الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
أكَّد الرئيس السوداني عمر البشير أن مستقبل علاقات بلاده الخارجية ستحدده المصالح المشتركة، وأوضح أن حكومته حققت نجاحات اقتصادية وتنموية رغم الحصار والعقوبات التي فرضتها الدوائر الغربية، مشيرًا إلى أن اقتصاد بلاده عانى من مشكلات بسبب انعكاسات انفصال الجنوب عن الشماأ، والازمة الاقتصادية العالمية.
وطالب في خطابه، اليوم السبت، أمام الجلسة الافتتاحية للملتقى الاقتصادي الثاني بمراجعة وتقييم أداء النظام المصرفي، وتقوية تجربته ، ووضع التوصيات الخاصة بتخفيف آثار الاصلاحات الاقتصادية ، وتقديم المقترحات لرفع مستويات المعيشة، ومحاربة الغلاء ، والمضاربات الضارة ، بالاضافة إلى تقييم تجربة التنمية بين المركز والولايات ، وفحص أسباب تدني الانتاج ومراجعة الصعوبات التي تحد من انطلاق دور القطاع الخاص ، واولويات الشراكة بينه والقطاع العام ، كما طالب الرئيس البشير الملتقي بتقييم أداء الحكومة في العلوم والتقانة ، وتقييم علاقات بلاده الاقتصادية الخارجية ، وكيفية معالجة قضية الديون ، واستعرض أداء حكومته في المجال الاقتصادي ، ومرتكزات الاداء ، بدءًا بتوفير الامن ، وجعل النشاط الاقتصادي حرا ، ومنع الاحتكار ، والابتعاد عن الربا ، وكل ما من شانه محق الاموال ، موضحًا أن حالة اقتصاد بلاده ليست منفصلة عن حالة الاقتصاد العالمي وتطوراته ، مشيرا الى أن دور المنظمات تضاءل على المستوى الدولي ، مما أفسح المجال لازدواجية المعايير ، وتشجيع قوى الهيمنة التي تعمل على إقصاء الآخر، وتقزيم تطلعات الدول حتى لا تلحق بمنظومة الدول المتقدمة.
وأوضح الرئيس السوداني أن هذه الاستراتيجية اعتمدت وسائل متعددة من بينها من العقوبات الاقتصادية ، والشروط القاسية وتأجيح الفتن والصراعات الداخلية ، والسيطرة على الاعلام ، وتوسيع دوائر إفقار الشعوب وتكبيلها ، وأكد أن هذه الاستراتيجية يجب الا تمنع بلاده من حل قضاياها ، واستقلال قرارها الوطني ، وأشار الى أن الحكومة إستطاعت تحقيق نجاحات ، تمثلت في القضاء على جذور الازمات، والصراع المسلح، والاستمرار في مساعي تحقيق السلام والحوار مع حملة السلاح ، للتوصل الى حلول يتم بموجبها فتح صفحة جديدة ، لتحقيق التقدم للوطن، وأوضح أن حكومته تتطلع للمزيد من الانجازات ، بعد حققت طفرة تنموية في مجالات الطرق، والكهرباء، والسدود ،وشبكات الاتصال، وقطاع النفط ، لكنه اعترف ببعض القصور ، وطالب الملتقى بمساعدة حكومته في وضع المقترحات العملية والعملية لضمان نجاح المشروعات ، مع أعطاء الاولوية لانتاج الغذاء ومشروعات الصحة والتقانة، وانتاج سلع الاستقرارالاقتصادي ، وزيادة الصادرات ، وتحقيق الاكتفاء الذاتي لبلاده والوطن العربي ، واكد أن بلاده تتطلع الى تعاون دولي وإقليمي ودولي يساعد في حل مشاكل الاقتصاد الراهنة، مشيدًا بالتطور الذي شهدته علاقات بلاده مع الصين وماليزيا والهند والدول العربية، ومؤسات التمويل العربية والاسلامية، وأعلن أن تلك العلاقات ساعدت حكومته في سد فجوات التمويل الناتجة عن حصار الغرب ووقف تعاونه الاقتصادي مع السودان ، مضيفًا أن مساعي بلاده لتطويرالعلاقات الخارجية لن تتوقف، وستكون الاولوية لجمهورية جنوب السودان، معلنًا استعداد بلاده لاستقبال الاستثمارات من مختلف الدول في ظل توفر المناخ الملائم لذلك.
أرسل تعليقك