واشنطن والحوثيون ورطة أم استراتيجية

واشنطن والحوثيون... ورطة أم استراتيجية؟

واشنطن والحوثيون... ورطة أم استراتيجية؟

 عمان اليوم -

واشنطن والحوثيون ورطة أم استراتيجية

طارق الحميد
بقلم : طارق الحميد

ألغت الإدارة الأميركية مشروع القرار الذي تقدمت به إدارة الرئيس دونالد ترامب السابقة بشأن إدراج جماعة الحوثي على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وذلك بحجة الوضع الإنساني في اليمن. 
إلا أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال إن واشنطن قررت الإبقاء على العقوبات الخاصة بقادة الجماعة الحوثية، عبد الملك الحوثي وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم، وذلك بسبب أفعالهم التي تهدد السلام والأمن والاستقرار باليمن.
وقال الوزير إن الإدارة الأميركية ستواصل مراقبة أنشطة الحوثيين وقياداتهم عن كثب، وبالتالي يصبح السؤال هنا هو، هل كان قرار رفع العقوبات عن الحوثيين جراء التزام بوعود انتخابية، أم نتاج استراتيجية؟
من الصعب الإجابة، ولعدة أسباب؛ أولها أن الإدارة الأميركية الجديدة قررت رفع العقوبات التي فرضت على الحوثيين آخر عشرة أيام حكم لترمب، قبل تسلم السلطة، وقبل أن تتاح لها المعلومات الاستخباراتية بشكل كامل.
ويعتقد أن إدارة ترمب اتخذت قرار وضع الحوثيين على قائمة الإرهاب لإحراج إدارة بايدن، وربما، لهذا السبب سارعت الإدارة الجديدة للإعلان عن رفع العقوبات عن الحوثيين. لكن واشنطن الآن قررت إبقاء العقوبات الخاصة بالقيادات الحوثية.
وهذا القرار يعني أن إدارة بايدن أمسكت العصا من المنتصف، ويعني أيضاً حلاً دبلوماسياً، كما تتعهد إدارة بايدن، خصوصاً وسط اعتداءات الحوثيين المتكررة على السعودية، التي أحرجت واشنطن.
وعليه فإن السؤال لا يزال مستحقاً، هل قرار رفع العقوبات كان تعهداً انتخابياً، أم مناكفة بين إدارتين، أم استراتيجية؟ إذا كان مناكفة فلماذا لم ترفع الإدارة العقوبات عن قادة الحوثيين؟
وإذا كان استراتيجية الهدفُ منها القول إن إدارة بايدن هي إدارة الدبلوماسية والمفاوضات، والرسالة هنا لإيران، فلماذا بادرت واشنطن للتعهد بالدفاع عن السعودية والخليج في عشرين يوماً أكثر مما قال ترمب في أربع سنوات؟
أتساءل خصوصاً أن وزير الخارجية الأميركي عدد ستة أسباب لخبث الحوثيين: «السيطرة على مناطق واسعة من اليمن بالقوة، ومهاجمة شركاء الولايات المتحدة في الخليج، وخطف وتعذيب مواطني الولايات المتحدة وكثير من حلفائنا، وتحويل المساعدات الإنسانية، والقمع الوحشي لليمنيين في المناطق التي يسيطرون عليها، والهجوم المميت في 30 ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي (2020) في عدن ضد الحكومة الشرعية في اليمن».
وكذلك أقر الوزير بأن أفعال الحوثيين وتعنتهم يطيل أمد هذا الصراع، ويترتب عليه تكاليف إنسانية جسيمة. والسؤال هنا، لماذا يقال إذن إن رفع العقوبات عن الحوثيين هو لأسباب إنسانية ما دام الوزير يقر بأن أفعالهم يترتب عليها تكاليف إنسانية جسيمة؟
لذا ليس واضحاً ما إذا كانت واشنطن تتحرك نتاج تعهدات انتخابية، أو وفق استراتيجية، لكن الأكيد هو أن الإدارة الجديدة تصطدم الآن بوقائع على الأرض لا يمكن تجاهلها، وهي أن الحوثيين إرهابيون، كما ستكتشف واشنطن قريباً جداً أنه لا إمكانية لمفاوضات «حضارية» مع إيران، لأن طهران لا تفهم إلا لغة القوة.
والسؤال الأهم لواشنطن هو: هل تذكرون رد فعل إيران على مقتل الإرهابي قاسم سليماني؟ انطلق من هناك.

 

omantoday

GMT 23:31 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

أموال وأصوات في بلاد العم سام

GMT 23:30 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

البناء والإصلاح اليمنى

GMT 23:28 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

بأي حال كنت ياعيد..!

GMT 23:27 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

أحمد فتحي شاعر مظلوم

GMT 23:22 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

حملة مطاردة السوريين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن والحوثيون ورطة أم استراتيجية واشنطن والحوثيون ورطة أم استراتيجية



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

مسقط - عمان اليوم

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 19:24 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 16:43 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 22:03 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 21:30 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab