حصن دبا

يعتبر حصن دبا أو سيبة البيعة والذي يقع في ولاية دبا من أهم وأقدم الحصون في السلطنة وهو أكبر حصن موجود في محافظة مسندم، تمت إعادة بنائه في بداية التسعينات ليظل شاهدا قائما على الموروث الحضاري الموغل في القدم.

"عمان" التقت عمر بن علي الفحل الشحي باحث تاريخي الذي أوجز في تفاصيل مهمة طبيعة الحصن وتاريخه وأهم المرفقات والتجهيزات فيه حيث قال: يتكون الحصن من مربعتين عند مدخل الحصن.

وتتكون كل مربعة من طابقين؛ تستخدم المربعة الأولى في الطابق العلوي للبرزة والطابق السفلي للعسكر، والبرج المقابل للمربعة الأولى يتكون من طاموره لها فتحة من الأعلى، ويحيط بالحصن سور يبلغ طوله 64 مترًا وعرضه 62 متراً، ويتكوَّن مدخله الرئيسي من برج دائري به باب خشبي يسمى باب الصباح، وتعلوه سقاطة لرمي السوائل الحارقة، ويوجد بالحصن كذلك ثمانية أبراج .

وأضاف عمر الشحي بأن موقع الحصن في منطقة البيعة، اختير ليكون بوسط الولاية وكان الحصن يستخدم لصد أي هجوم محتمل على المدينةن فقد تجد المنازل تحيط بالحصن من جميع الجهات عدا جهة الغرب، وذلك لوجود بساتين النخيل من تلك الجهة فتجد كل هؤلاء القاطنين حول الحصن يفتحون فتحات أو ثقوب بمنازلهم يخرجون منها فوهات البنادق لحماية الحصن من الهجمات الخارجية، وذلك أثناء الحروب قديما.

وأشار عمر الشحي بأن تاريخ حصن دبا يرجع إلى ما قبل القرن السادس عشر الميلادي، أي قبل الغزو البرتغالي للمنطقة عندما كانت دبا تابعة لحكم مملكة هرمز العربية وعندما جاء البرتغاليون رمموا الحصن وأضافوا إليه بعض الأبراج وسورا خارجيا وجعلوه مقرا لسلطتهم، وأوكلوا الشيخ خميس بن نخل أو هلال الشحي شيخ دبا آنذاك بجمع الإتاوات عن أهالي دبا، وعندما غادر البرتغاليون نهائيا المنطقة، بعد أن أجبرهم وطردهم الإمام سلطان بن سيف اليعربي أمر القائد روي فيريرا بهدم الحصن، وفي نهاية القرن الثامن عشر أي تقريبا في تاريخ 1785م أعاد بناءه الشيخ سليمان بن محمد بو الخير بن قيبل الشحي في عهد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، وظل على ما هو مقرا للمشيخة بدبا البيعة إلى بداية السبعين من القرن الماضي، بعدها هُدم الحصن، وأعيد بناؤه في بداية التسعينات بأمر من السلطان الراحل طيب الله ثراه، على نفس الرسم البرتغالي الموجود بالأرشيف البرتغالي للحصن.

قد يهمك ايضًا:

"حصن الشارقة" وجهة أثرية خالدة وتجربة تراثية مميزة لعشاق التاريخ

 

تعرف على أسرار قرية "شالي" المصرية حصن "واحة سيوة" المنيع