القاهرة ـ أ.ش.أ
تغلف جسم المذنب عادة طبقة رقيقة صلبة من الجليد، تشبه بتماسكها ما يسمى في الولايات المتحدة "الآيس كريم المقلي".
يقول الباحث في مختبر الحركة النفاثة التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، مورثي جوديباتي ، "يمكن تشبيه المذنب بـ"الآيس كريم المقلي" جيدا، الذي تكون قشرته عبارة عن طبقة رقيقة من البلورات الجليدية، مع بقاء داخله أكثر برودة ومسامية، كما يشبه تركيب الطبقة الخارجية طبقة الشوكولاتة التي تغطي الأيس كريم".
يستند علماء الفلك في هذا التشبيه إلى معطيات المسبار "Deep Impact" الذي اصطدم عام 2005 بالمذنب "تيمبل – 1"، لأن كافة مذنبات المنظومة الشمسية تتكون من طبقتين، طبقة خارجية رقيقة وصلبة، وطبقة داخلية تتكون من خليط الغبار والجليد ومواد عضوية، هذه المعطيات تأكدت عند محاولة المركبة الفضائية الصغيرة "فيلا" الهبوط على سطح المذنب تشوريوموف – جيراسيمينكو"67p" حيث ارتدت عنه مرتين قبل أن تستقر عليه.
أجرى الباحثون تجارب مخبرية تضمنت وضع "مذنب" كروي الشكل، تتكون طبقته الداخلية من الغبار والجليد ومواد عضوية بسيطة، في مفاعل وبدأوا بتخفيض درجة الحرارة تدريجيا، ومن ثم رفعها كما يحصل للمذنب الطبيعي عند ابتعاده أو قربه من الشمس.
كشفت هذه التجارب عن ظاهرة شاذة، حيث أن المواد العضوية في المذنب تتحول إلى "آيس كريم مقلي".
يتضح من نتائج هذه التجارب، انه عند اقتراب المذنب من الشمس يبدأ الجليد بالذوبان، وتمتلئ المسامات الحاصلة بجزيئات المواد العضوية، وعندما يبتعد المذنب عن الشمس تنخفض درجة الحرارة جدا ويعود سطحه إلى الانجماد ثانية، وفي هذه اللحظة يحصل ما هو غير متوقع – ترتبط جزيئات المواد العضوية مع بعضها البعض وتخرج من طبقة الجليد تاركة خلفها مسامات تمتلئ بالماء.
وهذا يؤدي إلى تكثيف طبقة الجليد الخارجية مع كل اقتراب وابتعاد عن الشمس، لتتحول إلى ما يشبه "الآيس كريم المقلي".
أرسل تعليقك