قاذفات وقنابل غير منفجرة تجبر سكان الموصل على إعادة بنائها
آخر تحديث GMT20:49:07
 عمان اليوم -

قاذفات وقنابل غير منفجرة تجبر سكان الموصل على إعادة بنائها

 عمان اليوم -

 عمان اليوم - قاذفات وقنابل غير منفجرة تجبر سكان الموصل على إعادة بنائها

ركام من مبنى متضرر بشدة في البلدة القديمة
بغداد - نجلاء الطائي

انتهى القتال في المدينة القديمة في الموصل ومع ذلك مازال مقاتلي تنظيم "داعش" يزحفون أحيانًا من مداخل الأنفاق المفخخة لتنفيذ هجمات انتحارية أخيره على قوات الأمن، وقد تجاهل متطوعو الدفاع المدني هذا التهديد والذخائر غير المنفجرة في الجثث المدفونة بين الأنقاض، وطرد رجال الشرطة الاتحاديون من مداخل المدينة القديمة في محاولة غير مجدية لإبعاد اللصوص والرجال اليائسين الذين يسعون لبيع أي شيء لإطعام أسرهم، ومع ذلك فإن المدينة القديمة لا تزال صامتة للمرة الأولى في تاريخها الطويل في هذه الأيام لكن أحيانا يتم كسر الصمت بواسطة آلات الحفر وصوت المولدات.
قاذفات وقنابل غير منفجرة تجبر سكان الموصل على إعادة بنائها

وانتهت معركة الموصل في يوليو/تموز، ولكن لم تعد هناك سوى القليل من الطرق الرئيسية في المدينة القديمة التاريخية في الموصل، و الدعم الحكومي البسيط جدًا اضطر السكان إلى أن يبدأوا المهمة الضخمة المتمثلة في إعادة البناء وحدهم . وفي فترة بعد الظهر، قامت الجرافات بتجريف الأرض من الخرسانة المليئة بقضبان حديدية ملتوية في شاحنة تفريغ قديمة في "سيرج خانا"، والتي كانت يومًا ما القلب التجاري للمدينة القديمة، وقال "وعد عزالدين" صاحب متجر: "لقد عملنا هنا لمدة 25 يومًا لإعادة بناء هذه المنطقة، نحن ندفع ثمن هذا من جيبنا. ولم يساعدنا أحد من الحكومة "، والسؤال الأكبر حول ما إذا كانت المدينة القديمة سيتم استعادتها في يوم من الأيام.

ولم تكن المدينة مجرد مركز ثقافي وتاريخي، ولكنها كانت أيضًا مسرحًا لأيام القتال الأخيرة في معركة استمرت تسعة أشهر لاستعادة المدينة من داعش. وقد أدى القصف العنيف الذي شنته قوات الأمن العراقية والضربات الجوية التي قامت بها قوات التحالف التي استهدفت مخازن داعش إلى تدمير المنطقة بأكملها. ويقدر عددهم الأشخاص الذين كانوا يعشون في تلك المنطقة ب 400000 شخص، بينما يعيش الآن معظمهم في أجزاء أخرى من المدينة أو في مخيمات النزوح ويسأل الكثيرون عما إذا كان أي شيء يستحق الإنقاذ أو مازال هناك أمل للعودة .

ويقول الشيخ راكان عزيز الحياني: "دمرت المدينة القديمة نهائيًا بحيث من الأفضل أن تبنى من جديد"، ويوضح متعهد البناء في الموصل وعضو لجنة نقابة رجال الأعمال في الموصل "الحيانى" أن الأضرار واسعة النطاق، كما أن مشاكل التخطيط في المدينة كبيرة لدرجة أن الترميم سيكون مستحيل .

ودمرت الحروب التي كانت تدار في الأزقة وبين المنازل القديمة قيمة المدينة وتراثها , فهي كارثة من منظور تخطيط المدينة، فمياه المجاري أصبحت تصب مباشرة في نهر دجلة، ونقص شبكات الصرف الصحي ينتج عنه فيضانات بعد هطول الأمطار الغزيرة، وقطع في أنابيب الكابلات الكهربائية وقطع الاتصالات وهبوط في الأرض، أما العائلات التي تملك منازل في البلدة القديمة غالبًا ما تركتها وعاشت في أماكن أخرى، وكثير من السكان يفتقرون إلى البيانات الورقية لممتلكاتهم اى شيء هناك ولا شخصياتهم .

ويؤكد السيد حيانى أن : "الأفضل بناء شقق سكنية حديثة، وبهذه الطريقة يمكننا بشكل مريح أن يضم عددا كبيرا من الناس في منطقة صغيرة، من المهم جدًا إنشاء سكن بأسعار معقولة في تلك الفترة الحرجة "، ويوافق عمدة الموصل "زهير العرجي" على إعادة بناء المدينة القديمة بشكل جديد ويقول إن إعادة البناء بنفس الخريطة ستكون مستحيلة , فقد كانت بعض المنازل صغيرة جدا، وأقل من 50 مترا مربعا. و بعض الشوارع ضيقة جدا لا يمكن أن يمر اثنين من نفس الممر، و شوارع أخرى لها نهايات مسدودة. فالمدينة كلها ستحتاج للتغيير . ولكن ليس الجميع ​​حريصون على جرف الأنقاض كما تقول ليلى صالح، رئيسة منظمة غير حكومية محلية في مركز "جلجامش" لعلم الآثار وحماية التراث "إنها موقع للتراث، لذا لا نستطيع استبدال المباني التراثية بأبنية جديدة , فقد كانت المدينة القديمة موطنًا للعديد من المباني الشهيرة قديمًا، بما في ذلك مسجد النوري الذي دمر الآن مع مئذنة مائلة, من المهم الآن أن نأخذ الوقت الكافي للعمل على ما يمكن إنقاذه .وتضيف "أنا موصليه وعالمة آثار، لذا يجب أن أهتم بكل من الوضع الاجتماعي والجانب الأثري, دعونا نؤخر عملنا في إعادة البناء قليلًا، من أجل تقديم خطة للسكان و تحديد الأماكن المتضررة و الأخرى التي يجب ترميمها "، مشددة أن القضية الأكبر الآن هي نقص التخطيط، التي تعتقد أن انتقاداتها السابقة للحكومة أدى إلى إطلاقها من دورها السابق في مجلس الدولة للآثار والتراث في العراق.

وما اتفق عليه جميع الأطراف هو أن الحكومة العراقية تفتقر إلى الأموال اللازمة للقيام بجهود كبيرة لإعادة الإعمار في أي وقت قريب. ويقول رئيس بلدية "أريجي": "سوف تحتاج مليارات الدولارات وليس الملايين". وأضاف "لكن لنكون صادقين لم نحسب العدد الدقيق بعد ". وفي الموصل، يعلق أصحاب المصلحة آمالهم على مؤتمر المانحين المزمع عقده في الكويت في العام المقبل، ويأملون أن يرفعوا 80 % من المال اللازم، كما أكد اريجى "أن مؤتمر الكويت سيكون حاسما".

 

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاذفات وقنابل غير منفجرة تجبر سكان الموصل على إعادة بنائها قاذفات وقنابل غير منفجرة تجبر سكان الموصل على إعادة بنائها



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:12 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 عمان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 عمان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 19:53 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 عمان اليوم - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 21:26 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab