رصد للمواقف العربية والغربية من الأزمة العراقية

رصد للمواقف العربية والغربية من الأزمة العراقية

رصد للمواقف العربية والغربية من الأزمة العراقية

 عمان اليوم -

رصد للمواقف العربية والغربية من الأزمة العراقية

احمد المالكي

ماذا يحدث في العراق؟ هل ما يحدث في العراق ثورة سنية؟ أم معركة مع الإرهاب؟ أسئلة كثيرة دارت في ذهن الكثيرين ولا أحد ينكر أن الأزمة في بداياتها لم يفهمها الشارع العربي بشكل صحيح لأن الأزمة بدت معقدة وصعبة ولكن القريب من الأحداث في العراق يعرف أن هناك تعسفًا من الحكومة العراقية بقيادة نوري المالكي ضد بعض الأقاليم في العراق التي يقطنها السنة، رغم أنني لا أحب أن نقول أن هذا عراقي سني أو عراقي شيعي، في الأول والآخر الجميع مسلمين وعراقيين وهذه دولتهم وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح.
 للأسف الإعلام العربي يؤجج هذه الأزمة، كل قناة أو مؤسسة إعلامية تدافع عن الأزمة من وجهة نظرها فقط، وللأسف أيضًا هناك غياب تام للدور العربي كالعادة في العراق، مما فتح الباب لإيران وغير إيران للتدخل في الشأن الداخلي العراقي بحجة حماية المراقد الشيعية في العراق كما حدثنا الرئيس الإيراني حسن روحاني في تصريحاته الطائفية، وهذه الحجة من وجهة نظري تزيد الأزمة تعقيدًا إذا ما قسمنا الشعب العراقي هذا سني وهذا شيعي، وهناك أنباء عن وصول قوات الحرس الثوري الإيراني إلى بغداد للقتال في صفوف قوات الجيش العراقي أو جيش المالكي كما يطلق عليه بعض العراقيين لصد أي هجوم على بغداد من قبل المسلحين الذين يصرون على الزحف إلى بغداد لإسقاط النظام كما يقولون. والسعودية أيضًا من ناحيتها لم تلتزم الصمت واتهمت المالكي بتأجيج الصراع والأزمة وهناك تصريحات لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قال فيها إن الأمر والأوضاع في العراق توحي بحرب أهلية لها تداعيات خطيرة على المنطقة، وهذا صحيح ودائمًا عند المحللين والمراقبين للوضع في المنطقة قلق على لبنان، لأن أول من يتأثر بأي صراع في المنطقة لبنان، وشاهدنا ذلك في الأزمة السورية التي لم تنته حتى الآن، بالإضافة إلى أنّ لبنان يعاني الكثير والكثير من المشاكل السياسية الداخلية.
 وأيضًا سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في تصريحات أخرى له قال إن اتهام المالكي للسعودية بدعم الإرهاب في العراق مدعاة للضحك والسخرية، واعتقد هنا أن وزير الخارجية السعودي يدافع عن موقف بلاده من الجماعات التي وضعتها السعودية في القائمة السوداء، فكيف تضعها في القائمة السوداء، ثم تقوم بدعمها؟، ونصح سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بعدم معارضته السعودية، وأشك في أن يأخذ المالكي بنصيحة وزير الخارجية السعودي الذي وصف حكومة المالكي بالتعامل بسوء مع بعض المناطق في العراق، كما أكد الأمير سعود الفيصل على محاربة الإرهاب بكافة صورة وأشكاله، ووصف الفيصل تنظيم داعش بالإرهابي وأنه ليس المخلص للعراق وهذا هو موقف القيادة في المملكة العربية السعودية من الأزمة في العراق وليس فقط السعودية التي عارضت نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي.
 أيضًا قطر وجهت اللوم له على سياساته الفاشلة في العراق، كما رأتها قطر، وأبدت الإمارات قلقها من الحكومة العراقية برئاسة المالكي ووصفت أدائها بأنه أداء طائفي، وهذا هو موقف دول الخليج من الأزمة العراقية وهو موقف فيه قلق شديد تجاه ما يحدث في العراق.
 الغرب أيضًا لديه قلق من الأوضاع في العراق ولكن هذا الغرب هو سبب ما يحدث اليوم في العراق ويتحمل نتيجته رغم أن هناك بعض الذين خرجوا علينا من الغرب يؤكدوا أن الغزو الذي حدث على العراق وإسقاط نظام صدام حسين ليس له علاقة بما يحدث اليوم، وكان هذا تصريح لتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق الذي يحاول أن يقدم نفسه من جديد كما وصفه بعض المحللين قبل ذلك في تصريحاته المستفزة طوال الوقت، وأيضًا ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الحالي قال تصريح فيه طائفيه حيث قال إن المسلحين السنة يشكلون خطرًا على بريطانيا وإذا نجحوا في إقامة الدولة الإسلامية فإنهم سوف يشكلون خطرًا على بريطانيا وسوف يهاجمون بريطانيا، وهنا تقسيم للشعب العراقي وتصعيد للأزمة كان يجب عليه ألا يقول ذلك.
والصحافة الأجنبية لم تترك الأزمة العراقية وتحدثت عنها، لنجد مجلة التايم على غلافها تقول إنها نهاية العراق وهذا أيضًا تفسير وتحليل خاطئ العراق له تاريخ عريق ولن ينتهي كما تصورت هذه المجلة، وأيضًا صحيفة وول ستريت جورنال تحدثت عن خارطة طريق بدون المالكي، وأن إدارة أوباما تسعي إلى حكومة في العراق بدون المالكي وتحدثت الجارديان البريطانية عن الأزمة من جانب آخر جديد رصدت فيه المصالح الأمريكية الإيرانية في العراق وقالت إن أمريكا وإيران لديهم مصالح مشتركة في العراق، وأنه لا أحد كان يتوقع أن تتعاون الولايات المتحدة الأمريكية وإيران معًا لحل أزمة عالمية ولو كان أي شخص توقع ذلك قبل عام لكن وصف بالمخبول ووصفت الجارديان البريطانية العراق بالنسبة للأمريكين بأنه منزل تم تشيده بشكل غير جيد ثم وضعت إيران يديها على نصفه إلا أنها لم تكن مسيطرة سيطرة شاملة وأيضًا قالت الصحيفة إن نوري المالكي أسوأ رئيس وزراء في العراق، وأن العراق لا يحب المالكي والمالكي لا يحب العراق.
 وتحدث جون كيري وزير الخارجية الأمريكي عن تركيز الولايات المتحدة الأمريكية على الشعب العراقي وليس المالكي وأن كل الخيارات مطروحة أمام الرئيس أوباما بشأن العراق وهذا ما سوف أتحدث عنه في المقال القادم إن شاء الله، لكن يجب علي كيري مراجعة التاريخ ليعرف أن من دمر العراق أمريكا وحلفائها وأن أمريكا لن يكون قلبها على العراق كما تدعي.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رصد للمواقف العربية والغربية من الأزمة العراقية رصد للمواقف العربية والغربية من الأزمة العراقية



GMT 14:41 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 12:27 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 20:01 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 09:10 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان - عمان اليوم

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab