محللون يرون أن مستقبل العلاقات الأميركية الإسرائيلية على المحك
آخر تحديث GMT06:35:59
 عمان اليوم -

بعد اختيار أوباما هاغيل وكيري المعارضين للعنف والحرب

محللون يرون أن مستقبل العلاقات الأميركية الإسرائيلية على المحك

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - محللون يرون أن مستقبل العلاقات الأميركية الإسرائيلية على المحك

الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

واشنطن ـ يوسف مكي يرى محللون سياسيون أن الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، ما يزال قادرًا رغم بلوغه سن التسعين، على تلخيص الواقع الإستراتيجي بعبارة قوية عندما أعرب عن مخاوفه وقال إنه في فقدان إسرائيل علاقاتها الحديدية مع الولايات المتحدة فإنها سوف تكون بمثابة شجرة وحيدة في صحراء جرداء. ويؤكدون أن الأحداث التي ستشهدها الأسابيع المقبلة ستقرر ما إذا كان هذا السيناريو سيتحقق أم لا، حسب ما نشرت صحيفة "دايلي تلغراف"، التي أوردت تحليلاً يقول إن يحدث داخل إسرائيل ينبىء بأنها مقبلة على انتخابات عامة قد تدفع البلاد إلى مزيد من التطرف اليميني.
وفي واشنطن بعث الرئيس الأميركي باراك أوباما بإشارات لها مغزاها إلى إسرائيل على طريقته الخاصة من خلال اختياراته للحكومة الأميركية الجديدة.
وأضافت الصحيفة "على ما يبدو فإن ترشيحات أوباما من شأنها أن تضع البلدين في مسار التصادم. فقد رشح أوباما السيناتور الجمهوري تشوك هاغل لمنصب وزير الدفاع الأميركي ، إلا أن هاغل يحمل أفكارا وأراء في مجال السياسة الخارجية تنحرف عن المسار والفكر الجمهوري المؤيد بلا قيد أو شرط لإسرائيل.
فعندما شنت إسرائيل حربا على حزب الله في لبنان العام 2006 امتنعت إدارة بوش آنذاك عن الدعوة إلى وقف إطلاق النار ، لكن هاغل خرج عن السرب الجمهوري وقال أن العمل العسكري وحده لن يقضي على حزب الله وقال أيضا أن استمرار العملية العسكرية سيؤدي إلى تمزيق لبنان وقتل المدنيين الأبريان وتدمير اقتصاد البلد وبنيته التحتية.
وعن علاقة أميركا بإسرائيل قال هاغل أنها خاصة وتاريخية ولكنها لا ينبغي ولا يمكن أن تكون على حساب علاقات أميركا مع العرب والمسلمين".
اما أخطر تصريحات هاغل فكانت في مقابلة أجريت معه العام 2006 عندما قال أن اللوبي اليهودي يصيب الكثيرين في أميركا بالرعب والهلع، واضاف "أنا لست سيناتورا إسرائيليا وإنما أنا سيناتور أميركي".
كما أن هاغل الذي سبق وأن أصيب في حرب فيتنام ، يعارض غريزيا أي إجراء عسكري كما أعلن معارضته الصريحة لشن حرب ضد إيران.
ومع هذا فإن تلك التصريحات لا تعني أنه معاد لإسرائيل ، وحتى مع وصوله إلى دائرة صنع القرار الأميركي فإن تصريحاته تلك تعني بوضوح أنه لا ينوي قطع التحالف الإسرائيلي الأميركي الوثيق.
ويقول المحلل يوسي ميكيلبرغ "أنه كثير الانتقاد للسياسات الإسرائيلية ولكن ذلك لا يجعل منه معاديا لها ، وعلى سبيل المثال فإن معارضة شن هجوم على إيران لا تعني أنه معاد لإسرائيل ، بدليل أن الكثيريين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يحملون وجهة النظر نفسها".
ومع ذلك فإن هاغل يعتقد صراحة بأنه يتوجب على أميركا أن تحل مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي حتى ولو أدى ذلك إلى مواجهة أميركية مع الزعماء الإسرائيليين الذين يتوجب عليهم تقديم تنازلات مؤلمة. الجدير بالذكر أن جون كيري الذي وقع اختيار الرئيس الأميركي له ليكون وزيرا للخارجية الأميركية ، لم يسبق له أن أدلى بتصريحات مثيرة للجدل في هذا الموضوع. ومع ذلك فإنه من المحتمل أن يميل نحو وجهة النظر نفسها بحكم نهجه العملي وخبرته في السياسة الخارجية الأوروبية.
وفي ظل هذه الأجواء يتساءل البعض عما إذا كان أوباما يسعى الى وضع السلام في الشرق الأوسط على لائحة أولوياته ، وهل الولايات المتحدة على استعداد لاستثمار رأسمالها الدبلوماسي في مشروع لتحقيق النجاح في هذا الشأن؟
لا شك في أن هذا هو ما يريده حلفاء أميركا. حيث قال وزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ أن الوضع بحاجة إلى جهود ضخمة لإحياء العملية السلمية التي لم تعد موجودة على أرض الواقع. كما أعرب أحد كبار المسؤولين في دولة عربية صديقة لأميركا عن خيبة أمله وإحباطه مشيرا الى أن أوباما "يواصل خداعنا على مدار عامين ونحن نشعر أنه مدين لنا".
وما لم يحدث تطور في هذا الشأن فإن الصراع العربي الإسرائيلي سيزداد تعقيدا وخطورة على نحو لا يمكن معه أي حلول. ويعتقد هيغ أن حل الدولتين على أرض فلسطين قد بات مستحيلا. وذلك في ضوء التوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية والقدس الشرقية وهي الأراضي التي يتطلع الفلسطينيون لإقامة دولة المستقبل عليها. وهناك ما يزيد عن نصف مليون مستوطن يهودي يعيش في تلك المستوطنات وإذا ما قدر للدولة الفلسطينية أن تقام فإنه لابد من طرد هؤلاء المواطنين الإسرائيليين من تلك الأراضي والمستوطنات.
ويخشى هيغ من وصول أعداد هؤلاء إلى رقم يستحيل معه طردهم وقال أيضا أنه لم يعد أمامنا لإنقاذ عملية السلام سوى عام أو عامين على الأكثر.
وفي ما يتعلق بالانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها في 22  كانون الثاني/ يناير ، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة تتوقع انتصار بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي واحتمالات توليه رئاسة إئتلاف يميني هو الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل.
كما ظهر على الساحة السياسية في إسرائيل اثنين من السياسيين البارزين وكلاهما أكثر تشددا من نيتانياهو نفسه ، وهما أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا المتحالف حاليا مع الليكود بزعامة نيتانياهو ، ونافتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي ، الأمر الذي يعني أن نيتانياهو سيكون بمثابة المعتدل داخل الحكومة الإسرائيلية المحتملة.
وفي تلك الأثناء فإن جناح اليسار الذي ظل يحكم إسرائيل خلال اربعين سنة ، بات الآن منقسما على نفسه بلا زعامة حقيقية.
وبناء على ذلك فإن المحصلة المحتملة للانتخابات المقبلة هي ائتلاف حكومي يميل نحو المزيد من التوسع الاستيطاني بصرف النظر عن النتائج المترتبة عليه.
والسؤال الذي يطرح نفسه في الأوساط السياسية هو : لماذا بات الرأي العام الإسرائيلي يميل بشدة نحو اليمين المتطرف؟ والسبب في ذلك يرجع جزئيا إلى وصول مليون شخص من اليهود الروس إلى إسرائيل وجميعهم من الصقور وأصحاب الفكر المتشدد ، إلا أن السبب الأكبر هو أن الكثير من الإسرائيليين باتوا على قناعة من أن الفلسطينيين رفضوا كل عروض السلام. كما يشير البعض بكثير من عدم الارتياح إلى أن الانسحاب من جنوب لبنان العام 2000 أدى إلى ترسخ حزب الله في المنطقة واختطاف الجنود الإسرائيليين وإطلاق صواريخه على إسرائيل وكذلك الحال بعد الانسحاب من غزة العام 2005 اتخذت حماس من القطاع منصة لإطلاق الصورايخ على الجنوب الإسرائيلي.
الى ذلك بات العديد من المواطنين في إسرائيل أيضا على قناعة بأن شعار الأرض مقابل السلام يعنى في الواقع الأرض مقابل مزيد من الحرب. وفي حال الانسحاب من الضفة الغربية لإقامة الدولة الفلسطينية فإن حماس كما يعتقدون ستكرر القصة نفسها وتقصف قلب إسرائيل. أضف إلى ذلك مخاوف المواطن العادي من التهديد النووي الإيراني.
والواقع يقول بأن العلاقات الأميركية الإسرائيلية تشهد في الوقت الراهن قدرا من التصدع بشان المسألة الإيرانية ، وعندما بدأت الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع إيران العام الماضي أعلن نيتانياهو عن مخاوفة من استعداد أوباما لتقديم تنازلات كبيرة إلى طهران. كما أن ترشيحه ل"هاغل" و"كيري" وكلاهما يعارض الحروب يبعث بإشارات عن رغبته في مزيد من الدبلوماسية مع إيران. ويخشى نيتانياهو من ان تؤدي المفاوضات الأميركية الإيرانية إلى إبرام اتفاقية سرية تتجاهل مخاوف إسرائيل ومن المحتمل أن تسمح لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم.
ومن الممكن أن يعرض أوباما على إسرائيل صفقة غير مستساغة مع إيران كما أنه قد يقول للإسرائيليين أن الوقت قد حان لحل الصراع  مع الفلسطينيين ولو على حساب طرد المستوطنين من مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية.
ولو اتخذ أوباما مثل هذا القرار فإنه سيحدد ملامح هذه الاتفاقية ويحدد الإطار الزمني اللازم لتوقيعها. كما سيكون بحاجة إلى معاقبة العناد الإسرائيلي بما في ذلك الضغوط الإقتصادية وهو إجراء لم تمارسه أميركا مع إسرائيل على مدار عقود ماضية.
وعلى الرغم من أن السوابق التاريخية تقول بأن نضال أوباما نحو السلام سيؤول إلى الفشل إلا أنه وهو يفكر في قرار مؤلم فإنه لن يسمح لحل الدولتين أن يموت خلال فترة توليه الإدارة الأميركية ، ولو حدث ذلك فإن اي رئيس أميركي في المستقبل لن يكون أمامه خيار لمحاولة حل هذا الصراع.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محللون يرون أن مستقبل العلاقات الأميركية الإسرائيلية على المحك محللون يرون أن مستقبل العلاقات الأميركية الإسرائيلية على المحك



نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 09:41 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

محمد عبده يغني في أول ظهور له بعد إعلان مرضه
 عمان اليوم - محمد عبده يغني في أول ظهور له بعد إعلان مرضه

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab