جانب من الاشتباكات في الإسكندرية
جانب من الاشتباكات في الإسكندرية
القاهرة، الإسكندرية، الأقصر ـ أكرم علي/ نسرين فؤاد/ محمد العديسي
تباينت هتافات وشعارات المتظاهرين في ساحة مسجد القائد إبراهيم، في محافظة الإسكندرية، فبينما وهتفت حشود التيارات الإسلامية "الشعب يريد تطبيق شرع الله"، رفع المعارضون للرئيس محمد مرسي أصواتهم بـ"الشعب يريد إسقاط النظام"، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين وتدخل قوات الأمن بقنابل الغاز
المسيل للدموع، والتي وصلت إلى شاطئ البحر المقابل للتظاهرات، وفي حين أفادت مديرية الصحة في الإسكندرية بارتفاع عدد الجرحى إلى 13، يستعد المعارضون في القاهرة، إلى انطلاق مسيرات إلى ميدان التحرير وماسبيرو، في تظاهرات عصر جمعة "لا للدستور"، في حين خرج الكثير من أئمة المساجد يدعون إلى التصويت بـ"نعم"، على الدستور
وقد اشتبك المتظاهرون في ساحة مسجد القائد إبراهيم، ما بين مؤيد ومعارض للرئيس محمد مرسي، وتبادل الطرفان القذف بالحجارة، ما أدى إلى حالة من الكر والفر بين الطرفين الذين انطلقوا على طول كورنيش الإسكندرية في منطقة محطة الرمل.
من ناحيتها، نفت مديرية الشؤون الصحية في الإسكندرية ما تردد عن وجود إصابات بالرصاص الحي أو الخرطوش.
وأكد وكيل وزارة الصحة في المحافظة الدكتور محمد الشرقاوي، أن الاشتباكات أسفرت عن 13 إصابة حتى الآن، مشيرًا إلى أن الإصابات عبارة عن جروح وكدمات من إلقاء الحجارة.
من ناحيتها ، عززت قوات الأمن تواجدها بالمنطقة بوضع حاجز بشرى بين المتظاهرين والإسلاميين بساحة المسجد، من خلال تشكيلات جنود الأمن المركزى و4 مدرعات أمن .
وأفاد شهود عيان، بأنه تم إطلاق رصاص حي في الهواء، لإرهاب المعارضين للدستور، وإجبارهم على عدم الاشتباك مع المشاركين في جمعة "حماية المساجد والعلماء"، فيما قامت قوات الأمن المركزي بتشكيل حائط بشري للفصل بين مؤيدي ومعارضي مشروع الدستور الجديد في ساحة القائد إبراهيم.
وحدث هدوء نسبي الآن، بعد أن قامت قوات الأمن المركزي بتفريق المتظاهرين الإسلاميين، بعدما ترددت أنباء عن توافد عدد من المسيرات المعارضة للدستور من مناطق كوم الدكة، وكرموز، وبحري.
من ناحيته، قال خطيب مسجد "الحمد" في منطقة التجمع الخامس، في حضور الرئيس محمد مرسى:"من الأمور التي لا ينكرها الإسلام أن بعض المنظمات الدولية تخلع على بعض الأشخاص ألقابًا، مثل جلالة الملك أو فخامة الرئيس، ومن يرغب في أن ينادى أخاه المسلم بأحب الألقاب إليه فلا مانع".
وأضاف:" في خطبة الجمعة الماضية كنت أشجع الناس أن يقولوا ما يريدون( في التصويت على الدستور)، إلا أن بعض المصلين طالبوني أن أحدد (نعم) أو (لا)، فقلت، صاحب العقل يميز، فالخطباء والمثقفون ثقافة إسلامية يقولون (نعم)، ولا نريد أن يصبح الناس إمعات، ولا ينبغي لأحد أن يوجه أحدًا، إنما الأمر أن يذهب الإنسان إلى الاقتراع، ويقول ما بدا له، وهذا أمر يوجه إليه أولي الأمور في هذه الأمة".
وختم خطبة الجمعة بالدعاء "اللهم انصر رئيس الجمهورية على أعدائه وارزقه البطانة الصالحة، اللهم وفق رئيس الجمهورية لما يحب ويرضى من الأقوال والأفعال، وأن يجعل هذا البلد في عهده وغير عهده آمنة مطمئنة".
ولاقت الخطبة عدم رضا بعض المصلين، في حين التف حول الرئيس البعض الآخر، وهتفوا له أثناء خروجه "نحن فداك ياريس.. كلنا معك ياريس".
من جانبه، طالب الشيخ محمد أبو القاسم خطيب مسجد "الشيخ أحمد مكي"( جنوب الأقصر) المواطنين "إتباع المشايخ والعلماء الشرعيين عند التصويت على الدستور، وألا يتبعون الذين يتشدقون بالسياسة"، قائلاً" العلماء ورثة الأنبياء، وهم الذين يحددون هل الدستور يتوافق مع كتاب الله وسنة رسوله أم لا".
وانتقد أبو القاسم، الاعتداء على مسجد القائم إبراهيم وعلى خطيبه الشيخ المحلاوي، مشيرًا إلى أنها "الواقعة الأولى من نوعها في التاريخ التي يحاصر فيها المسلمون بيت من بيوت الله"، فيما انتقد قرار وزارة الأوقاف بـ"منع الأئمة من التحدث في السياسة"، مؤكدًا أن "الدين هو السياسة، وكان رسول الله يتحدث في السياسة من على منبره الكريم".
بدوره، استنكر الشيخ علاء مفتاح خطيب مسجد "الكلالسة" في الأقصر، الاعتداء على مسجد القائد إبراهيم والشيخ المحلاوي، قائلاً:"يبدو أن تقديس المساجد وتوقير الدعاة غير موجود في أجندتهم"، قاصدًا جبهة الإنقاذ الوطني.
وأفتى مفتاح، بأن تخرج المرأة وتقول "نعم" للدستور ولو منعها زوجها، لأن هذه الأمر كـ"الجهاد في سبيل الله"، وفيه تعلي المرأة مصلحة وطنها على بيتها، مطالبًا شعب مصر بـ"عدم الغضب أو التعجب من هدوء الرئيس مرسى"، لافتًا إلى أنه "هدوء قبل العاصفة".
من ناحيته، أعلى رئيس هيئة إسعاف مصر محمد سلطان، أنه "تم اتخاذ التدابير اللازمة لتأمين تظاهرة مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية الجمعة، وتم الدفع بعدد ٢٠ سيارة إسعاف تم توزيع ١٠ منها في محيط المسجد، ووضع ١٠ سيارات أخرى كاحتياطي دعم".
وأضاف سلطان، أنه "تم تحديد مستشفيات الإخلاء التي رفعت درجة الاستعداد لاستقبال كل الحالات في حال حدوث إصابات نتيجة المصادمات أو الاختناقات، وتجهيز مرافق الإسعاف في جميع أنحاء الجمهورية، والتأكيد على انتظام العمل لجميع العاملين أثناء الأحداث.
وقد خيّم الهدوء على ميدان التحرير وسط القاهرة، صباح الجمعة، حيث قلّت أعداد المتواجدين في الميدان، قبيل بدء المسيرات التي دعا إليها عدد من القوى السياسية الرافضة لمسودة الدستور وإسقاطه، والمطالبة بتشكيل جمعية تأسيسية جديدة.
ويقوم الآن عدد من الثوار بتعليق لافتات جديدة في الميدان، مكتوب عليها "ليس هذا الدستور الذي يجعل العجلة تدور"، "انزل وقول (لا) أنا غير موافق"، وذلك بعد أن مزقت العديد من اللافتات التى كانت تحمل مطالب المتظاهرين بسبب العاصفة الترابية التي هبت على ميدان التحرير الخميس.
وكان عدد من المسيرات للعشرات من النشطاء، قد طافت ميدان التحرير، الخميس، لإحياء ذكرى الشهيد رامي الشرقاوي الذي استشهد أثناء أحداث "ثورة 25 يناير".
كما شهد ميدان التحرير تناقصا حادا فى أعداد المعتصمين والخيام في ظل تزايد أعداد الباعة الجائلين وسيطرتهم على بعض الخيام الموجودة عند مجمع التحرير.
أرسل تعليقك