متطوعون عُمانيون يكشفون عن تجربتهم في مواجهة «الجائحة» ويشيدون بوعي المجتمع في تلقي اللقاح

هناك شباب مخلصون عشقوا العمل التطوعي وتقديم العطاء لهذا الوطن الغالي، فأبدعوا فيه إبداعا كبيرا حيث لا تجد مجالاً من مجالات الحياة إلا وفيه الشباب العماني مشاركا ومنخرطا فيه ومتطوعاً لخدمة وطنه، وجاءت جائحة كورونا لتؤكد هذا المبدأ حيث رأينا أعدادا كبيرة من المتطوعين يسجلون حضورهم منذ يوم الأول للجائحة حتى هذه اللحظة وهم يشاركون الكادر الطبي في عملية التنظيم لأخذ اللقاحات في مختلف مراكز التطعيم المنتشرة في أنحاء السلطنة.

«عمان» تجولت في مراكز التطعيم واقتربت أكثر من المتطوعين لتعرف القارئ على تلك الجهود الطيبة المبذولة من قبلهم وهم يساندون الكوادر الطبية ويساعدون في تنظيم أخذ اللقاحات لمختلف شرائح المجتمع بشكل منظم ورائع فكانت هذه اللقاءات معهم حول عملهم التطوعي.

فريق تطوعي

كانت محطتنا الأولى في مركز أخذ اللقاحات بولاية شناص والبداية مع شمسة البلوشية التي تشاركنا الحديث عن عملها التطوعي بقولها: احتضنت مدرسة المعرفة مركز تحصينات ولاية شناص لفئتي الذكور والإناث وقد كان دوري ولا يزال هو مناشدة المجتمع المحلي بالمشاركة في تلقي اللقاح وعمل حملات توعوية إعلانية مكثفة مع كادر المدرسة من إداريات ومعلمات عملن يدا بيد على نشر جميع إعلانات الحملة الوطنية وإيصال رسائل الحملة بأسرع وقتٍ بشكل دوري ومستمر، كما تم تشكيل فريق تطوعي متكامل من الإداريات والمعلمات خدمة لحملة التطعيم مع إشراف منظم ومتكامل لحسن استقبال الحملة الوطنية وتقديم الدعم والمساندة لهم من حيث النظافة للمكان والتهيئة وإصلاح الأعطال الطارئة أيضا من خلال توفير أجهزة قياس الحرارة الآلي والمعقمات وغيرها من الأدوات الضرورية لتسهيل عملهم وأماكن تخزين أدواتهم حسب المتاح حيث لاقت الحملة نجاحاً طيبا في تحقيق أهدافها بفضل من الله.

ممتع جداً:

وعن رأيها في العمل التطوعي وما يمثله لها تضيف شمسة البلوشية: العمل التطوعي ممتع جدا ويعمل على غرس قيم المواطنة والانتماء الوطني واللحمة الوطنية من خلال نشر ثقافة العمل التطوعي بين فئات المجتمع المحلي والمجتمع المدرسي من حيث العمل بالقدوة مع تعزيز الثقة بالنفس والشعور بإيجابية تجاه الحياة والآخرين كما يعطي الفرد إحساسا بالفخر عند المساعدة ويمنحه شعورا بالإنجاز عند القيام بأعمالٍ جديدة.

خدمة المجتمع:

وفي مركز صحار للتحصين لم تختلف الصورة كثيرا ليشاركنا راشد الخاطري المشرف الفني على عشائر جوالة نادي صحار الحديث قائلا: لعل من أهم الفترات التي يحتاج المجتمع فيها لمساندة أبنائه خصوصاً هذه الفئة الحيوية (الجوالة) هي مرحلة تفشي وباء فايروس كورونا كوفيد-19 فقد سعت عشائر الجوالة على مستوى السلطنة عموماً وعشائر جوالة وجوالات نادي صحار خصوصاً لتقديم كل ما يمكن وبما يضمن لهم الصحة والسلامة من خلال اتباع كافة الإجراءات الاحترازية.

ويضيف الخاطري: تسعى عشائر جوالة وجوالات نادي صحار لغرس روح التطوع وأهدافه وقيمه الهادفة لتقديم كل ما يمكن من أبناء هذا الوطن دون مقابل كرد للجميل وللعمل على بناء المجتمع وتكاتفه بسواعد أبنائه المحبين لخدمة مجتمعهم ووطنهم تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وتحقيقا لرؤية عمان 2040.

جانب تنظيمي:

وعن دور الجوالات الخاصة بالعمل النسائي تحدثت مريم الفارسية من عشيرة جوالات نادي صحار حيث قالت: نقوم بالجانب التنظيمي في مركز التحصين وتحديدا عند العنصر النسائي لمتلقي الجرعات وتكون البداية من استقبال النساء من خلال البوابات المخصصة لهن ومساعدتهن وتوجيههن لتعبئة الاستمارة الخاصة بأخذ اللقاح وبعد ذلك توجيههن لأماكن الخروج بشكلٍ منظم وسهل.

وتؤكد الفارسية على أهمية العمل التطوعي في المجتمع من خلال المساعدة في التنظيم والشراكة مع مختلف شرائح المجتمع وتضيف أيضا أكسبنا العمل التطوعي مزيداً من الثقة في أنفسنا وقدراتنا وحاليا لدينا عدا من الجوالات وهو اختبار حقيقي ميداني في العمل التطوعي.

وتختتم مريم الفارسية حديثها بتوجيه رسالة تقول فيها: أتمنى من الجميع الانضمام للفرق التطوعية لما لها من دور مهم وفوائد كثيرة في مجتمعنا.

روح الفريق الواحد:

وفي مستشفى وادي الصرمي بولاية الخابورة تحدثت ابتسام بنت عبدالله السعيدية مشرفة التمريض بمستشفى وادي الصرمي حيث قالت: مستشفى وادي الصرمي من مؤسسات الرعاية الصحية الأولية التي تقدم خدمات الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين بالوادي وسعدنا كثيراً حقيقة بالعمل التطوعي الذي شاهدناه مع مجموعة من المتطوعين يمثلون شباب هذا الوطن من الجنسين الذكور والإناث وهذا ليس بغريبٍ عليهم كان الحماس رائعا والكل يعمل بروح الفريق الواحد في تفان واجتهاد.

مجتمع واع

لتكون محطتنا الأخيرة في السويق ومن واقع تجربته الكبيرة في العمل التطوعي وخبرته الواسعة في المجال الطبي يعبر لنا الممرض المتقاعد سالم الخروصي عن هذه التجربة في عالم التطوع قائلا: كوني متطوعا في لجان التنظيم بمراكز التحصين بولاية السويق كان الإقبال كبيرا من المجتمع والتفاعل أكبر من الجميع وذلك من خلال مؤشرات ودلالات واضحة وحسب جداول التحصين للفئات المعد لها من قبل اللجنة العليا وهذا إن دل فيدل على وعي المجتمع بأخذ اللقاح مع كل فئات المجتمع المختلفة سواء لكبار السن أو الشباب أو طلبة المدارس.

ويضيف الخروصي ولي الشرف أن أكون أحد المتطوعين في مركز التحصين الذي يعني لي الكثير، فهو أولاً اعتزاز وفخر كوني متطوعا ورسالتي لجميع الإخوة والأخوات أن يلتحقوا بالعمل التطوعي فهو عملّ رائع وممتع مع مختلف الظروف ولا سيما ونحن نواجه جائحة كورونا والتي عصفت بالكثير من أبناء الوطن تغمدهم الله بواسع رحمته وألبس الشعب العماني والأمة أجمع ثوب الصحة والعافية وأبعد عنا كل بلاء.

إقبال كبير

من جانبه تحدث المتطوع خالد الحضرمي عن تجربته في المجال التطوعي في مركز التحصين بمستشفى السويق قائلا: وجودي هو فرصة لخدمة جميع المرتادين لهذه المراكز وتقديم خدمةً مميزة لهم.

وللأمانة أقولها: وجدت تفاعلا أكثر من رائع من جميع شرائح المجتمع وإقبالا كبيرا من قبل أفراد المجتمع لأخذ اللقاح وتبقى تجربة جميلة وتشريفا لي لخدمة هذا البلد وأدعو الجميع للمشاركة في هذه الحملات التطوعية.

سعادة غامرة

الممرض المتقاعد جمعة العامري الذي لم ينس مهنة التمريض حتى بعد تقاعده ليكون متطوعاً ضمن الطاقم الطبي في مستشفى السويق ليعبر عن سعادته ومشاركته في العمل التطوعي قائلاً: وجودي يشكل دعم للإخوة والأخوات خاصة مع هذا العمل المتواصل، وحتى نخفف شيئاً من الضغط النفسي والبدني الذي يعانون منه كوننا نشكل عامل خبرة في هذا المجال.

ويضيف: العمل التطوعي ليس بغريب علينا نحن ككادر طبي، حيث إن عملنا دائماً وأبداً يلامس المجتمع، وشخصيا أشعر براحةٍ وسعادة غامرة عند تقديمي أي خدمة لأفراد المجتمع وأنظر إليهم كآباء وأمهات وإخوان وأخوات وأبناء، لذا رسالتي هي أن «العمل التطوعي خدمةّ وطنية في المقام الأول، وتكسب من خلالها مهارات التواصل»

قد يهمك ايضاً

 مواصلات عُمان تعلن زيادة رحلاتها لمسار (مسقط-صلالة)

 جهود جبارة لبلدية ظفار ممثلة بدائرة النظافة في عُمان