أميركا تدرس إمكان زيادة مساعداتها إلى الحملة الفرنسية العسكرية في مالي
آخر تحديث GMT22:47:13
 عمان اليوم -

توازن بين مزايا توجيه ضربة لـ"القاعدة" ومخاوف الانزلاق في صراع جديد

أميركا تدرس إمكان زيادة مساعداتها إلى الحملة الفرنسية العسكرية في مالي

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - أميركا تدرس إمكان زيادة مساعداتها إلى الحملة الفرنسية العسكرية في مالي

جنديات فرنسيات على متن طائرة نقل جوي أميركية

واشنطن ـ يوسف مكي تدرس إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما كيفية تقديم المزيد من المساعدات التي يمكن منحها إلى القوات الفرنسية التي تحارب المسلحين الإسلاميين في مالي، وذلك في إطار الموازنة بين المنافع التي ستعود عليها من خلال توجيه ضربة قوية للمقاتلين المرتبطين بتنظيم "القاعدة" في أفريقيا، والمخاوف من الانزلاق من جديد في صراع طويل الأمد هناك.
ويدور الجدل داخل الإدارة الأميركية بشأن ما إذا كان في الإمكان تزويد فرنسا بطائرات للتزويد بالوقود، على نحو يسمح للطائرات الفرنسية بتقديم دعم جوي قريب من القوات البرية، التي تتحرك شمالاً في اتجاه مناطق "المتطرفين".
وتقول مصادر رسمية أميركية وأوروبية إن هذا الأمر محل نقاش بين المسؤولين الأميركيين والفرنسيين منذ أيام عدة، وتتوقع مصادر أميركية صدور قرار أميركي عاجل في هذا الشأن.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن "المؤشرات كافة تقول إن الإدارة الأميركية تحاول إيجاد حل، إلا أن الموافقة على أي قرار بشأن تزويد الوقود جوًا بواسطة طائرات أميركية سوف يكون مشروطًا".
ونسبت الصحيفة إلى مصدر في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن المناقشات الحالية تركز على المخاوف بشأن ما إذا كانت المهمة الفرنسية في مالي سيتصبح مهمة مفتوحة بلا موعد محدد لنهايتها، كما يدور النقاش كذلك بشأن المقصود بالالتزام الأميركي في هذا الصدد.
ويقول مصدر أميركي إن غالب التحفظات الأميركية تدور بشأن ما إذا كان الرئيس أوباما لديه السلطة الشرعية للمشاركة في العملية العسكرية في حالة موافقته على الاشتراك، بعدما تقرر بأن العملية تستهدف أساسا تنظيم "القاعدة" في المغرب الإسلامي. إلا أن درجة التدخل الأميركي في مالي كما يراها أوباما لا تزال علامة استفهام لم تجد إجابة بعد، بما يعني أن الرئيس الأميركي وفريق الأمن القومي لم يحسموا أمورهم بعد بشأن حجم التدخل في مناطق صراعات نائية.
وهناك أيضًا مسألة مدى الالتزام الأميركي تجاه فرنسا، التي أرسلت ما يقرب من 3000 جندي مشاة، لوقف تقدم الإرهابيين في المستعمرة الفرنسية القديمة مالي.
وفي هذا السياق، يقول مساعدو أوباما إن النهج الذي يتم تطبيقه الآن في مالي، حيث تتولى فرنسا قيادة العملية بدعم من دول الإقليم، هو ما تعمل الولايات المتحدة على تشجيعه. إلا أن بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية يعتقدون أن فرنسا تعجلت دخول مالي والبدء في العملية "قبل أن يفهم الفرنسيون حجم اللدغات التي سوف يتعرضون إليها هناك".
وتقول مصادر في البيت الأبيض إنهم يرغبون في الوقوف على ابعاد الخطة السياسية والإستراتيجية اللازمة لإنهاء الصراع هناك، قبل أن يزيدوا من حجم المشاركة هناك.
وتقول الصحيفة إن الإدارة الأميركية لم يتوفر لها القدر الكافي للتخطيط الإستراتيجي منذ بدء العملية الفرنسية في أوائل هذا الشهر. وقد بدأت الولايات المتحدة بنقل 600 جندي فرنسي بآلياتهم إلى مالي، كما تقوم بتقديم معلومات استخباراتية، بما في ذلك صور محددة للمواقع عبر الأقمار الصناعية. وحتى الآن تتلقى فرنسا تلك المساعدات الأميركية من دون تكاليف.
إلا أن عمليات التزويد بالوقود ترتقى بمستوى التدخل الأميركي إلى درجة الدعم المباشر في الهجمات العسكرية. وبالنسبة إلى أوباما الذي خصص جانبًا من خطاب تنصيبه لفترة رئاسة ثانية عن إنهاء الحرب في العراق، وانخفاض حجم النشاط الأميركي في أفغانستان، فإن الدخول في صراع جديد مع عدو مبهم يبعد كثيرًا عن الولايات المتحدة لا يحظى بترحيب في الشارع الأميركي.
وتأتي هذه المسألة في وقت تشهد فيه الإدارة الأميركية حركة تنقلات وتغييرات في مناصب الأمن القومي، حيث لم يبق لهيلاري كلينتون سوى أسبوع في منصبها، انتظارًا لقرار مجلس الشيوخ على ترشيح خليفتها السيناتور جون كيري، بالإضافة إلى تشوك هاغل في منصب وزير الدفاع، وكلاهما سبق وأن أعلنا أنهما لا يرحبان بتدخل أميركي في صراعات يمكن لشركاء أميركا أن يتعاملوا معها، أو في صراعات تبعد بعض الشيء عن المصالح الأميركية. وفي حالة مالي فإن الاستخبارات الأميركية ترى أن المتطرفين الإسلاميين لا يشكلون تهديدًا كبيرًا على الولايات المتحدة، ولكن في استطاعتهم تشكيل خطر على المنطقة، الأمر الذي يثير جدلاً بشأن مدى مشاركة الأميركان.
وتقول الحكومة الفرنسية إنها سوف تظل في مالي والمناطق المحيطة بها طالما استدعت الضرورة ذلك. وتتردد الولايات المتحدة في مساعدة الحكومة في مالي، لا سيما وأنها جاءت إلى السلطة عبر انقلاب عسكري قام به قائد تلقى تدريبه في أميركا.
ولم يعرف بعد ما إذا كانت المكالمة الهاتفية التي جرت بين أوباما والرئيس الفرنسي هولاند قد تطرقت إلى مسألة طائرات التزويد بالوقود. وأشار بيان للبيت الأبيض أن المكالمة تناولت الحاجة الماسة لإنشاء قوة عسكرية بقيادة أفريقية، وأهمية إجراء انتخابات حرة في مالي لاختيار حكومة ديموقراطية.
ويشارك عدد من طائرات "ميراج" و"رافال" في العملية العسكرية في مالي، بالإضافة إلى طائرات استطلاع تتخذ من تشاد قاعدة لها.  وتقوم طائرات فرنسية بتزويد تلك الطائرات بالوقود جوًا إلا أن فرنسا كما يقول مصدر رسمي فرنسي، ترغب في وجود طائرات أميركية لدعم الطائرات الفرنسية في حماية جنود المشاة، وذلك في حالة تعرض جنود المشاة لمقاومة عنيفة عكس المتوقع، أو لأي أزمة أخرى قد تتطلب إرسال مزيد من الطائرات الفرنسية.
وتعكس تصريحات المسؤولين في البلدين اختلاف كل من فرنسا وأميركا بشأن الهدف من العملية العسكرية في مالي، حيث يقول وزير الدفاع الفرنسي آن جين لودريان "إن الهدف هو استعادة السيطرة الكاملة على شمال البلاد من المليشيات الإسلامية هناك، وعدم ترك أي جيوب عسكرية هناك".
بينما يقول رئيس القيادة العسكرية الأميركية الخاصة بأفريقيا الجنرال كارتر هام إن كل ما يرغب فيه هو "طرد تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات المتطرفة من شمال مالي"، وقال "إن الواقعية تقول بأن أفضل ما يمكن تحقيقه هو التطويق والتمزيق، على نحو يفقد تنظيم القاعدة القدرة على السيطرة على الأراضي هناك".

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا تدرس إمكان زيادة مساعداتها إلى الحملة الفرنسية العسكرية في مالي أميركا تدرس إمكان زيادة مساعداتها إلى الحملة الفرنسية العسكرية في مالي



GMT 12:42 2023 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

سكان جنوب لبنان يُواصلون أعمالهم رغم القصف الإسرائيلي

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

مسقط - عمان اليوم

GMT 16:54 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 عمان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 16:43 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab