القاهرة ـ أكرم علي
تسبب تجاهل البيت الابيض الاميركي دعوة الرئيس المصري محمد مرسي لزيارة واشنطن العام الجاري، في إحراج الإدارة المصرية، بعدما كان بيان لها أكد أن الرئيس باراك أوباما يتطلع لزيارة مرسي إلى العاصمة الاميركية، وفي وقت اعتبر بعض المحللين موقف واشنطن تدخلاً في الشأن المصري، اعتبرها البعض محاولة لإتمام عملية التحول الديمقراطي وبناء المؤسسات وفقًا لخبرات هذه الدول.
وأصدر البيت الأبيض، بيانا، الثلاثاء، بشأن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ولم يذكر خلاله ما جاء في بيان الرئاسة، عن تطلع الرئيس الأميركي، لزيارة الرئيس المصري إلى واشنطن، خلافًا لما ورد في بيان المتحدث الرئاسي المصري الذي أكد فيه تطلع أوباما لزيارة مرسي خلال العام الجاري.
وأوضح بيان البيت الأبيض أن "أوباما أكد لمرسي، أنه مسؤول عن حماية المبادئ الديمقراطية، مجددا تأكيد دعم الولايات المتحدة القوي للمصريين، فيما يواصلون المرحلة الانتقالية نحو الديموقراطية".
وجاء ذلك الاتصال الهاتفي بين الرئيسين بعدما دعت الخارجية الأميركية المعارضة المصرية الممثلة في جبهة الإنقاذ الوطني إلى تغيير قرارها بمقاطعة الانتخابات البرلمانية والمشاركة فيها لإتمام عملية التحول الديمقراطي.
وأثارت هذه الدعوة الجدل بين الأوساط السياسية الذي اعتبرها البعض تدخلا في الشأن المصري، فيما اعتبرها البعض الآخر محاولة لإتمام عملية التحول الديمقراطي وبناء المؤسسات وفقا لخبرات الدول السابقة.
وقالت أستاذة العلوم السياسية نورهان الشيخ لـ "العرب اليوم" إن نجاح عملية الانتخابات البرلمانية تأتي في مصلحة الولايات المتحدة التي راهنت على نجاح جماعة الإخوان المسلمين في إدارة البلاد، وذلك تدعو الأطراف كافة للمشاركة في الانتخابات حتى لا تخسر هذا الرهان.
أضافت الشيخ أن وزير الخارجية الأميركية جون كيري الذي سيصل الى مصر السبت المقبل، سيلتقي رموز المعارضة ويحثها على المشاركة في الانتخابات والعدول عن قرارها، كما أنه سيؤكد لهم ضمان نزاهة الانتخابات بعد مشاركة المنظمات الأجنبية في مراقبتها.
ومن جانبه قال عضو جبهة الإنقاذ الوطني وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد عصام شيحة، إن القرار الذي اتخذته جبهة الإنقاذ بالإجماع هو قرار حاسم، ولا رجعة فيه، ولا يحق للولايات المتحدة التدخل في الشأن المصري، والمطالبة بالمشاركة على حساب المعارضة في الشارع المصري.
أضاف شيحة لـ "العرب اليوم" أن دعوة الإدارة الأميركية للمعارضة بتغيير قرارها للمشاركة في الانتخابات، محاولة لفك الحصار عن النظام الحاكم في مصر وإخراجه من المأزق الذى يمر به الآن.
فيما رأى الفقيه الدستوري ثروت بدوي أن دعوة الولايات المتحدة للأحزاب المعارضة بالمشاركة في الانتخابات، ما هي إلا محاولة لإتمام عملية التحول الديمقراطية والاتجاه لبناء المؤسسات، لنقل خبرتها إلى مصر، وليس نوعا من التدخل، فالقرار أولا وأخيرا للمعارضة سواء بالقبول أو بالرفض.
وكانت جبهة الإنقاذ الوطني قد قررت الثلاثاء، مقاطعة الانتخابات البرلمانية التي من المقرر أن تبدأ في 23 و24 نيسان/أبريل المقبل، وقاطعت الحوار مع القصر الرئاسي.
أرسل تعليقك