ارتفاع أسعار الذهب ونقص الاستثمارات يجعلان الحياة صعبة لعمال المناجم في مدغشقر
آخر تحديث GMT12:26:52
 عمان اليوم -

15 ألف مستخرج للمعدن الأصفر في البلاد التي تنتج من 3 الى 4 أطنان سنويًا

ارتفاع أسعار الذهب ونقص الاستثمارات يجعلان الحياة صعبة لعمال المناجم في مدغشقر

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - ارتفاع أسعار الذهب ونقص الاستثمارات يجعلان الحياة صعبة لعمال المناجم في مدغشقر

ارتفاع أسعار الذهب ونقص الاستثمارات
أنتاناناريفو - جاد منصور

ينتشر على طول نهر مدغشقر المئات من الناس، يضربون بأعمدة خشبية على الأرض الحمراء، هؤلاء هم عمال مناجم الذهب الذين يأخذون عينات للتربة الجافة من المعدن النفيس، جنبا إلى جنب مع عمال آخرين يقومون بإزالة أكوام من التراب بعناية من خلال مناخل معدنية محلية الصنع.

ماريا، 45 عاما، تحمل طبقاً بلاستيكياً. "أترون ؟ ها هو" مشيرة إلى شظايا صغيرة لامعة. "الآن نحن نعلم أن هناك ذهبًا في هذه البقعة، والآن زوجي سوف يستمر في الحفر أعمق لمعرفة ما إذا كان يمكننا أن نجد أكثر من ذلك، ربما نجد وربما لا. مع هذا العمل ليس هناك ما يضمن ".

نجل ماريا البالغ من العمر 10 سنوات، راؤول، يستلقي في ظل شتلة معلقة بصخرة. تقول أنها اضطرت إلى إخراجه من المدرسة بعد أن اصابه الصرع. "لا يوجد احد يعتني به في المنزل فكان لابد من اصطحابه الى هنا. ليس من الجيد بالنسبة له أن يتعرض للشمس طوال اليوم ولكن ماذا يمكنني أن أفعله؟ إذا حدثت له نوبة، فأنه يحتاجني معه ".

ليس من المتوقع أن يعمل راؤول، ولكن العديد من الأطفال الآخرين يشاركون في نفس العمل مع والديهم. يونس، وهو أب لطفلين، تتراوح أعمارهم بين التاسعة و الثالثة عشر، يضعان اعمدة في الأرض بجانبه، قائلا: "هذا العمل شاق ونحن نعرف أنه ليس مناسبًا للأطفال، ولكن ماذا يمكننا أن نفعل؟

ويضيف يونس: الأطفال هنا يذهبون فقط إلى المدرسة إذا كان والداهم يمتلكون المال، ولكن معظمنا لا نملكه. نحن فقط نحصل على الأموال عندما نجد الذهب. الأسبوع الماضي بعنا غراماً وحصلنا على 70000 أرياري "حوالي 20 دولاراً" ولكنه قُسم بين أربعة منا."

ويتم استخراج معظم الذهب في مدغشقر بهذه الطريقة. هناك ما يقدر ب 15,000  مستخرج للذهب في البلاد، التي تنتج 3-4 طن من الذهب سنوياً. أصبح عمال المناجم الحرفيين فقط جزءاً معترفاً به في هذه الصناعة في عام 2006 بعد اصدار قانون التعدين الجديد الذي يهدف إلى تحسين مستوياتهم.

وبموجب التشريع، فإن عمال المناجم يجب عليهم شراء تصريح سنوي بمبلغ يقل قليلاً عن دولارين ، في حين أن التجار الذين يجمعون الذهب عليهم دفع حوالي 50 دولاراً في السنة، تلك الأموال من المفترض أن تذهب مباشرة إلى مكتب رئيس البلدية المحلية لدفع ثمن الخدمات الأساسية مثل الطرق والعيادات.

ومع ذلك، يقول العديد من عمال المناجم أنهم لا يستطيعون استخراج تصاريح العمل ويخاطرون بالعمل بدونها. هناك بعض العمال الآخرين يُدفع لهم من قبل السكان المحليين للتنقيب لهم مقابل الحصول على أجور ضئيلة، وهو أمر غير مسموح به بموجب قانون، ولكن وفقا لعمال المناجم، لا يزال هذا يحدث في كثير من الأحيان. كما يوضح يونس: "أنت تكسب أقل إذا كنت تعمل لحساب شخص آخر ولكن على الأقل يتم دفع المال بشكل منتظم."

وارتفع الطلب على الذهب بنسبة 21٪ في الربع الأول من هذا العام، ليصل إلى أعلى مستوياته في ثلاث سنوات في يونيو/حزيران الماضي، ولكن القليل من تلك الثروة تذهب إلى هذه العائلات.

ماريا بالاس تملك متجرًا للمجوهرات في مدغشقر، وتقوم بتصديره إلى الصين، الهند وأوروبا. جد زوجها، مودي، قام بفتح متجر في عام 1922. تقول ماريا أن عائلتها قد قامت بالضغط على الحكومة لفترة طويلة لتحسين سلامة العمال.

وتقول: "نحن نعلم أن عمال المناجم فقراء للغاية، وأن عملهم خطير"، كما تقول "في بعض الأحيان يحفرون بأعماق كبيرة، ومن ثم تحدث انهيارات أرضية ويلقون حتفهم. إن كان لدينا شركات كبيرة ومستثمرون أجانب لتشغيل المناجم فحينها سوف يضطرون إلى تحسين المعايير".

وتضيف "اليوم نحن ندفع 90.000 ارياري في الغرام "30 دولاراً". قبل عشر سنوات كنا ندفع 3 دولارات للغرام. نحن ندفع أكثر ولكن أين هي التحسينات في هذه الصناعة؟

وتقول "ولكن أعرف أن هناك أماكن في هذه البلد لا يريدون أن يكون هناك رقابة على التعدين. شركات خاصة تقوم بجمع الذهب، ومن الممكن أن يأخذوا  50 كيلوغراماً فقط في يوم واحد، ومن ثم يتم تصديره بشكل غير قانوني دون ضرائب أو جمارك. هذا هو السبب الحقيقي وراء تخلف هذه الصناعة".

نقص الاستثمار الأجنبي سببه الانقلاب السياسي الذي تسبب في مغادرة وكالات المساعدات الكبرى من مدغشقر في عام 2009. عادت وكالات المساعدات الي مدغشقر فقط في عام 2012، ولكن معظم المستثمرين الأجانب لم يعودوا بعد، ومع استمرار الصراع السياسي والفساد على نطاق واسع، حلت مدغشقر في المرتبة 123 في مؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية.

وكالة المساعدات الألمانية "GIZ " تعمل مع شركات التعدين الصغيرة لتعزيز طرق أكثر أماناً وصديقة للبيئة في عملية استخراج المعادن. يقول مدير الوكالة في مدغشقر، آلان والش أن قطاع التعدين غير منظم وغير رسمي، وأن عدم الاستقرار السياسي يجعل الأمر صعبًا للغاية بالنسبة للمستثمرين.

واضاف "لكن أنا متأكد من أن الاستثمار سوف يساعد بالتأكيد، سواء من حيث استغلال الموارد بشكل أكثر أمانا وصديق للبيئة فضلا عن منع الصادرات غير المشروعة. نحن نشهد زيادة النزاعات على الموارد بين عمال المناجم المحليين. ينصب تركيزنا على حماية البيئة المحلية وعلى تعزيز مهارات وقدرات المنقبين على نطاق صغير ".

في ورشة بالاس العديد من الحرفيين كبار السن يصنعون خواتم، أساور وقلائد ذهبية باستخدام طرق تقليدية. ماريا بالاس تقول: "اباء هؤلاء الرجال عملوا مع جد زوجي. نحن لسنا بحاجة لتعليمهم لأن المهارات تتوارث عبر الأجيال. يمكن أن تستغرق عُمرا كاملا لتصبح ماهراً. نحن ندفع لعمالنا بشكل جيد للغاية. ولكن أنا دائماً أقول أننا لا ندفع ثمن العمل، نحن ندفع ثمن الثقة." فلدينا في مدغشقر الكثير من المعادن والأحجار الكريمة، ولكن من دون الثقة ليس لدينا أي شيء ".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتفاع أسعار الذهب ونقص الاستثمارات يجعلان الحياة صعبة لعمال المناجم في مدغشقر ارتفاع أسعار الذهب ونقص الاستثمارات يجعلان الحياة صعبة لعمال المناجم في مدغشقر



النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ عمان اليوم

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab