افتتح معرض لوحات تشكيلية بعنوان "الأردن وإسبانيا، موروث حضاري مشترك"

مجدي التل- افتتح معرض لوحات تشكيلية بعنوان "الأردن وإسبانيا، موروث حضاري مشترك" للدكتور هاشم غرايبة مساء امس الاربعاء في معهد ثيربانتيس (المركز الثقافي الاسباني) بعمان.

واشتمل المعرض الذي ينظمه المعهد والسفارة الاسبانية في عمان لمدة 16 يوما على 39 لوحة مختلفة الاحجام استخدمت فيها الالوان المائية ومادة الكرتون الخاص ومعظمها من اعمال رسمت خلال العامين الحالي والماضي بالاضافة الى عدد من اللوحات رسمت في عام2013، جاءت جميعها ممثلة للمدرستين الواقعية والتأثيرية وعكست ملامح الاماكن والناس والطبيعة.

وقال الدكتور غرايبة نقيب اطباء الاسنان الاسبق لوكالة الانباء الاردنية(بترا)، ان هذا المعرض يأتي في سياق الرد على ما يتعرض له العالم العربي والاسلامي من اتهامات وتحريض في اطار مقولة صدام الحضارات التي اطلقها صاموئيل هننغتون منذ اعوام في كتابه "صدام الحضارات واعادة تشكيل النظام العالمي".

ويرى ان الحضارات الكولونيالية (احلالية) هي التي تتصادم، اما الحضارات الانسانية فتتعاون وتتكامل، وانه استحضر مثالين في هذا المعرض للرد على هذه المقولة هما الاردن واسبانيا، والربط بينهما بوصفهما يحملان نفس الموروث الحضاري الاسلامي.

وبين ان لوحة "زرياب" المعروضة تمثل الرسالة الحضارية القادمة من الشرق الى الغرب في رحلته من بغداد الى الاندلس، اذ ان زرياب علم الاوروبيين الموسيقى من خلال تأسيس اول معهد موسيقي في العالم وابتكر فنون التعامل "الاتيكيت" والاناقة والهندام والازياء وتصفيف الشعر، مثلما علمهم استخدام الاواني الزجاجية للمأكل والمشرب وغيرها من سلوكيات وفنون حضارية التقطها الغرب واستوعبها كرسالة حضارية قادمة من الشرق العربي الاسلامي.

ولفت الى ان في فنون العمارة الاسبانية الحديثة تتمثل روح الحضارة الاسلامية لانها انسانية، ولهذا لم تتمكن كل الوسائل من محوها وبقيت ظاهرة وطاغية على مشهدية العمارة الاسبانية التي زاوجت بين تلك الاصالة والمعاصرة الحديثة، في المقابل فإن الاردن الذي يمثل جزءا من حضارة بلاد الشام وشكلا من اشكال التعاطي الانساني الحضاري مع الآخر لم يمسح اثرا من حضارة الرومان رغم انها حضارة احلالية "كولونيالية".

وبين ان فلسفة المعرض، انطلقت من المقاربة السابقة حيث اخذت عوامل متقاربة تمثل البيئتين الاردنية والاسبانية، ومنها لوحتا منظر شاطئي مدينتي العقبة وملقا في الشتاء، اللتين تتموضعان جغرافيا في جنوبي البلدين، ولوحتان اخريان تمثل احداها قرية في شمالي الاردن والثانية في اسبانيا في اقليم الباسك، حيث تتمثل في كلتا القريتين عوامل كثيرة متقاربة في نظام وشكل وتصميم القريتين ما يؤكد ان الحضارة الانسانية واحدة رغم التباعد الجغرافي ما يفند مقولة صدام الحضارات.

واوضح انه اعتمد اسلوب الرسم بالالوان المائية رغم صعوبته وذلك لشفافيتها وقدرتها على تجسيد تفاعل اللون مع الضوء والتعبير عن المدرسة التأثيرية التي تنهل كذلك من مشاعر الرسام نفسه، بالاضافة الى اسلوبية المدرسة الواقعية لنقل عناصر الجمال بدقة دون تحيز او مبالغة.