الحلم كما عرفه فرويد، هو وسيلة تلجأ اليها النفس لإشباع رغباتها، ودوافعها المكبوتة، خاصة التي يكون اشباعها صعبا في الواقع، والكابوس هو عدم القدرة على تحقيق الحلم، اما الحلم المستحيل في هذا البلد ، هو تأهل المنتخب الوطني الى كأس العالم.
الامر لا علاقة له بنظرة تشاؤمية، بقدر كونه قراءة لواقع مرير، من المستحيل ان يفرز شيئا له قيمة، فالمنتظر تأهل المنتخب في هذه الظروف والاجواء، كالمنتظر خروج زهرة وسط البرك والمستنقعات.
الجو العام في المنتخب لا يبشر بالخير، فالمدير الفني بات كل همه نفي وجود ازمات بين لاعبي الاهلي والزمالك، بسبب خلفيات نهائي الكأس، ونحن ايضا بات همنا التأكيد على وجود ازمات بالفعل.
هذا المنتخب ، تحت مظلة مجلس اتحاد كرة جديد ، على وشك التنصيب، ولا ندري هل سيستمر ، ام ستطوله عقد الدعاوي القضائية، والبحث عن المصالح الشخصية.
اما الاهلي والزمالك، شغلهما الشاغل، هو كيفية تيسير الامور بحساباتهما، وبما يخدم مصالحهما، دون النظر لاعتبارات اخرى، او مصلحة المنتخب، بل يصل الامر لتهديدهما في بعض الاحيان، بعدم ارسال لاعبيهم للمنتخب، وتجدهم في وقت لاحق يتحدثون انهم أكثر الاطراف الداعمة للمنتخب، اي انفصام هذا، فمن المؤكد ان ذاكرتنا، ليست كذاكرة السمك.
كل هذا في كفة، واللاعب في كفة اخرى، والفيصل هنا هو الرغبة، الرغبة في اثبات الذات، في تحقيق الانجاز، في تحدي الظروف، في تحقيق الطموح والنظر لسقف اعلى، في قفز الحواجز للوصول الى الهدف.
اذن هل نرفع الراية البيضاء، هل سنستسلم لجلد الذات، والصراخ والعويل بعد انتهاء كل تصفيات، دون نتيجة، ونكتفي بتشجيع منتخبات اخرى، وكأننا ليس لنا منتخب، هل سيكتفي كل لاعب في المنتخب ، بتشجيع منتخبات اخرى مثلنا.
الحلم متغلغل فينا جميعا لفترة تجاوزت ربع قرن، من لا يريد ان يرى المنتخب في كأس العالم، من منا لم يكتب على الفيسبوك بعد نهاية الامل في كل التصفيات، « نفسي اشوف المنتخب في كاس العالم قبل ما اموت » .
المشكلة نفسية بحتة، وفات زمن الكلام والامنيات دون تقديم تضحيات، فالكل بات مسؤول عن تحقيق الحلم، فلماذا لا نعتبره مشروع قومي رياضي، ونضع له خطة لمدة عام.
عام واحد من الترفع يا سادة هل هذا كثير، يا سيادة المرشح الذين لم يحالفك التوفيق في انتخابات اتحاد الكرة، هل صعب عليك ان تقبل بالنتيجة، التي لا اقتنع بها بالمناسبة، لكن من اجل المصلحة العامة يهون كل شيء.
سيادة رئيس الاهلي والزمالك ، هل من الممكن ان تتخلوا عن احلام غزو كل البطولات، بحسابتكما، وعدم تصدير الازمات لاتحاد الكرة، وتركه في هذا العام لا يفكر الا في مصلحة المنتخب.
سيادة الاعلامي، وانتم تعرف نفسك جيدا، هل من الممكن ان تتخلى عن تصفية حساباتك الشخصية، الم يحن الوقت،للاثبات عمليا انك بالفعل تبحث عن المصلحة العامة.
سيادة الباحث عن «الترافيك» ، واعلى معدل قراءة، هل من الممكن ان تنحي المنتخب من حساباتك،ويقتصر الامر على الاخبار الايجابية، والمحفزة فقط، اعلم انه صعب عليك، لكن حاول ارجوك.
سيادة اللاعب، هل من الممكن ان تتخلى قليلا عن التفكير في تسريحتك الجديدة، عن نوع اللبانة، او « التوكة» التي ستستعملها في المباراة، او الحظاظة في التدريبات، عن «قمصتك»، من زميلك في نادي منافس، من تفكيرك في تسريب اخبار عن تفاوض النادي المنافس، للانتقال اليه، اعتقد ان هناك ما يشغلنا حاليا ، عن هذه الصغائر ، واعلم انك في النهاية ستحصل على مرادك من ناديك.
ارجوكم جميعا، افيقوا،ترفعوا ، ارتقوا، اتقوا ، اجعلوا الحلم حقيقة، ولا تحولوه الى كابوس، لا تجعلوا الفشل بداية ونهاية ، والانكسار هواية، والمصلحة غاية.