذا الفعل المتهور، كانت والدتها تحاول انتزاع هذا الشئ من قبضة إبنتها المحتملة . وأشك أن هذه الطفلة سوف تسمع كلمة "لا" عدة مرات أخرى، إلا لسلامتها فقط. وكانت الطريقة التي فهمت فيها معنى الأبوة هي : أنني سأفعل أي شيء لطفلي مع القليل من الإهمال الحميد من أجل جعله يحسن التدبير. ولسوء الحظ بالنسبة الينا جميعا، بينما يكبر الأطفال، كذلك يزداد استعدادي " للمساعدة". كنت أنام بلا حراك لساعات لأن الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة لا يمكن أن يتحمل أن يكون وحده في وقت النوم. وخلال تلك السنوات، لم اكتسب مطلقا طلاقة مع هذه الكلمة البسيطة ذات الحرفين " لا " . لقد حاولت أن أجعل كل شيء أفضل. لم أتقن أبدا كلمة " أوه .. حسنا" ، لأنني كنت غير قادرة على تحمل خيبة أمل طفلي. لو كنت قادرة على قول كلمة "لا"، لكانت حياتي ستكون أسهل، وهكذا الأمر سيكون لأولادي. لو كنت قادرة على فهم الجزء عن مدى أهمية الأمر في تعزيز وتبني سياسة أكثر هدوءا في نفسي من أجل أطفالي ، أعتقد اننا كنا سنكون أكثر سعادة الآن. ولكنني بدأت أخيرا ممارسة الإهمال الحميد، والتغاضي الصامت، أو رؤية أداء واحد وليس كل أداء لهم ، أو الأسئلة حول اللعبة التي لم أحضرها. وعلى مضض كبير، لقد بدأت أخيرا أن أقول "لا، ولقد بدأوا أخيرا بالاستماع إلى هذه الكلمة. التخلص من ذلك هو بالفعل صراع بالنسبة الي. ولكنني أذكر نفسي أنه إذا لم أستطع أن أتعلم التخلي عن هذا الآن، سأكون غير معدة أو جاهزة لدعم أطفالي عندما يذهبون إلى أي مكان. وعلى الرغم من مراقبتي لهم طوال كل هذه السنوات، أثمن وأقدر بعمق استقلالهم. لقد حان الوقت لوضع إيماني في نفوسهم، مع وجود شوط طويل لا يزال علي الذهاب فيه، وعلى الأقل أعتقد أخيرا أن محاولاتي لتعزيز استقلال أولادي صادقة.
omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترك الأطفال يكتشفون الأشياء لوحدهم يساعدهم في الاعتماد على النفس ترك الأطفال يكتشفون الأشياء لوحدهم يساعدهم في الاعتماد على النفس



GMT 03:54 2025 الإثنين ,07 إبريل / نيسان

عبارات يجب ألا تقوليها لخطيبك

GMT 04:03 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

دلائل على إخلاص الزوج لزوجتة واحترامة لها

GMT 04:01 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

تصرفات تقوم بها المرأة تزيد من عصبية الزوج

GMT 04:00 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

مجموعة من النصائح كي لا يتزوج زوجكِ عليكِ

GMT 03:58 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المرء

GMT 03:57 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

كيفية الخروج من مرحلة الصدمة العاطفية

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 04:36 2025 الأربعاء ,02 إبريل / نيسان

أفكار لديكور حفلات الزفاف في ربيع وصيف 2025
 عمان اليوم - أفكار لديكور حفلات الزفاف في ربيع وصيف 2025

GMT 19:51 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 04:59 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:18 2025 الأحد ,13 إبريل / نيسان

قيمة التداول العقاري في عُمان تتراجع 64%

GMT 23:59 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 04:06 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 21:10 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 20:52 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday

Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.

Beirut Beirut Lebanon