حراك شبابي نحو تنفيذ المشروعات التجارية الصغيرة والمتوسطة في عُمان
آخر تحديث GMT10:10:09
 عمان اليوم -

حراك شبابي نحو تنفيذ المشروعات التجارية الصغيرة والمتوسطة في عُمان

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - حراك شبابي نحو تنفيذ المشروعات التجارية الصغيرة والمتوسطة في عُمان

المشروعات التجارية
مسقط - عمان اليوم

قيل قديما «الحاجة أم الاختراع» وكان هذا المثل دافعًا للبشرية لتقديم أفضل ما عندها لتلبية طلبات واحتياجات مجتمعاتها، والعالم أجمع، وجاءت هذه الاختراعات لتسد فراغ احتياجات الفرد، ثم تحولت تدريجيا من سد الحاجة إلى تحقيق الرفاهية فباتت الإبداعات والابتكارات الجديدة هي من تقف وتصنع الحاجات المتنوعة للأفراد.

ويقف الشباب العماني اليوم في مختلف الميادين بإبداعات جديدة وطاقات متنوعة تستهدف الخروج بالمجتمع من منطقة الراحة إلى فضاء من الابتكار والتميز، وفي هذه المساحة نستعرض بعضًا من المشروعات التجارية الجديدة التي نشطت في سوق السلطنة عامة وبولاية المصنعة خاصة، حيث شهدت الولاية مؤخرًا حراكًا واضحًا للشباب نحو فتح مشروعات تجارية متنوعة.

إصرار وطموح

يشير محبوب بن جمعة الخضوري صاحب محل شواطئ العويد الوطنية للتجارة والبيع، بالتجزئة في المتاجر المخصصة لمياه الشرب أن وجود رأسمال كان السبب الأول في توجهه نحو فتح مشروع خاص به، مشيرًا إلى أنه في البداية توفر لديه رأسمال فخطط باستثماره، يقول: فكرت بفتح سجل تجاري واخترت مشروع بيع العطور والبخور ومستحضرات التجميل واستمر المشروع لمدة ٣ سنوات بعدها خسرت في المشروع لعدة أسباب كان أحد أسبابها فيها الوضع الوبائي لـ«كوفيد-١٩»، فلم تتوفر لدي السيولة المالية لشراء الزيوت العطرية لتصنيع العطور والبخور.

وأضاف: هذا الظرف لم يدفعني للاستسلام حيث توجهت لمشروع آخر وهو البيع بالتجزئة في المتاجر المخصصة لمياه الشرب وقد حققت نتائج جيدة.

ويؤكد سيف الهدابي أحد شركاء مقهى أرتي: المحل يستهدف الفنانين من كتّاب ورسامين وموسيقين وغيرهم بالدرجة الأولى، فهو كمساحة رحبة لهم يظهروا من خلاله إبداعهم، وإن شاء الله سنستضيف معارض فنية وسننظم أخرى، وسيكون هناك قسم خاص لمن يود الرسم، ودورات تدريبية فالطموح كبير ومتجدد.

ويشير الشريك الفني لمحل آرتي إلى أن القيمة المضافة لمشروعنا هو نشر الوعي الفني عند المجتمع، صحيح آرتي محل يقدم القهوة ولكنه ليس مشروع ربحي فقط خاص بالقهوة، إنما هو تجمع لفنانين بهدف نشر الوعي الفني وتوفير بيئة خصبة للإنتاج الفني، وأضاف: من أهم الأمور التي يجب مراعاتها عند افتتاح أي مشروع هو توافر الحب والشغف للخدمة التي تقدمها.

اختلاف كبير

وتقول آمنة بنت أحمد المجيني صاحبة محل «باندا بوتيك»، وهو محل مُختص لبيع الملابس التركية الخاصة بالأطفال: بالنسبة للمشروع الخاص بي كان مجرد فكرة عابرة أثناء سفري لتركيا، والتجوال بين المحلات كنت ألاحظ اختلافا كبيرا بين أسواقهم المحلية التركية والأسواق المحلية العُمانية، السوق التركي فيه تنوع كبير وملحوظ بالبضائع والأسعار والجودة، من هنا جاءتني الفكرة، وأصبحت أحدث نفسي: (لماذا ما أبدأ بـمشروع فكرتة من قلب تركيا تتمثل باستيراد ملابس أطفال)، درست الفكرة مع شريكي وقمت بعمل دراسة جدوى بكل تفاصيلها، وكانت دقيقة جدًا أخذت مني خمسة أشهر.

وأضافت المجينية: بعد ٦ أشهر قررت السفر لتركيا مرة ثانية خاصة بعد تواصلي خلال هذه الأشهر مع أغلب شركات الملابس المعروفة والمضمونة لبيع الملابس بالجملة في تركيا وشركات الشحن وتعرفت على أماكن البيع بالجملة، ومن هنا بدأت انطلاقتي في عالم التجارة.

وتقول أمنة المجينية: صحيح ملابس الأطفال منتشرة في كل مكان ولكن في الآونة الأخيرة الناس صارت تميز بين الملابس من حيث الجودة والأسعار الجيدة وغيرها حبيت أن وهذا ما ميز بوتيك «باندا» عن غيره، وعن إقبال الناس تشير المجينية: حاليًا المحل صار له ١٠ أشهر ولله الحمد الإقبال ممتاز.

خدمات إلكترونية!

منذ فبراير افتتحت فاطمة بنت يوسف البلوشية مكتب لتقديم الخدمات الإلكترونية الحكومية، تقول فاطمة: يقدم المكتب خدمات تتعلق بتقديم مأذونيات العمال، والتجديد للسجلات التجارية، وفتح سجل تجاري، وتسجيل باحث عن عمل، وتسجيل في نظام الجمارك، وتجديد التراخيص، وطباعة عقود إيجار، وتقديم التأشيرات، وغيرها الكثير من الخدمات الإلكترونية.

وواجهت فاطمة البلوشية تحدي اختلاف مسمى المكتب المتعلق بمشروعها عن مكاتب سند، كون الناس تعرف فقط أن مكاتب سند هي من تقدم مثل هذه الخدمات، وقالت البلوشية: تغلبت على هذا التحدي من خلال السعي بتعريف الناس بالمكتب وما يقدمه ومحاولة رفع إدراكهم ووعيهم بهذا الأمر، وساعدني في ذلك الاختيار المناسب للمكان فهو مقابل الشارع وعلى مرأى الناس، والعمل على التسويق والترويج للمكتب فهو يقدم الخدمات الإلكترونية للزبائن، ويقدم نفس أنشطة مكاتب سند مع اختلاف بسيط.

أفكار صغيرة بأحلام كبيرة!

انتشار البوتيكات في كل جزء من السلطنة كان السبب الذي دفع هويدا بنت هلال المحذورية إلى فتح بوتيك أنوار في المصنعة تستضيف فيه منتجات التاجرات العمانية خاصة من الولاية وتقول: وجدت أن فكرة البوتيكات منتشرة في عدد من الولايات ففكرت في افتتاح بوتيك في مكان لا يكون لي فيه الكثير من المنافسين.

ويقول يحيى بن سعيد الهاشمى: نفذت فكرة محل شباب المصنعة للحلوى العمانية حيث تقوم الفكرة على تجميع مصانع الحلوى في محل واحد، لتكون هناك خيارات مختلفة للزبائن، فجلبت حلوى من الداخلية ومن مناطق بعيدة وجمعتها للناس موفرًا الوقت والجهد لهم مما لاقى استحسان الجميع ولله الحمد.

وأضاف: أشكر أبناء الولاية ووقوفهم جنبًا إلى جنب معي لصالح نجاح المشروع.

توفيق وتميز

تحرص منيرة بنت سليّم الصالحية صاحبة مشروع «روح القهوة» على أهمية الخروج من منطقة الراحة وتقديم الجديد للجمهور بطريقة مختلفة وقالت: كل شيء اليوم بات سهلًا ومتاحًا للجمهور، لذا وجدت من المهم تطويع شغفي وحبي للورد والتنسيق في شكل خدمات جديدة تقدمها محلات تنسيق الزهور والهدايا، فقدمت منتجات القهوة والكتب كخيارات جديدة يمكن تقديمها كهدية وممكن للمهدي كذلك شراؤها لنفسه.

وأضافت الصالحية: الانطلاق من شغف هو ما ميزنا فنحن نعمل في روح القهوة على عكس أصل الإنسان الطيب وروحه في هديته لتصل مشاعره قبل أن يعبر عنها قولًا أم كتابة.

وتقول صالحة بنت زايد اليحمدية صاحبة مشروع وردة الأقحوان: كوني عمانية وصاحبة المشروع واقفة على رأس مشروعي وأدارته بنفسي أجد التشجيع والمؤازرة والثناء من قبل المجتمع، وهذا طبعًا يعطيني الدافع والإصرار على المواصلة والاستمرار في المشروع وتطويره للأحسن.

تحديات وصعوبات

وفي حديثنا معهم أكد جميع الشباب أن التحديات والصعوبات التي تعترض طريق أي مشروع، يتعلق أبرزها الاستمرارية وتقول أمنة المجينية: تحديات كثيرة تواجه أي شخص في أي مجال جديد، خاصة في الوقت الذي تؤسس فيها قاعدة قوية لشغلك وتكون سمعة طيبة لمحلك وبضاعتك وتطرأ عليك أمور لم تكن في الحسبان، ومن ضمن التحديات التي واجهناها تهكير حساب الانستجرام للمحل الذي كان يضم حوالي ١٧ ألف متابع وحاولنا جاهدين أن نرجع الحساب ولكن لم نستطع ولله الحمد عملنا حساب جديد وأسسنا من الصفر، وطبعًا تواجهنا تحديات كثيرة غيرها، لكن الأهم هو عدم الاستسلام.

ويؤكد القائمون على آرتي كافية أن التحديات التي واجهوها بسيطة جدا تتمثل في إيصال ونشر الأفكار الفنية التي يرمي إليها المشروع.

وقالت صالحة اليحمدية: نطالب الجهات المختصة والمسؤولة عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الدعم والوقوف معنا حتى يتسنى لنا نحن الشباب الاستمرارية والمواصلة في إدارة مشروعاتنا، كما نرجو توفير لنا المزيد من التسهيلات والتي تتمثل في الإعفاء عن رسوم تجديد التراخيص ودعم في تخفيض فواتير الكهرباء والماء والهاتف وإيجاد آلية في تأجيل الأقساط البنوك المتمثل في بنك التنمية ورفد.

آمال وطموحات

وعن أبرز طموحات آمنة المجينية صاحبة بوتيك باندا قالت: أتمنى أن أتوسع في هذا المجال وأتميز فيه وأضافت: أحاول التميز في المحل من ناحية الجودة والأسعار، وتقول مشجعة للشباب: أبدأ مشروعك لو بريال واحد وتأكد أنك ستواجه ضغوطات وستواجه ناس تحبطك ولكن توكل على الله ولا تستسلم.

وتقول هويدا المحذورية: طموحي إن شاء الله افتح فروعًا إضافية للمشروع وأوسعه أكثر ورسالتي لكل شاب عماني في ظل هذه الظروف أن يتوجه للأعمال الحرة كي يخدم نفسه ويخدم الباحثين عن عمل ويزيد من دخله.

وقالت فاطمة البلوشية: طموحي لا يتوقف فكل يوم يولد طموح آخر وأسعى لأن أحققها جميعها فكوني صاحبة مشروع أطمح لأن أصل لمكانة مرموقة بين المكاتب المجاورة وأصنع ذاتي والآن اجتهد عليه فخبرتي الـ٥ سنوات تؤهلني بعون الله أن أكون ما أسعى وأطمح إليه، وآمالي أن أسس أساسًا لمشروعي وسمعة طيبة وارتقي به لأنه الآن أصبح رزقي وفي المستقبل بعون الله سيصبح رزق أشخاص آخرين بعدين أن أوظفهم معي.

وأضافت البلوشية: نصيحتي للشباب أولًا وآخر ودائمًا قف على مشروعك بنفسك وضع له أساسًا متينًا لا يتأثر وسمعه طيبة لأن هذا الشيء الوحيد الذي سيديم لك مشروعك لأنه تعبك وهمتك والجهد الذي وضعته في مشروعك لن يقدره الغير كما ستقدره أنت.

ويؤكد يحيى الهاشمي أن عمان الغالية بها خير وفير فقط يجب على الفرد بالتسبب والبحث والسعي وإيجاد الفرص وعدم انتظار الوظيفة، وهناك نماذج شاهدة على ذلك من مختلف مناطق السلطنة.

ويضيف الهاشمي: رسالتي للشباب الاستمرارية وعدم اليأس وفقد الأمل من أول المشوار، فيجب علينا الاستفادة من الدروس، وكورونا كان درسا ينبغي التعلم منه، وعلى الشباب الطامحين أن يكتشفوا ذواتهم ويقدموا أثرًا طيبًا في المجتمع.
 

قد يهمك ايضًا:

رئيس أركان قوات السلطان المسلحة يستقبل مسؤولًا أمريكيًا

قوات السلطان المسلحة في عُمان تواصل توظيف المواطنين الباحثين عن عمل

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حراك شبابي نحو تنفيذ المشروعات التجارية الصغيرة والمتوسطة في عُمان حراك شبابي نحو تنفيذ المشروعات التجارية الصغيرة والمتوسطة في عُمان



نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت ـ عمان اليوم

GMT 09:27 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
 عمان اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 19:04 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

موضة المزهريات الدارجة في عام 2024
 عمان اليوم - موضة المزهريات الدارجة في عام 2024

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab