"جبهّة الإنقاذ" التونسيّة ترفضُ الحكومة الجديّدةِ

أكدّت أحزاب "جبهة الإنقاذ" المعارضة في تونس رفضها الحكومة المقبلة مقابل تمسكها بمواصلة المشاركة في الحوار الوطني، فيما بحث السفير الأميركي في تونس جاكوب والس، نتائج الحوار الوطني الذي انتهت جولته الأولى بإعلان مهدي جمعة رئيسًا للحكومة المقبلة، وذلك خلال لقاء جمعة، الاثنين، برئيس حركة "النهضة" الإسلامية الحاكمة راشد الغنوشي، ورئيس حزب "نداء تونس" المعارض الباجي قائد السبسي.
و التقى رئيس حركة "نداء تونس" زعيم "جبهة الإنقاذ" المعارضة الباجي قايد السبسي بالسفير الأميركي جاكوب والس، في حضور عضو المكتب التنفيذي والمكلف بالعلاقات الخارجية في الحزب محسن مرزوق.
كما بحث السفير الأميركي، مع زعيم حزب "النهضة الإسلامي" الحاكم الشيخ راشد الغنّوشي ظهر، الاثنين، آخر المستجدّات السياسية في تونس و الحوار الوطني الذي عرف مساره الحكومي تقدّما بعد توافق الأحزاب السياسية المشاركة في الحوار على "مهدي جمعة" كشخصية مستقلّة لترأس الحكومة المقبلة.
وأكّد راشد الغنّوشي على أن حركة "النهضة" عاقدة العزم على إنجاح الحوار الوطني بمساريه التأسيسي (الانتخابات والدستور) و الحكومي من أجل استكمال ما تبقّى من المرحلة الانتقالية في أحسن الظّروف و في أسرع وقت ممكن.
وعلى جانب آخر أثار لقاء السفير الأميركي بزعيمي المعارضة والحكم في تونس، تساؤلات عديدة بشأن استقلالية القرار الوطني في تونس، والهدف من اللقاء الذي جاء عقب يومين من التوافق بشأن رئيس الحكومة الجديد الذي جاء بعض مخاض عسير، في حين يرى مراقبون أن حكومة مهدي جمعة المقبلة بحاجة إلى دعم دولي لإنجاح مهامها وسط تباين وانقسام حاد في مواقف المعارضة بين رافض ومؤيد للتشكيلة الوزارية الجديدة التي لم تولد بعد.
ومن جانبها أكدت أحزاب جبهة الإنقاذ المعارضة أنها لن تدعم حكومة مهدي جمعة ، مقابل تمسكها بمواصلة المشاركة في الحوار الوطني، حيث أكد الناطق باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي أن مهدي جمعة وحكومته لا يلزمان الجبهة الشعبية لأنها لم تشارك في التصويت خلال الحوار الوطني ، مشيرا إلى أن الجبهة رفضت منذ الأول آلية التصويت ولم تجد مبررا لها .
وشدد الهمامي على أن هذه الحكومة ولدت بمعارضتها منذ اليوم الأول وتم تكريس الانقسام بدل التوافق مؤكدا أن الرباعي الراعي للحوار لم ينجح على مستوى المسار الحكومي.
وأوضح  الهمامي أن المسار الحكومي  لم يعد يلزم الجبهة الشعبية على اعتبار أنها لم تشارك في التصويت وبالتالي لن تشارك في عملية تشكيل الحكومة مشيرا إلى أنهم سيجتمعون مع بقية مكونات جبهة الإنقاذ لتحديد الموقف من مسألة المشاركة في المسارين الانتخابي والتأسيسي من عدمها.
فيما أشار زعيم الحزب الجمهوري نجيب الشابي، عقب لقائه ،عصر الاثنين، برئيس الجمهورية المنصف المرزوقي،  أن حزبه يعتبر أن الحوار الوطني وقع اجهاضه والتفريط في الوفاق الوطني لأن الحل من وجهة نظره تمّ دون استشارة الأحزاب السياسية الكبرى في البلاد وضد ارادتها، على حد قوله.
 وأضاف إن "الحزب الجمهوري انسحب من الحوار الوطني ولكنه مع ذلك سيتعامل مع الوضع الجديد بإيجابية وسيحكم على الحكومة المقبلة على أساس برنامج عملها وطرق مجابهتها للتحديات والملفات الكبرى المطروحة أمامها والتي تمثل التحديات الأمنية و الاقتصادية والاجتماعية أبرزها إضافة إلى إعادة الصورة الحقيقة لتونس بالخارج".