قصة بقرة أحرقت شيكاغو وبُرئت بعد 126 سنة
آخر تحديث GMT11:28:38
 عمان اليوم -

قصة بقرة أحرقت شيكاغو وبُرئت بعد 126 سنة

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - قصة بقرة أحرقت شيكاغو وبُرئت بعد 126 سنة

قصة بقرة أحرقت شيكاغو
واشنطن -عمان اليوم

 

خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1871، مرت مدينة شيكاغو بولاية إلينوي (Illinois) الأميركية بإحدى أسوأ فتراتها التاريخية حيث اضطر سكانها لمواجهة حريق هائل عرف لدى كثيرين بحريق شيكاغو العظيم. وعلى الرغم من الأسباب المجهولة وراء اندلاعه، أتى هذا الحريق على جزء كبير من المدينة فقتل المئات وشرد نسبة كبيرة من الأهالي.

عوامل ساهمت في ظهور الحريق
وعلى حسب العديد من المصادر، سجلت شيكاغو نموا ديموغرافيا سريعا خلال منتصف القرن التاسع عشر حيث قدّر عدد سكانها بحلول عام 1850 بنحو 30 ألف ساكن، كما ساهمت وسائل النقل، التي اعتمدت أساسا على العربات والأحصنة، في توسع وانتشار الطبقة المتوسطة التي فضّل كثير من أفرادها التنقل نحو ضواحي المدينة. من جهة ثانية، سجلت الأحياء الفقيرة بوسط شيكاغو اكتظاظا غير مسبوق حيث تزاحم بها كثير من الأهالي الذين استقروا في الغالب بمنازل خشبية.

وعام 1871، قيل عن شيكاغو إنها عانت من أشهر من الجفاف، حيث سجلت كميات الأمطار مستويات منخفضة مقارنة بالفترات السابقة وهو ما ساهم في تقليص مستويات المياه بآبار المدينة بشكل ملحوظ. إلى ذلك، تراكمت كل هذه العوامل لتجعل من شيكاغو عرضة للخطر في حال اندلاع حريق. وخلال شهر تشرين الأول/أكتوبر من نفس السنة، حصل ما لم يكن في الحسبان حيث شهدت المدينة حريقا مجهول المصدر التهمت خلاله ألسنة اللهب مناطق واسع من شيكاغو.

وبناء على سجلات المدينة حينها، اندلع الحريق بإسطبل، كان ملكا للسيد باتريك أوليري والسيدة كاثرين أوليري، بشارع ديكوفين (DeKoven) بالجنوب الغربي لشيكاغو، وانتشر بشكل سريع ليدمر آلاف المباني. في الأثناء، اختلف كثيرون حول سبب اندلاع الحريق فبينما تحدث البعض عن لص أحرق الإسطبل وعن نيزك سقط بالمنطقة وعن رجل يدعى لويس كوهن أحرق المنطقة دون قصد أثناء مغادرته لطاولة لعب القمار، اتجهت الأغلبية للإيمان بأسطورة بقرة عائلة أوليري حيث اتهمت الأخيرة بركل فانوس زيتي مضاء دون قصد لتتسبب في اندلاع ألسنة اللهب داخل الإسطبل.

خسائر فادحة
وقد امتدت النيران بشكل سريع بفضل الرياح القوية لتتسبب في تدمير مناطق بوسط المدينة والقسم الشمالي لشيكاغو وسط عجز شبه تام لرجال الإطفاء عن احتواء الحريق.

في الأثناء، استمر حريق شيكاغو لمدة يومين ما بين 8 و10 تشرين الأول/أكتوبر 1871، وتراجعت حدّته بشكل لافت للانتباه في اليوم الأخير بفضل نزول كميات كبيرة من الأمطار ساعدت رجال الإطفاء في السيطرة عليه.

على حسب العديد من المصادر، أسفر حريق شيكاغو لعام 1871 عن وفاة أكثر من 300 شخص وتدمير 17450 مبنى بمساحة قدرت بحوالي 9 كلم مربع، وقد قدرت الخسائر المادية حينها بنحو 200 مليون دولار ووجد 100 ألف شخص أنفسهم في الشوارع بدون مأوى.

نمو شيكاغو وتبرئة البقرة
في غضون ذلك، استعادت شيكاغو عافيتها سريعا حيث أقبل عليها عدد هام من كبار المهندسين المعماريين من أمثال لويس سوليفان (Louis Sullivan) ودانكمار أدلر (Dankmar Adler) ودانييل بورنهام (Daniel H. Burnham) فساهموا في إعادة إعمارها بوقت قياسي ومهدوا الطريق لظهور العمارات العالية ومزيد من المكاتب بها. وبفضل ذلك، عرفت شيكاغو نموا ديموغرافيا مذهلا حيث ارتفع عدد سكانها ليقارب نصف مليون بحلول 1880 أي بعد 9 سنوات فقط عن الحريق. وبعد 126 عن كارثة شيكاغو، أصدر مجلس المدينة، عقب جمع جملة من الأدلة التاريخية، قرارا برّأ من خلاله عائلة أوليري وبقرتهم من التسبب في الحريق الذي أودى بحياة 300 شخص.

قد يهمك ايضًا:

حريق يلتهم عشر خيام في مخيم للنازحين بدهوك في العراق

 

سوريا رجال الإطفاء يكافحون لليوم الثاني على التوالي لإخماد نيران حريق غابات بيرة الجرد

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة بقرة أحرقت شيكاغو وبُرئت بعد 126 سنة قصة بقرة أحرقت شيكاغو وبُرئت بعد 126 سنة



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

مسقط - عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 17:00 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:25 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 21:47 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

يتناغم الجميع معك في بداية هذا الشهر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab