الكويت - كونا
افتتح بنك الكويت الوطني متحفا يروي تاريخ الكويت وذلك بمناسبة احتفال البنك بذكرى انطلاق العمل لأول مرة في 15 نوفمبر من عام 1952 وذلك بعد صدور المرسوم الأميري عن المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح في 19 مايو من عام 1952 الخاص بتأسيس البنك.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني عصام الصقر في تصريح صحافي اليوم بمناسبة افتتاح المتحف ان افتتاح البنك يأتي ترجمة عملية للمرسوم الاميري الصادر في 19 مايو من العام 1952 القاضي بتأسيس البنك الوطني كأول مصرف وطني وأول شركة مساهمة في الكويت ومنطقة الخليج.
واضاف ان افتتاح البنك الوطني يعد قفزة نوعية من عمر المنطقة الاقتصادي معلنا بداية عصر جديد من الاستقلال الاقتصادي بعد سنوات طويلة من الانتداب البريطاني موضحا ان المرسوم الأميري الصادر لتأسيس البنك قبل ستة عقود يعد أحد اهم القرارات السيادية في ذلك الوقت متحديا قيود مرحلة الاستعمار البريطاني التي لم تكن تسمح بإنشاء مصارف في الكويت.
وبين الصقر ان ظهور البنك في تلك الظروف يشكل انطلاقة لمرحلة الاستقلال الاقتصادي حيث استطاع البنك كسر احتكار القطاع المصرفي الكويتي الذي كان مقتصرا على وجود مصرف أجنبي واحد وهو البنك البريطاني للشرق الاوسط.
واوضح ان البنك تخطى العراقيل أمام تأسيسه بدعم من المرحوم الشيخ عبدالله السالم حيث باشر البنك أول أعماله المصرفية في مبنى صغير لا تتجاوز مساحته ثلاثة دكاكين بقلب المنطقة التجارية في الكويت آنذاك وبعدد قليل من الأفراد مضيفا ان البنك زاول في بداياته أعمالا مصرفية بسيطة من فتح ومتابعة الاعتمادات التجارية وصرف العملات والحوالات المصرفية اضافة الى عمليات السحب والايداع .
وقال ان البنك يستعرض في قسم خاص من متحفه أزمة انهيار سوق الأسهم الكويتية والمسماة بأزمة (سوق المناخ) التي وقعت في عام 1982 حيث جرى تقسيم تفاصيل الأزمة بواسطة تقنيات حديثة كما يسلط هذا القسم الضوء على دور البنك في مواجهة الأزمة الأولى في تاريخه حيث كان المؤسسة الوطنية الوحيدة الناجية من تداعياتها وعرف حينها ب"البنك الفائض الوحيد".
ولفت الى ان المتحف يعرض تسجيلا تصويريا موثقا عن مرحلة الغزو والدور الذي أخذه البنك على عاتقه لعبور الازمة مما أكسبه لقب "بنك المقاومة والصمود" حيث استطاع الوطني أن يواصل أعماله والوفاء بجميع التزاماته والتزامات البنوك الأخرى من خلال فرعه في لندن مبينا ان العرض يتيح الاطلاع على هذه الازمة بتفاصيلها او عرض محطات محددة عن ابرز ما طبع هذه المرحلة. واضاف ان المتحف يعرض مراحل ساهم من خلالها البنك في عملية النهضة منها الدور القيادي للبنك إبان النهضة النفطية الحقيقية في البلاد في سبعينات القرن الماضي عبر مساهمته في تمويل مشروعات البنية الأساسية والتنمية في الكويت.
واشار الصقر الى دور البنك المؤثر في استبدال العملة المحلية مرتين الاولى تتمثل في استبدال روبيات الهند بروبيات الخليج الجديدة في عام 1959 والثانية تتمثل في إصدار مجلس النقد الكويتي دنانير كويتية بدلا من روبيات الخليج في عام 1961.
وافاد بان المتحف يعرض مجسمات بلورية وشاشات عملاقة تعرض انجازات مؤسسي البنك الوطني وهم من الشخصيات المؤثرة في تاريخ الكويت كما يعرض سجلا قديما يحتوي على اسماء مساهميه الأوائل وذلك وفاء للعلاقة التاريخية المتأصلة بينه وبين مساهميه والممتدة لسنوات طويلة.
وذكر ان المتحف يقدم قسما خاصا عن مراحل مهمة من تاريخ الكويت ونشأتها ونهضتها والتحولات الاقتصادية التي شهدتها بدءا من نشاط التجارة البحرية وصولا الى ظهور النفط مبينا ان المتحف يحتوى على مجموعة من المعدات التي تعود لمراحل الخمسينات ومطلع الستينات من القرن الماضي ومنها آلة عد النقود والآلة الحاسبة وبدالة هاتف ذات تحويل يدوي اضافة الى تلكس والة نسخ والة كاتبة .
وقال ان هذة المعدات تعكس مستوى التطور الصناعي في ذلك الوقت و تشير الى مدى حرص البنك منذ تأسيسه على مواكبة التطور الحاصل في عالم الصناعة المصرفية من اجل الحفاظ على جودة الخدمة من خلال استخدام أحدث الآلات المصرفية والمعدات التي كان يتم تصنيعها في ذلك الوقت.
واوضح ان الوثائق التي يعرضها متحف البنك الوطني تعد الأولى من نوعها في منطقة الخليج ومنها أول مستند لتوزيع الارباح وأول جمعية عمومية وأول اجتماع لمجلس الادارة.
واضاف ان البنك الوطني استخدم الهاتف كأحدث وسيلة اتصال متوفرة في خمسينات القرن الماضي وكان هاتف البنك الوطني يحمل رقم (348) ويعتبر بين الهواتف القليلة التي كانت تنتشر في الكويت في تلك الفترة حيث كانت الارقام الداخلية تقتصر على ثلاثة ارقام وكان يجري تحويلها عبر مركز اتصال او (سنترال).
أرسل تعليقك