جبهة "القوى الاشتراكيّة

الجزائر – نورالدين رحماني على بعد ما يقارب 3 أشهر من موعد انتخابي مهم ينتظره الجزائريون، ويتمثل في الانتخابات الرئاسيّة المقررة 16 أو 17 نيسان/أبريل المقبل،  يعيش حزب "جبهة القوى الاشتراكيّة" الجزائري "الافافاس"، انقسامًا حقيقيًا بين مناضليه، بعد سلسلة الاستقالات التي تقدم بها عدد من مناضليه، خصوصًا في ولاية بجاية شرق الجزائر، حيث قدم منذ يومين 124 مناضلاً في الولاية استقالة جماعيّة من الحزب، يتقدمهم النائب عن الحزب في البرلمان الجزائري خالد تازغارت، بسبب ما أسموه انحرافًا عن مسار الحزب، والذي أخذ، حسبهم، مسارًا آخر غير المسار المعروف في عهد زعيمه التاريخي حسين آيت أحمد.
وتأتي استقالة المناضلين من "الافافاس"، في ظل الغموض وعدم اتضاح الرؤية لدى قادة الحزب، وعدم حسم الموقف من الانتخابات الرئاسيّة المقبلة، كما ارجع تازغارت، السبب إلى "كون القيادة الحاليّة ترفض تبني خيار المعارضة الحقيقية للنظام الجزائر، وتتبع طريق الملاينة والمهدانة لأغراض وأطماع شخصيّة، كان آخرها اللقاء الذي جمع قيادتها بأمين عام حزب جبهة التحرير عمار سعداني، من أجل دعم بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة"، نقطة أخرى تطرح بقوة من قبل التيار الراديكالي في "الأفافاس"، وهي غياب الديمقراطيّة والحوار والتعسف في استعمال الإجراءات التنظيميّة لخنق الرأي المخالف داخل الهياكل، وهو ما يفسر رفض القيادة الحاليّة لعقد ندوة وطنيّة لمناقشة وضعيّة الحزب.
وعلق على الأزمة الأمين الأول للحزب أحمد بيطاطاش، بكونها "ناجمة عن سوء تموقع للمنشقين داخل هياكل ومؤسسات الحزب، بعد المؤتمر الخامس للحزب،  وليست أزمة بل حركة عاديّة بحزب يضم توجهات ورؤى مختلفة".