أعدت وزارة الثقافة بمختلف القطاعات برنامجا للاحتفال مناسبة مرور مائة عام على ميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي يوافق 15 يناير، ويتضمن برنامج الاحتفال العديد من الفعاليات والأنشطة، تنظمها قطاعات الوزارة المختلفة، حيث تقيم دار الكتب والوثائق القومية، ندوة بعنوان "مئوية جمال عبد الناصر" يوم الاثنين المقبل، بحضور الدكتورة هدى عبد الناصر ابنة الزعيم الراحل وعدد من أفراد أسرته.
كما يشارك في هذه الندوة مجموعة من المتخصصين وأساتذة التاريخ الحديث، إلى جانب تنظيم معرض يضم أهم القرارات التي صدرت خلال عهده ومحفوظة بدار الوثائق القومية، إضافة إلى الدوريات والجرائد التي تتعلق بأهم الأحداث التي شهدتها مصر والمنطقة العربية، ومن المقرر أن تقدم الدكتورة هدى عبد الناصر مجموعة من الوثائق الخاصة بفترة حكم ناصر لدار الكتب والوثائق القومية.
كما تعقد وزارة الثقافة حفلات وندوات ثقافية تصاحبها عروض لأفلام تسجيلية، من خلال المجلس الأعلى للثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة بكافة الفروع الثقافية للحديث عن الزعيم الراحل، إلى جانب حفل فني ضخم تنظمه دار الأوبرا المصرية /الثلاثاء/ المقبل بالمسرح الكبير، تقدم خلاله أشهر الأغنيات التي صاحبت عهد الزعيم الراحل.
كما ستفتح وزارة الثقافة متحف الزعيم جمال عبد الناصر، التابع لقطاع الفنون التشكيلية، أبوابه للجمهور والزائرين مجانا ، للاستمتاع بمقتنيات الراحل وأهم خطبه التاريخية، وصوره مع زعماء العالم.
ويشمل المتحف عرضًا متعدد الوسائط يوثق تاريخ مصر والأحداث المهمة التي مرت خلالها في عهد الرئيس عبد الناصر بداية من ثورة 1952 مروراً بالسد العالي وتأميم القناة والعدوان الثلاثي والوحدة بين مصر وسوريا وحرب 67 وحرب الاستنزاف وغيرها من الأحداث التاريخية، حتى وفاة الزعيم عبد الناصر، ويعتمد هذا العرض على وسائط متعددة من تسجيلات نادرة وأفلام وثائقية وخطب تاريخية ووثائق مرتبطة بهذه الأحداث، أما المسار المتحفي الثالث، فهو مُخصص للمقتنيات .
وعلى صعيد متصل، أعلنت 7 دول عربية وأجنبية من بينها روسيا أنها ستشارك في فعاليات الاحتفال بذكرى مئوية جمال عبد الناصر، فيما تعقد منظمة المحاربين القدامي الروسية مؤتمرها السنوي يوم 15 يناير بدلا من موعده الرسمي في مايو من كل عام، تحية لذكرى جمال عبد الناصر.
كما أنه سيتم الكشف عن 3 تماثيل برونزية للرئيس المصري الراحل، من تصميم النحات الدكتور أشرف السروي، بالتعاون بين اللجنة والمؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم، والتي ستنظم ندوة خاصة بعنوان "100 سنة ناصر"، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب المقرر عقده في الفترة من 27 يناير الجاري إلى 10 فبراير المقبل.
وتحتفل مصر والعالم العربي، خلال الأيام المقبلة بمرور مائة عام على ميلاد زعيم القومية العربية "جمال عبد الناصر" ثاني رئيس لجمهورية مصر العربية، بعد الرئيس الراحل محمد نجيب.. عبد الناصر الذي نحت اسمه في التاريخ المصري والعربي والعالمي، بصلابة وإصرار، قلما اتسم بها زعيم معاصر، مما جعله يفوز بلقب أقوى زعيم عربي في القرن العشرين.
وتمتع جمال عبد الناصر بقوة شخصية "كاريزما" خاصة، وشغل نفسه كثيرا بمشاكل الفقراء والطبقة الكادحة، وقضايا وهموم الأمة العربية، وكفاح الشعوب التي تناضل من أجل نيل الحرية والاستقلال في قارتي أفريقيا وآسيا، ورغم أن مواقفه السياسية ظلت مثار جدل بين مؤيديه ومعارضيه، فإنه ما زال يعد مثلا أعلى للكثير في مصر والعديد من دول العالم على اختلاف جنسياتهم .
واجه عبد الناصر، الكثير من التحديات أثناء حياته وحتى بعد مماته.
ولد جمال عبد الناصر في 15 يناير عام 1918 بإحدى قرى محافظة أسيوط، وتربى ونشأ في أسرة متواضعة وشهد بنفسه معاناة المصريين من الفلاحين والطبقات الفقيرة تحت وطأة الاحتلال الإنجليزي، والنظام الملكي الذي استحوذ فيه قلة لا تتجاوز نصف في المائة على الثروات، وحرم باقي الشعب من أبسط حقوقه في العيش والمسكن والتعليم والصحة.
تزعم الراحل عبد الناصر ثورة 23 يوليو 1952 والتي نجحت في طرد الإنجليز والقضاء على النظام الملكي، وتولى قيادة مصر خلال الفترة من 1956 وحتى وفاته 1970، واجه خلالها العديد من التحديات واتخذ العديد من القرارات المهمة التي أفاضت إلى إنجازات، أبرزها مجانية التعليم والإصلاح الزراعي، تأميم قناة السويس، بناء السد العالي و الثورة الصناعية المصرية بجانب احترامه لحقوق المرأة و محاربته للجهل و الأمية.
أرسل تعليقك